العدد 904 - الجمعة 25 فبراير 2005م الموافق 16 محرم 1426هـ

الرد المرضي على بنت الجمري

ردا على المقال المؤرخ بصحيفة "الوسط" يوم الثلثاء الموافق 22 فبراير/ شباط الجاري العدد "009" تحت عنوان "إذاعة القرآن الكريم تحرض على العنف ضد المرأة".

يشهد الله أني لا أريد أن أدخل في سجالات لا نجني من ورائها إلا الفرقة والشتات في الوقت الذي نريد أن نكون متحابين ومتعاونين في هذا البلد الكريم. لكني ارتأيت أن أرد على الأخت عفاف ردا أخويا بعيدا عن العصبية أو الانتصار للمذهبية البغيضة ونصرة للحق.

بدءا أود أن تعرف الكاتبة أمرا مهما في انتقادها وهو عدم الحكم على شيء من خلال خطأ عارض أو غير مقصود تماما كما فعلت حين وضعت عنوانها المثير على حديث واحد قاله أحد المشايخ، فهذا ظلم واجحاف في حق من تنتقدينه. ثم اوجه كلامي مباشرة إلى الكاتبة عن الحديث الذي ينص "لا يسأل الرجل فيم ضرب امرأته" أولا هذا الحديث ليس تحريضا على العنف ضد المرأة ذلك ان معناه اننا نهينا - أي الناس - ان يسألوا الرجل عن السبب في ضربه لامرأته لأنه من الفضول والتطفل على حياة الآخرين. وللأمانة فإن هذا الحديث ضعيف لأجل أحد رواته وهو عبدالرحمن المسلي قال عنه الذهبي: "لا يعرف إلا في هذا الحديث". ثم أقول ان هناك آية في سورة النساء تقول عن المرأة الناشز الخارجة عن طاعة زوجها "واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن" "النساء: 43" فهل نقول ان القرآن يحرض على العنف ضد النساء؟!

ثانيا: قولك تجرعنا الأصوات المختارة المزعجة للمقرئين المزعجة للذوق الفني ولا أدري ماذا تقصدين بالذوق الفني؟ وهل قراءة القرآن من أحد المشايخ الذين لا يعجبونك مزعج؟ كان بإمكانك ان تقولي غير جيد مثلا، لكن تقولي مزعج، ثم من هم هؤلاء الذين تنزعجين منهم بخلاف عبدالباسط والمنشاوي، هل هم العجمي أو مشاري أو غيرهم ممن يستمتع المسلمون قاطبة بأصواتهم العذبة. سبحانك هذا بهتان عظيم.

ثالثا: قلت: "وتجرعنا ذكر أحاديث تثير روح الفرقة والطائفية مثل الحديث الذي يذكر أن أبا طالب من أكابر أهل النار" وأقول ليس من العلماء أو طلبة العلم من يقول ان أبا طالب من أكابر أهل النار، لا يوجد حديث صحيح، وحتى ضعيف يقول ان ابا طالب من أكابر أهل النار. وأسألك من أين اتيت بهذا القول؟ ان هذا القول هو الذي يقر الطائفية والفرقة وهو القول من دون علم أو دليل بل نقول إن أبا طالب مات ولم يتلفظ بالشهادة، وكان رسول الله يلقنه الشهادة عند احتضاره ومات على ملة عبدالمطلب وهو في أدنى منزلة من النار.

رابعا: ادعيتي علم الحديث بقولك وان التعرض للاحاديث الموضوعة تلك "أي حديث ابي طالب" انما المراد منه الإساءة لابنه الإمام علي. استغفر الله من قال هذا القول. نحن لا نقول إلا الأحاديث الصحيحة التي لها أسناد والباقي مردود، ونحن لا نتجرأ ان نقول كلمة على الإمام علي فنحن نتقرب إلى الله بحبنا لآل البيت ولاسيما الإمام علي الذي لا ينكر فضله إلا جاحد أو ملحد. وإضافة إلى ما سبق ولتوضيح الدليل هل يمكن ان نسيء إلى نبي الله إبراهيم لأن ابيه كان مشركا؟! حاشى الله والأمثلة في هذا الشأن كثيرة.

وفي الختام أرجو من الكاتبة واني لها ناصح ان تحسن الظن في إذاعة القرآن الكريم وفي من يخالفها ممن ليس على مذهبها.

فمن صميم أخلاق المسلم الحق وأظن ان هذا ما تعلمته من حبك لآل البيت الذين سطروا لنا أروع الأمثلة في إحسان الظن بالناس وعدم اتهامهم من دون تبين أو دليل.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

عيسى إبراهيم جمعة

العدد 904 - الجمعة 25 فبراير 2005م الموافق 16 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً