قدست يومك والملائك
خشع لك والساء عيونها إذ تدمع
والأرض ترجف إن وثبت على العدا
ورؤسهم ذلت لعزك تخنع
يا سيد الشهداء أنت لصبحهم
شمس ورغم الدهر أنت المبدع
وزعيم أحرار الحياة وكلهم
صاغوك في الأحداق نصبا يلمع
ومعلم الدنيا الإباء وزارعا
في أفقها الداجي صباحا يمرع
ومخيف للأن الحتوف وفتكها
فإذا هدرت فكل موت يفزع
فالسيف يسجد إن لمست شفاره
وصلاته في قبضتيك تخشع
فكأن زهو السيف أن ترنو له
وتمد كفك كي بها يتضوع
وتهزه لتهز كونا ظالما
وتذل جيشا فاسدا يتبرقع
وكأن زهو الرمل يسبح في فم
قد كان من شفة النبوة يرضع
وأرى الفرات دموعه أمواجه
كيما حرمت إذ كلاب تكرع
فتوضأ النهر الحزين ببركة
لدم وصلى كي له تتشفع
ويحمحم الفرس الذكي بجمرة
هذا. "المثنى" قلبه يتلوع
ودموعه حمم تصب وطهره
معشوشب وضمير "شمر" بلقع
ويعود والسرج المهيب منكس
رأسا وكان إلى العلى يتطلع
شبهته مثل البراق قداسة
فالسبط نهر والرسول المنبع
العدد 892 - الأحد 13 فبراير 2005م الموافق 04 محرم 1426هـ