العدد 904 - الجمعة 25 فبراير 2005م الموافق 16 محرم 1426هـ

ستبقى صورتك عالية... وأعمالك خالدة يا "عبدالمنعم"

عندما يأخذني الحنين والشوق وتجبرني نفسي لنبش الماضي وذكره وخصوصا في شهر محرم، يدور في مخيلتي ذكرى اسم عزيز على قلوبنا نحن أهالي رأس الرمان ألا وهو الفنان التشكيلي الراحل عبدالمنعم عبدالغني البوسطة فهو جزء من ذات كل فنان تشكيلي هو الماضي القريب وذكراه هي نبض الحنين والقلب المغروس في وجداننا وأرواحنا وإن غاب عن عيوننا فهو في قلوبنا وذاكرتنا إلى الابن.

إن المكان والزمان الذي نشأ فيهما الراحل سيظلان عنوانا عالقا في مخيلتنا وناقوسا مضيئا في كل ركن وكل زاوية من زوايا ذلك الحي "الفريج" وفي كل عمل من أعماله الرائعة والمميزة.

كان رحمه الله فنانا يمتلك كل مقومات التعبير والإحساس، فلمساته مرهفة ذات ألوان تمتزج معانيها وتعابيرها في الرسم والنحت، له صدق وشعور يشد المشاهد للمعاينة والتركيز والتعمق لأعماله ومحترفه الفني وما حققه من أهداف وطموحات، وأعماله اللافته لخير شاهد على تاريخ الحركة التشكيلية فتعبيراته الابداعية والتقنية توجته بتلك الأعمال الشفافة حول قضية عاشوراء التي استطاع من خلالها ان يجسد تلك الشخصيات والوقائع بروح العقيدة والإيمان. لذلك زاد اهتمام أبناء رأس الرمان بهذا الفنان حتى بعد رحيله. زادهم حبا واحتراما وتخليدا لما لتلك الشخصية من مكانة وخصوصا في نفوس الجميع، هذا ما لمسناه وعايشناه ونحن نحتفل كل عام بعاشوراء وما لأعماله من دور بارز وملفت وان مثل هذه المبادرات المعبرة لاشك أن لها مردودا وفعلا تعطي كل فنان دعما معنويا وتقدم للأجيال القادمة انطباعات مؤثرة وتترك صدى طيبا وتغرس في نفوسهم الحافز والدافع للاستمرارية وللمزيد من العطاء والاخلاص.

رحل عنا مبكرا ومازالت أعماله مخلدة باقية شامخة بمعانيها وحسها الفني المعبر، وستبقى نبراسا ونورا مشعا عالقا في الأذهان لسنين طويلة.

فبقلب يعصره الألم وبعين يملؤها الحزن تقف الألوف من المحبين لأعمال الراحل، تقف معبرة عن مدى الحب الذي تكنه له وبأي مظهر من مظاهر التكريم تكرمه، فهو انتصار وفوز عظيم وذو قيمة بالنسبة إلى الفقيد ولسائر الفنانين الذين كان لهم الدور الأساسي في بلوغ الفن البحريني عصره الذهبي حتى وصل إلى المستوى العالمي.

ففي كل مشهد وحدث من واقعة كربلاء وضع "البوسطة" تصوراته للحادثة وغرس فيها ذاك الحس والشعور والتعبير بكل صدق وأمانة آخذا على عاتقه تحمل المسئولية من حيث المحتوى العام من الناحية الإنسانية بكل المضامين الفكرية والاجتماعية.

وان يكن الراحل يستحق منا الذكر والرثاء فإنه من حق أبناء رأس الرمان المخلصين أن يتباهوا ويتفاخروا بأعماله وهم اليوم كما في كل مناسبة، ولا يمكن أن أقول إنني كغيري عاجز عن اعطائه حقه في الرثاء، وسيبقى اسمه علامة بارزة في كل المحافل الفنية وشخصية لن تغيب عن عيوننا بل ستبقى خالدة عالية شامخة لأنها مثل ونموذج يحتذى به كل فنان وكل أبناء منطقة رأس الرمان من هذا الجيل والأجيال القادمة.

علي الوادي

العدد 904 - الجمعة 25 فبراير 2005م الموافق 16 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً