العدد 902 - الأربعاء 23 فبراير 2005م الموافق 14 محرم 1426هـ

الذهبة: عدم إشهار جمعية المرسم الحسيني أكثر ما يقلقنا

محاكاة الشعور الإنساني هو الدافع لتأسيسها

اتفق المنتدون في ندوة تجربة الفن الإسلامي التشكيلي على أهمية الأبعاد الإنسانية التي تطرحها ثورة الإمام الحسين وقدرتها على إفراز حالة إنسانية عامة تعنى بالإنسان وحقوقه المشروعة. جاء ذلك خلال الندوة التي عقدها الملتقى الثقافي الأهلي مساء أمس الأول "الثلثاء" بالتعاون مع جمعية المرسم الحسيني، والتي تم التطرق فيها الى المرسم الحسيني ونشاطاته البارزة في هذا المجال.

وذكر نائب رئيس جمعية المرسم الحسيني الذهبة أن أكبر عقبة تعترض المرسم الحسيني هي مشكلة عدم إشهار الجمعية على رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الجمعية، فقد أنشئت الجمعية في ليلة من ليالي الغدير ومارست نشاطها الأول في محرم من العام ،2001 حين اتخذت من الرسم وسيلة للتعبير ولغة كونية يفهمها الجميع، فقد بدأت فكرة المرسم بخمسة فنانين الى أن وصل العدد الى عشرين فنانا ومع مباركة الرموز الاجتماعية والعلمائية لهذه التجربة الرائدة استمرت التجربة حتى وصلت الى المراحل المتقدمة التي حققتها الآن، فهناك 39 مؤسسا حاليا لجمعية المرسم الحسيني.

وأوضح مؤسس آخر من مؤسسي الجمعية عبدالأمير الحايكي أن فكرة المرسم انطلقت من الإيمان بأن ثورة الإمام الحسين ومأساته تحاكي الشعور والوجدان الإنساني ككل، وحقق الفكرة من قبل وإن كان بمجهود فردي كل من الفنانين عبدالمنعم وعبدالكريم البوسطة، إذ كانت رسومات الراحل عبدالمنعم البوسطة، مثار اهتمام كبير. واستمرار لجهود عبدالمنعم البوسطة تم تأسيس هذا المرسم الذي شارك في الكثير من القضايا حين ساهم في دعم القضية الفلسطينية سواء في الملتقيات والنوادي أو في الاعتصمات، فقضية الإمام الحسين تلتقي مع القضية الفلسطينية من حيث قلة الأنصار والأساليب البشعة التي مورست في حق الإمام الحسين وأهل بيته وما يتعرض له الفلسطينيون اليوم على أيدي الصهاينة من انتهاك لحقوق، هذا الى جانب مساهمة المرسم في الأعوام السابقة وعلى مدى أربعة أو خمسة أعوام في دعم قضايا ضحايا التعذيب كذلك ساهم المرسم في قضايا البيئة، في مهرجان النخلة الذي أقيم في مركز الفنون تحت إشراف المحافطة الشمالية. والأمر المهم هنا هو المشاركة المتميزة والمستمرة للمرسم في الاحتفال بمولد السيدالمسيح "ع" والتأكيد على التقاء المسيحية بالإسلام.

من جانبه، أعطى الفنان عبدعلي الحداد فكرة عن الفن الإسلامي حينما أوضح بأن الفن الاسلامي يتميز بانفتاحه ودخوله السليم وتعاطيه مع الثقافات الأخرى على عكس الفن الروماني مثلا الذي يصفه الفرنسيون بأنه جاء عن طريق الفرض والقوة. فالفن الإسلامي يتميز بكونه وحدة متكاملة وان تعددت البلدان الإسلامية التي تمارسه، فالبلدان من جهة الفرس والعراق تختلف أساليبها عن أولئك الفنانين في مصر وسورية، ففنانو الفرس والعراق يدققون في الأشكال الطبيعية بينما لا نجد تلك الدقة لدى الفنانين في مصر وسورية إلا في فترة حكم المماليك. كذلك في الوقت الذي نجد فيه في سورية ومصر رسومات للانسان والأشياء الحية نجد بعض المدن الإسلامية تحرم الرسوم التشخيصية، ومع ذلك فإن ما يميز الفنون الإسلامية هو الدقة التي تميز بها الفنان المسلم خصوصا في عمله أعمالا للمساجد إذ نجده دقيقا جدا في صنع الأشكال حتى تلك الأعمال التي عملت من أجل الحكام ولكن ليس بدقة الأعمال المقامة في المساجد، وذلك مصداق لإيمان الفنان المسلم بالله سبحانه وتعالى

العدد 902 - الأربعاء 23 فبراير 2005م الموافق 14 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً