أكد رئيس جمعية التجمع القومي الديمقراطي رسول الجشي، أن الجمعية "ستستمر في العمل مع المعارضة"، مؤكدا موقفها من مسألة تحرك المعارضة خارجيا بقوله: "نؤمن بأن هذا أسلوب غير صحيح، وينقص من استقلالية البلد".
من جانبه، أوضح نائب رئيس جمعية التجمع القومي الديمقراطي حسن العالي، أن الجمعية لا تعارض اللقاء مع الجهات الحكومية الغربية "إذا ما ذهبت الجمعيات المقتنعة بهذا الأمر بنفسها، فهؤلاء سيمثلون أنفسهم، لكن ما نعارضه أن تقوم الأمانة العامة للمؤتمر الدستوري بهذا الأمر "..." يجب ألا نثق بهذه الدول، وألا نأخذها بنوايا حسنة".
من جهتها، تساءلت الأمينة العامة للأمانة العامة للمؤتمر الدستوري جليلة السيد "لماذا نخلق لأنفسنا استثناء وحاجزا يحد من تحركاتنا؟"، مضيفة "أن الاتصال بالخارج قرار اتخذه المؤتمر الدستوري، باعتباره احدى الأدوات لنيل الحقوق"، وأكدت السيد أن "القواسم المشتركة بين المعارضة كبيرة، وما يحدث على الهامش لن يؤثر".
المنامة - حسين خلف
قال رئيس جمعية التجمع القومي الديمقراطي رسول الجشي، إن "جمعية التجمع القومي ستستمر في العمل مع المعارضة"، موضحا أن موقف الجمعية واضح من "مسألة تحرك المعارضة خارجيا والاتصال بحكومات معينة، نحن نؤمن بأن هذا أسلوب غير صحيح، وينقص من استقلالية البلد"، ومن جهتها أكدت الأمينة العامة للأمانة العامة للمؤتمر الدستوري جليلة السيد أن "الاتصال بالخارج قرار اتخذه المؤتمر الدستوري، باعتباره أحد الأدوات لنيل الحقوق"، مضيفة "لماذا نخلق لأنفسنا استثناء وحاجزا يحد من تحركاتنا؟، إن ما يحدث لن يؤثر على عمل المعارضة".
وقال رسول الجشي خلال لقاء أجرته معه "الوسط"، لدى سؤاله عن التداعيات التي حدثت بشأن تعرض بعض الكتابات للمرجع الديني السيد علي السيستاني، وإدخال اسم جمعية التجمع القومي الديمقراطي في المسألة "نحن لا يمكن أن نمس الجمعية الدينية بأي حال من الأحوال، هذا غير وارد، وكل التداعيات التي حدثت نحن بعيدون عنها، لكن الصديق عبدالجليل السنكيس، هو من حشر اسم جمعية التجمع في موضوع لم تتدخل فيه الجمعية مطلقا، ونحن في الجمعية حينما كنا نتحدث عن الانتخابات في العراق كان موقفنا واضحا في هذا الشأن، وكنا نبتعد في بياناتنا عن ذكر أسماء حتى من هم دون مستوى المرجعية".
وعن الضرر الذي يتسبب فيه نقل الجدل بشان قضايا خارجية إلى الداخل البحريني، أوضح الجشي أن "نقل الجدل العراقي إلى الساحة البحرينية هو أمر خاطيء، ربما تكون هناك عدة وجهات نظر في القضية، ونحن في جمعية التجمع منطلقاتنا قومية ونحن نثير هذه القضايا بعيدا عن التجريح بأحد، ونؤمن أن القضية العربية واحدة، ولا بد لنا من التفاعل معها، نحن لسنا قطريين في فكرنا، وربما تحدث هذه القضايا احتكاكات داخلية مع النظام الداخلي في البلد، ولكن هذا لا يعني أن ننزوي، بسبب أن لحكومتنا مثلا وجهة نظر معينة في الموضوع، أو لها حساباتها الخاصة".
وعن مدى ضرر نقل الجدل بشأن القضايا الخارجية على وحدة المعارضة، أجاب الجشي "لا نستطيع أن تطلب من المعارضة أن تكون خطا فكريا واحدا، فلو كانت كذلك لما كانت هناك حاجة لتشكيل تجمعات مختلفة".
وعن سبب دفاع جمعيته عن إحدى الكاتبات التي تعرضت للسيد السيستاني في أحد مقالاتها، على رغم إن جمعيته لم تكن طرفا في القضية "ذكر الكاتبة في بياننا ليس من سبيل الدفاع عنها، فهي قديرة على الدفاع عن نفسها، ولكن جاء ذلك نتيجة لإدخال اسم جمعية التجمع القومي في الموضوع".
وعن رؤية جمعية التجمع للموقف من المسألة الدستورية حاليا، قال الجشي "ليس من الصحيح أن أبدي رأيا في هذا الشأن، لأن هذا الأمر متعلق بالتحالف الرباعي، وموقف الرباعي واضح ومكتوب".
