العدد 2399 - الثلثاء 31 مارس 2009م الموافق 04 ربيع الثاني 1430هـ

مؤتمر «الصحة المدرسية» يوصي بأكاديمية خليجية لإعداد المدربين

دعا إلى إدماج أطفال الرياض الحكومية والخاصة في «التعزيز الصحي»

أوصى المؤتمر الخليجي الثاني للصحة المدرسية «الصحة المدرسية... شراكة ومسئولية» الذي اختتم أعماله في المنامة مؤخرا بإدماج كل من الصحة المدرسية والتربية من أجل الصحة في مقاربة واحدة تتمحور حول «التنمية الإنسانية صحيا»، وإعادة هيكلة هذا القطاع من التنمية بما يؤصله مؤسسيا ووظيفيا بعيدا عن تنازع الاختصاص والتكرار الوظيفي بين الشريكين الصحي والتربوي. كما أوصى المؤتمر بإنشاء مؤسسة أكاديمية أو تدريبية خليجية عليا (كلية أو معهد) لإعداد فئات مهنية مختلفة أو تأهيلِها (مدربي مدربين، مدربين، اختصاصيين) والتخصصِ في مجال التعزيز الصحي المدرسي.

وجاء ضمن توصيات المؤتمر توسيع قاعدة فئات الأطفال المستهدفين بتعزيز الصّحّة من خلال المدارس؛ بحيث تشمل، مستقبلا، أطفال التّعليم ما قبل المدرسيّ سواءٌ أكانت رياض الأطفال في عهدة القطاع الحكومي أو القطاع الخاص أو كليهما. كما أوصى ببلورة استراتيجيّةٍ خليجيّةٍ متوسّطةِ الأمدِ، مستقلّةٍ (ليست مجرّد بنود مضمّنة في استراتيجيّتَيْ كلّ من «مكتب التّربية العربيّ لدول الخليج» و «المكتب التّنفيذيّ لمجلس وزراء الصّحّة لدول مجلس التّعاون»، ومتعدّدةِ القطاعات، وإعلانُها ونشرُها، وتفعيلُها.

ودعا المؤتمر إلى إيلاء مزيد من الاهتمام لبرنامج المدارس المعزّزة للصّحّة، والاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصّة، ولاسيما على صعيد المبنى المدرسي، وتهيئة المرافق، وتوفير الخدمات، وتنويع المناهج وطرائق التدريس، وإلى تعريف القطاع الخاص بفرص الاستثمار في مجال المدارس المعزّزة للصّحّة، عبر إبرام اتّفاقيّات أو تبنّي برامج مشتركة، لتفعيل الشّراكات بين دول المجلس ودول الإقليم، وبعض دول العالم في مجال تعزيز الصّحّة بالتّعليم.

وطالب بإعداد برامج لبناء القدرات وأدلّة إرشاديّة في مجال المدارس المعزّزة للصّحّة، موجّهة إلى الدّول والأقاليم ذات التّجارب المتميزة في هذا المجال؛ تفعيلا لمبادئ ميثاقي أوتاوا 1986 وبانكوك 2005. كما طالب المؤتمر بوضع الآليات والروابط المشتركة بين المبادرات والبرامج الموجهة لتعزيز الصحة والتعليم مثل برنامج توفير التّعليم للجميع، وبرنامج عَقْدِ الأمم المتّحدة للتّربية من أجل التّنمية المستدامة، وبرنامج مكافحة متلازمة نقص المناعة المكتسبة، وبرنامج إدماج المهارات الحياتيّة في المناهج، وبرامج التّربية على حقوق الإنسان والمواطنة وخدمة المجتمع، وبرنامج المدارس المعزّزة للصّحّة، وبرنامج تركيز الموارد على الصّحّة المدرسيّة (FRESH)؛ من خلال استراتيجيّة متكاملة للتّنمية الإنسانيّة أساسها الصحة والتّعليم.

وفيما يتعلق ببناء الشّراكات أوصى المؤتمر بتشكيل لجان متعدّدة الأطراف بدلا من اللّجان الثّنائيّة بين وزارتي الصّحّة والتّربية والتّعليم؛ لتضمّ شركاء آخرين بدءا بمنظّمات النّاشئة (الكشّافة والنّوادي الرّياضيّة والعلميّة والتّكنولوجيّة) ومرورا بالإعلاميّين وقادة المجتمع واستقطاب النّماذج الفنّيّة والرّياضيّة التي تحظى في صفوف الطّلبة والطّالبات بتأثير واسع النّطاق.

وأوصى كذلك بالتّرويج والتّزويد بالمهارات وتبنّي المبادرات الحديثة في التّثقيف الصّحّيّ المعتمدة على المدرسة (School-based Approach)؛ بحيث تشجّع المدارس على الانخراط في مبادرات ذاتيّة، والبرامج المعزّزة للصّحّة وتنوِّعِها ضمن معايير التّقويم الذّاتيّ والخارجيّ لأداء المدارس، وتطوير آليّات نشر الثّقافة الصّحّيّة بالبيئة المدرسيّة، وتحويل المدارس المعزّزة للصّحّة إلى بيئات تدريبيّة فعليّة وحقيقية، وتكثيف الأنشطة اللاّمنهجيّة القائمة على التّفكير النّاقد وحلّ المشكلات وبناء المشروعات، لا على التّلقين.

أما بشأن إيصال الخدمات الصّحّيّة فدعا المؤتمر إلى توسيع نطاق الرّعاية المقدمة إلى أطفال المدارس؛ بحيث تتخطّى الخدمات العلاجيّة والوقائيّة, وإعداد برامج متنوّعة للمهارات الحياتية ، سواءٌ أكانت صحّيّة أم اجتماعيّة ، وبحسب المراحل العمريّة. كما دعا إلى تقديم المزيد من الاهتمام إلى الصّحّة النّفسيّة، واللّياقة الذّهنيّة ضمن الخدمات المقدّمة إلى أطفال المدارس، وطالب بمزيد دعم الأنشطة الرّياضيّة، وتوجيه المناهج إلى التّحوّل بتعليم هذه المادّة الدّراسيّة إلى التّدريب على تبنّي أنماط الحياة الصّحّيّة وأساليبها.

وبخصوص التّقويم ارتأى المؤتمر الخليجيّ الثّاني للصّحّة المدرسيّة ضرورة التّوجّه في الخدمات الصّحّيّة المدرسيّة إلى تبنّي نهج التقييم بناء على البيّنات/ البراهين، وإجراء الدّراسات التّقويميّة لما تمّ إنجازه، وتنويع صيغ التّقويم وآليّاته.

يشار إلى أن المؤتمر الذي استضافته البحرين، خلال الفترة من 24 - 26 مارس/ آذار 2009م، استضاف موفدين عن المنظّمة العالميّة للصّحّة، والمنظّمة الإسلاميّة للتّربية والعلوم والثّقافة، واستعرضت فيه بحوث وأوراق ومشروعات وتجارب زهاء 120 خبيرا واختصاصيّا وأكاديميّا ومدرّبا، بمشاركة ما يربو على 500 من الكوادر التّربويّة والطّبّيّة، وأولياء الأمور والطّلبة.

العدد 2399 - الثلثاء 31 مارس 2009م الموافق 04 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً