العدد 2398 - الإثنين 30 مارس 2009م الموافق 03 ربيع الثاني 1430هـ

البعوض والحشرات السامة تغزو المناطق المحيطة بـ«خليج توبلي»

بسبب ركود المياه وتخمر مخلفات «الصرف الصحي»

توبلي - محرر الشئون المحلية 

30 مارس 2009

غزت الحشرات السامة والبعوض (ذبابة الرمل الزرقاء) معظم الأحياء السكنية المحيطة بخليج توبلي بالمحافظة الوسطى. ووردت عدد من الاتصالات الهاتفية لـ «الوسط» تشكو من تكاثر أعداد الحشرات التي ألحق ضررا بالمواطنين في توبلي والمناطق المجاورة الأخرى.

وفي تفاصيل أكثر، نقل المواطن عبدالرسول العرادي وهو من قاطني منطقة توبلي شكواه من تدهور الوضع البيئي الذي بدأ يلقي بظلاله السلبية على المواطنين، وقال: «مشكلة انتشار الحشرات السامة والبعوض ليست بجديدة الحدث في هذا العام، فقد انتشرت تلك الحشرات خلال العاميين الماضيين بصور ملحوظة». وتابع العرادي: «وعلى إثر ذلك عمد المواطنون إلى الاتصال بوزارة الصحة لمتابعة رش المبيدات الحشرية المضادة لانتشار الحشرات في المنازل والأحياء السكنية، إذ قامت الوزارة مشكورة بمتابعة الموضوع على أسرع وجه وقللت من الأعداد الكبير من الحشرات حينها».

واستدرك العرادي قائلا: «إن المسئولين في وزارة الصحة أكدوا أنه مهما استمرت عمليات رش المبيدات الحشرية فإن الحشرات لن تهدأ وستزداد مضي الوقت وبالتحديد في مواسم تزايدها بالصيف، وذلك نظرا للتدهور البيئي في خليج توبلي الذي يعد مرتعا لتزايد هذه الحشرات حاليا». وأما فيما يتعلق بالعام الجاري، فقد أوضح العرادي أن «أعداد الحشرات أصبحت بأعداد هائلة وخصوصا عند المنازل المطلة على الخليج نفسه، بحيث لا يستطيع أحد ترك نافذة المنزل أو السيارة مفتوحة إلا وامتلاءت بالحشرات والبعوض اللاسعة». وعلى الصعيد البيئي، تحدث الناشط البيئي لـ «الوسط» عن الوضع العام لخليج توبلي من الناحية البيئية موضحا أسباب تفاقم أزمة الحشرات السامة والبعوض مؤخرا. وقال المرباطي: «بداية نود أن نحذر من خلط بعض الأوراق التي تسعى لإظهار خليج توبلي بحالة بيئية لا يمكن معالجتها، لأن هناك حلول يمكن اللجوء إليها، وهي حلول وأدوات علمية نستطيع من خلالها معالجة الخليج وإظهاره في أحسن مظهر». وتابع المرباطي «إن ما لاحظناه في الآونة الأخيرة من انتشار الحشرات والبعوض في الأحياء السكنية المحيطة بخليج توبلي هو بسبب ركود تيارات المياه فيه، وبسبب التقلبات الجوية المتوالية، إذ لاحظ الناشطون البيئيون أنه تتكاثر في الخليج بعض أنواع الحشرات التي قد تكون مضرة لوجود مياه الصرف الصحي التي تلقى باستمرار فيه، ما أدى إلى تحول مياه بعض أجزاء الخليج نوع من المياه الآسنة التي تعتبر مياه جاذبة لمثل هذه الأنواع من الحشرات والبعوض والذباب الذي يلسع جلد الإنسان».

وبين أنه «ليس من الغريب أن نلاحظ وجود هذه الحشرات وخصوصا خلال هذه الأيام مع التقلبات الجوية التي تدفع بكميات الحشرات للبحرين وتتجه إلى المناطق البيئية التي من الممكن أن تتغذى عليها أو تستوطنها»، منوها إلى أن «خليج توبلي أصبح بيئة جاذبة لهذه الحشرات بسبب وجود المخلفات».

ولفت المرباطي إلى أن وجود مشروع تطوير جسر سترة اليوم جعل تيار المياه الداخل والخارج من خليج توبلي ضعيف جدا، إذ أكد بعض البيئيين أن الخليج سيجف خلال أعوام، ولذلك بدأت عملية ركود المياه المساعدة على تخمر المواد الموجودة في الخليج التي لا يمكن أن تبتعد وتخرج من الخليج بسبب ضيق مداخل الخليج وقلة المياه المتدفقة فيه». وفي تفاصيل عن آخر تطورات ملف خليج توبلي، أكد رئيس اللجنة المالية والقانونية بمجلس بلدي العاصمة عضو اللجنة التنفيذية لتنظيف خليج توبلي صادق البصري أن اللجنة معطلة ولا تملك أي جديد بشأن مشروع التنظيف. وقال البصري: «جميع الأمور متعطلة حاليا في اللجنة التنفيذية لتنظيف خليج توبلي والتي تعيش وضع المحتضر، ولربما هناك بعض الأمور التي لا يمكن مصارحتنا بها كعدم وجود موازنة للمشروع أو تأخر المشروع. وفي ظل شح الموازنة والتحدث عن التخفيض في جميع بنود الموازنة، فنحن بحاجة إلى أكثر من تصريح يشير إلى وجود موازنة لخليج توبلي، بل نحن بحاجة إلى رصد موازنة لتنظيف الخليج».

وأضاف «أوضحت سابقا أن سعة محطة الصرف الصحي أقل من المياه التي تدخل فيها، ومساحة الخليج تقلصت إلى الثلثين تقريبا، وعند بداية إنشاء المحطة كانت مساحة الخليج كبيرة والتيارات المائية قوية وسهلت الحركة على رغم كمية مياه الصرف الصحي الكبيرة التي ترمى في الخليج، واليوم المساحة تقلصت بشكل كبير، والتيارات المائية تكاد تكون معدومة، وإذا لم تبدأ الحركة بشكل جدي وعاجل فإن الخليج سيتحول إلى أحد الذكريات والأطلال وسنمر لنتذكر وجوده في يوم من الأيام».

وقال: «لقد طالبنا بإعادة النظر في إنشاء جسر سرة، ولم يتم النظر في الموضوع واليوم نحن أمام شح الموازنة، وحتى مع التنظيف فإن الخليج سيتأثر وسينتهي».

العدد 2398 - الإثنين 30 مارس 2009م الموافق 03 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً