قال وزير النفط العراقي ثامر الغضبان يوم أمس الأول "الأربعاء" ان عمليات تخريب صناعة النفط العراقية في تزايد، فيما يحاول المسلحون حرمان الحكومة التي تدعمها الولايات المتحدة من عوائد التصدير.
وفي مؤتمر صحافي عقد في مقر الوزارة التي تحولت الى قلعة يحميها مئات الحراس وصفوف من الجدران قال الغضبان: "ان المسلحين يهدفون إلى إثارة حال من المعاناة واضعاف الثقة في الحكومة".
وفي تأكيد التهديد الذي يكتنف العاملين في القطاع جرى في الآونة الأخيرة إغلاق شارع رئيسي مواجه للوزارة الكائنة في شرق بغداد.
وتسود الاضطرابات محطة بنزين قريبة، إذ اطلاق النار أمر شائع ويدفع البعض رشى لتجاوز دورهم في طابور سيارات يمتد كيلومترات انتظارا لتعبئة خزانات الوقود.
وقال الغضبان انه لم ير شيئا كهذا على مدى عقود في صناعة النفط العراقية مبديا عدم اعتقاده ان أيا من وزراء نفط أوبك شهد شيئا كهذا.
وأضاف انهم لن يستسلموا مشيرا الى انهم ينقلون منتجات النفط باستخدام الشاحنات ويتفادون استخدام خطوط الأنابيب على رغم ان هذا الأسلوب مكلف وغير فعال.
وقال انهم يواجهون أناسا يخططون لكل تحرك ويعرفون اين يضربون. وأصدر الغضبان، أحد خبراء صناعة النفط في الشرق الأوسط، بيانات توضح تعرض البنية التحتية لصناعة النفط الى 246 هجوما في العام الماضي منها 51 هجوما ضد خطوط انابيب التصدير مقارنة مع 77 هجوما في العام .2003
وقال الغضبان: "ان الهجمات على آبار النفط وخطوط الأنابيب التي تغذي مصافي النفط وعلى خطوط أنابيب منتجات النفط وخطوط أنابيب الغاز كلفت الحكومة 6 مليارات دولار في العام الماضي".
وتركزت عمليات التخريب في المناطق السنية في وسط وشمال البلاد على رغم ان المنشآت في الجنوب الشيعي أساسا ليست آمنة تماما.
وهناك أيضا أزمة في الكهرباء مع قيام المخربين بضرب خطوط أنابيب تغذي محطات توليد الكهرباء بالنفط والغاز. ويكون سكان بغداد محظوظين اذا وصلتهم امدادات كهرباء لثلاث أو أربع ساعات في اليوم.
وقال الغضبان ان أكبر مصافي العراق في بيجي متوقفة عن العمل منذ الأسبوع الماضي لأن خط الأنابيب الذي يغذيها بالنفط الخام تعرض لهجوم بعد قليل من اصلاحه.
وقال: ان هناك أكثر من 60 مليون لتر من البنزين في صهاريج التخزين في بيجي" مشيرا الى انهم لا يستطيعون نقلها. وأضاف ان أزمة الوقود ستحل اذا مر أسبوع من دون هجمات.
وعانت أيضا عمليات انتاج النفط الخام. وقال وزير النفط العراقي ان انتاجا بلغ في المتوسط مليوني برميل يوميا في العام الماضي لا يرقى الى الطاقة الانتاجية البالغة 2,7 مليون برميل يوميا مشيرا الى ان هذا يرجع في جزء منه الى عمليات التخريب. وحقق العراق عوائد من تصدير النفط الخام بلغت 17,5 مليار دولار في العام الماضي وهو أول عام كامل من التشغيل بعد الغزو بقيادة الولايات المتحدة.
وقام العراق أيضا ببيع ما قيمته 200 مليون دولار من زيت الوقود ومنتجات النفط الأخرى
العدد 875 - الخميس 27 يناير 2005م الموافق 16 ذي الحجة 1425هـ