وبشأن موقف جمعيته من خطوة التحرك الخارجي للأمانة العامة للمؤتمر الدستوري، أوضح "كنا واضحين في ما يتعلق بالاتصالات الخارجية، نحن لا نؤمن بهذا الأسلوب لأنه أسلوب غير صحيح، وينتقص من استقلال البلد، ولكن هذا الأمر لا يمنع من الاتصال بالجهات الحقوقية والقانونية، لكن لو تم الالتقاء بوزير الخارجية البريطاني فهو يمثل حكومة وليس شخصية سياسية، لكن لو تم الالتقاء بجورج غالاوي فهو لا يمثل الحكومة البريطانية، يجب أن نكون حذرين بشأن التحرك الخارجي وأن لا نسقط في مطبات، لقد عقد مساء أمس اجتماع للأمانة العامة للمؤتمر الدستوري، وسيستمر عملنا مع المعارضة". وعن موقف جمعيته بشأن المشاركة أو المقاطعة في الانتخابات النيابية المقبلة، أجاب الجشي "نحن لم نتراجع عن خيار المقاطعة، ولكن القرار النهائي سيكون مرتبطا بشكل كبير بقرار التحالف الرباعي، وما نتوصل إليه من حلول مع السلطة".
وبعيدا عن موقف جمعية التجمع القومي الديمقراطي، علق رسول الجشي بصفته رئيسا لمجلس إدارة نادي العروبة، عن اللغط الذي حصل بشأن النادي في قضية التهجم على السيستاني، بقوله "يجب أن يفهم الجميع بأن نادي العروبة، لا يتدخل في السياسة بشكل مباشر، وبالتالي فإن النادي لا دخل له بهذا الموضوع، وإذا كان المعني بهذا الأمر أشخاص، فإننا نؤكد أن أعضاء النادي هم مسئولون عما يكتبونه، وبالتالي إننا نستغرب زج اسم النادي في هذا الموضوع".
ومن جانبه أبدى نائب رئيس جمعية التجمع القومي الديمقراطي حسن العالي، رضاه عن توزيع المناصب في الأمانة العامة للمؤتمر الدستوري، إذ قال في هذا الصدد "الاختيارات لمناصب الأمانة العامة كانت ممتازة، ووافق أعضاء الأمانة على نصوص مقررات المؤتمر الدستوري، والتي من ضمنها مقرر بشأن التحرك الخارجي، يقول نصه: وعلى الصعيد الدولي الاتصال بالأحزاب والبرلمانات والشخصيات السياسية العربية والعالمية وتنظيم إرسال وفود لشرح موقفنا الدستوري والسياسي، والحضور في وسائل الإعلام والمحافل السياسية العربية والعالمية".
مضيفا "وهذا النص لا يشمل الالتقاء بشخصيات حكومية من دول مثل بريطانيا وأميركا، فهل يعقل أن الرئيس الأميركي لا يعلم ماذا يحدث في البحرين، نحن يجب أن نخاطب لوبيات الضغط داخل أميركا، خصوصا التي لها نفوذ واسع على الحكومة الأميركية".
وأوضح العالي أنه لا يعارض حصول لقاء مع الجهات الحكومية الغربية "إذا ما ذهبت الجمعيات المقتنعة بهذا الأمر بنفسها، فهؤلاء سيمثلون أنفسهم، لكن ما نعارضه أن تقوم الأمانة العامة للمؤتمر الدستوري بهذا الأمر، يجب ألا نثق بهذه الدول، وألا نأخذها بنوايا حسنة، فهذه الدول تعيث فسادا في المنطقة".
ومن جهتها أكدت الأمينة العامة للأمانة العامة للمؤتمر الدستوري جليلة السيد، في تصريح لـ "الوسط" أن "الوقت لا زال مبكرا للحديث عن خطة عمل الأمانة العامة، الاجتماع الأخير ناقشنا فيه فقط اختصاصات مسئولي الأمانة العامة، وبحثنا اللائحة الداخلية لها ولم ننته منها بعد، وفي الأسبوع المقبل سنعقد اجتماعا آخر لإنهاء المسائل الإجرائية، وسندخل بعد ذلك في مناقشة خطة العمل".
وعن الاعتراض الموجه من قبل جمعية التجمع القومي الديمقراطي، بشأن التحرك الخارجي والالتقاء بشخصيات حكومية خارجية، قالت السيد "الأمانة العامة أكدت التزامها بجميع قرارات المؤتمر الدستوري، وكان جو الاجتماع إيجابيا ومليئا بروح التعاون والتفاهم، وكان عضو جمعية التجمع محمود القصاب موجودا وساهم بإسهامات قوية خلال الاجتماع".
وأضافت "الاتصال بالخارج قرار اتخذه المؤتمر الدستوري، باعتباره أحد الأدوات لنيل الحقوق"، وعن الاتصال بمسئولين في حكومات خارجية، أشارت السيد إلى أن ذلك "غير مستبعد، فقرار المؤتمر لم يستبعد ذلك، لماذا أخلق على نفسي استثناء وحاجزا يحد من تحركي؟". وشددت السيد على إن "القواسم المشتركة في المعارضة كبيرة جدا، وما يحدث على الهامش لا يؤثر إطلاقا ولن يؤثر على عمل المعارضة، إننا مستعدون للعمل بكل إخلاص للوطن، وخصوصا للمسألة الدستورية"
العدد 902 - الأربعاء 23 فبراير 2005م الموافق 14 محرم 1426هـ