قتل أمس نحو 22 شخصا في هجمات وانفجارات واشتباكات مع مسلحين في جميع أنحاء العراق. وعثر على نحو 20 جثة متفحمة لسائقين عراقيين جنوبي بغداد. من جهة أخرى، اتهم تيار الزعيم الديني مقتدى الصدر الجيش الأميركي أمس باعتقال أربعة من أفراده في مدينة الصدر.
وقالت مصادر الشرطة العراقية ان عشرة على الأقل من أفراد الشرطة العراقية قتلوا أمس في معركة مع مسلحين جنوبي بغداد. واستمرت المعركة التي وقعت قرب بلدة سلمان بك على بعد نحو 65 كيلومترا جنوبي شرقي بغداد عدة ساعات. وقالت مصادر الشرطة في وقت سابق ان 65 على الأقل من أفراد الشرطة جرحوا.
وكان القتال ضاريا إلى حد لم تتمكن معه تعزيزات الشرطة من الوصول إلى كثير من الجرحى أو استعادة الجثث التي تركت ملقاة على الطريق. وقالت المصادر انه تم اعتقال عدة أشخاص بعد تفجر أعمال العنف، منهم ثلاثة إيرانيين ومقاتلان يشتبه في انهما من السعودية. وأعلن الجيش الاميركي ان مروحياته تدخلت بعد ظهر أمس في المعركة لمساعدة الشرطة العراقية ضد المسلحين.
في غضون ذلك، انفجرت سيارة مفخخة أمس قرب ميدان التحرير المكتظ بالمحال التجارية وسط بغداد ما أسفر عن سقوط أربعة قتلى وإصابة آخرين. وقال التلفزيون العراقي "إن سيارة مفخخة انفجرت صباحا قرب ميدان التحرير وسط بغداد ما أدى لاستشهاد أربعة مواطنين وإصابة آخرين".
وفي حادث آخر قال ضابط في الشرطة طلب عدم ذكر اسمه ان "مسلحين هاجموا سيارتي شرطة كانتا تقومان بدورية في وسط بعقوبة كبرى مدن محافظة ديالي". وأضاف ان "اشتباكات وقعت أدت الى مقتل مدني وجرح ثلاثة شرطيين". وبعدها بقليل، قتل مسلحون الملازم في الشرطة عدي جابر بينما كان في سيارته في بعقوبة، حسبما ذكر مسئول في شرطة المحافظة. وفي كركوك، قال مدير شرطة المدينة اللواء تورهان يوسف ان مدنيا قتل وأصيب آخر بجروح أمس في انفجار عبوة ناسفة لدى مرور رتل أميركي، بينما صرح مسئول في الاتحاد الوطني الكردستاني أمس ان عراقيا قتل الاربعاء في كمين لموكب كردي قادم من المدينة.
وصرح ضابط في شرطة تكريت أمس بان شرطيا لقي حتفه وأصيب اثنان آخران، كما قتل مسلحان اثنان وأصيب ثالث واعتقل 12 آخرون خلال حملة مداهمات شنتها قوات الشرطة على إحدى قرى بلدة الشرقاط 300 كيلومتر شمال بغداد لتعقب مسلحين قتلوا أحد عناصر شرطة حماية المنشآت النفطية أمس الأول.
وفي الكوت أدى انفجار عبوة ناسفة قرب مكتب المنظمة الأميركية غير الحكومية "مرسي كوربس" إلى إصابة أربعة من المارة بجروح، وفقا للشرطة المحلية.
إلى ذلك أعلن مصدر في الشرطة العراقية أمس "أنه تم العثور في جنوب العاصمة بغداد" على أكثر من عشرين جثة متفحمة لسائقين عراقيين كانوا ينقلون شحنات من السكر لصالح وزارة التجارة العراقية، بينما ذكرت مصادر أخرى في بلدة الاسكندرية التابعة لمدينة الحلة أنه تم العثور على أربع جثث تعود لعناصر في الشرطة مقتولين وهم موثوقو الأيدي بعد ان كانوا قد اختطفوا قبل أربعة أيام.
من جانبه، اتهم تيار الصدر الجيش الأميركي أمس باعتقال أربعة من أفراده في مدينة الصدر الحي. وفي بيان قال مكتب الصدر ان "قوات الاحتلال الكافرة "..." قامت باعتقال مجموعة من المؤمنين من أبناء مدينة الصدر الباسلة من دون سبب يذكر. ولم تكتف بذلك بل قامت بالاعتداء عليهم بمرأى ومسمع أهالي المدينة".
على صعيد آخر، قال جنرال رفيع في القيادة الأميركية المركزية إن العراق شهد ما بين 00 2 و300 هجوم خلال يوم الانتخابات التي أجريت في 30 يناير/ كانون الثاني الماضي. وجاء هذا الرقم أعلى مما ذكر الجيش الأميركي في وقت سابق. وكان نائب وزير الدفاع الأميركي بول وولفوفيتز تحدث أمس الأول مطولا عن الانتخابات، قائلا إن الهجمات انحصرت في ثماني هجمات انتحارية، في وقت أعرب فيه نائب قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال لانس سميث عن اعتقاده بوجود تغير إيجابي في قوات الأمن العراقية والمدنيين بعد الانتخابات. وقال في مؤتمر صحافي في "البنتاغون" أمس الأول إن المشاركة الكبيرة في الانتخابات أوجدت جوا يدعو إلى مزيد من التفاؤل. مدعيا أن المواطنين العاديين يقدمون معلومات استخبارية أفضل عن رجال المقاومة إلى قوات الاحتلال وقوات الأمن العراقية
العدد 889 - الخميس 10 فبراير 2005م الموافق 01 محرم 1426هـ