العدد 907 - الإثنين 28 فبراير 2005م الموافق 19 محرم 1426هـ

مجزرة الزرقاوي في الحلة تحصد 125 قتيلا

السنة يبحثون المشاركة... وأكراد سورية اعتقلوا السبعاوي

عمان، بغداد - حسين دعسة، وكالات 

28 فبراير 2005

تبنت جماعة الزرقاوي المجزرة الناجمة عن انفجار سيارة مفخخة في وسط مدينة الحلة جنوب بغداد أمس أسفر عن مقتل 125 شخصا. وبين القتلى والجرحى كثير من العراقيين الذين كانوا ينتظرون إجراء فحوص طبية للحصول على وظائف لدى جهاز أمن الدولة.

وقال طبيب من مستشفى الحلة العام إن الانفجار أدى إلى سقوط الكثير من الخسائر البشرية في منطقة تجارية مجاورة. وذكر مسئولون أن انتحاريا قاد سيارة مفخخة باتجاه حشد من الباحثين عن عمل قبل تفجيرها. ونقلت جثث ممزقة الأطراف في شاحنات بينما ظهرت آثار شظايا على مبان قريبة في الوقت الذي كان الناس فيه يبكون ويكبرون أثناء نقل عمال الإنقاذ الجرحى بعيدا.

وفي بلدة المسيب الواقعة على بعد 30 كيلومترا من الحلة وقع هجوم انتحاري آخر بسيارة ملغومة ولم يسفر إلا عن مقتل منفذه. وقال شهود إن انتحاريا ثالثا فجر نفسه في بغداد ليقتل جنديا بالحرس الوطني ويصيب أربعة آخرين من بينهم مدني.

وأعلن جيش "أنصار السنة" في شريط فيديو على شبكة الانترنت انه اعدم عنصرا من الاتحاد الوطني الكردستاني بعد أن اتهمه بالتجسس على "المجاهدين". إلى ذلك، قالت مصادر حكومية عراقية إن الأكراد السوريين هم الذين ألقوا القبض على سبعاوي إبراهيم التكريتي الأخ غير الشقيق لصدام وسلموه إلى الأكراد العراقيين قبل أن تحتجزه قوات الأمن العراقية.

سياسيا، شكل عدد من الأحزاب والشخصيات السنية لجنة لدراسة كيفية المشاركة في عملية صوغ الدستور واتفقوا على تشكيل لجنة متابعة للعمل على إعداد خطة. وكشفت مصادر دبلوماسية عراقية أن أطرافا دولية ومحلية في الائتلاف الموحد طلبت ترشيح أحمد الجلبي لمنصب مستشار الأمن القومي إذا ما تعذر منحه منصب وزير الدفاع.


مقتل جنديين أميركيين في انفجار وخمسة مدنيين في حوادث متفرقة

مقتل 114 وإصابة 129 عراقيا بمجزرة في الحلة

عواصم - وكالات

قتل 114 عراقيا وأصيب 129 آخرون في انفجار سيارة مفخخة أمس وسط مدينة الحلة التي تبعد مئة كيلومتر جنوب بغداد، وهو أكبر عدد يسقط من القتلى في هجوم منذ سقوط النظام السابق.

وأكد مدير مستشفى الحلة الطبيب محمد ضياء أن حصيلة الاعتداء الدموي ارتفعت إلى 114 قتيلا و129 جريحا. وقال إن "أربعة من الجرحى الـ 133 ماتوا متأثرين بجروحهم البليغة التي أصيبوا بها في الانفجار، ما يرفع حصيلة القتلى إلى 114".

وأضاف أن "الكادر الطبي في المستشفى مستمر في تقديم العناية للجرحى الذين اصيبوا في الانفجار". وكان ضياء أشار في وقت سابق إلى وصول خمس جثث متفحمة إلى المستشفى، ما رفع على حد قوله حصيلة الاعتداء الى 110 قتلى و133 جريحا.

وكان الطبيب ذاته أشار قبل ذلك إلى سقوط 105 قتلى و133 جريحا في الهجوم الذي اعتبر الأكثر دموية في العراق منذ سنة. وكانت حصيلة أولى سابقة من مصادر طبية أشارت إلى سقوط 32 قتيلا و45 جريحا. واستهدف الاعتداء حيا يشهد حركة كبيرة في هذه المدينة التي تسكنها غالبية شيعية.

من جانبه، أكد رجل إطفاء شارك في عمليات الإنقاذ أن الاعتداء نفذه انتحاري. وقال "لقد وجدنا يدي الانتحاري ملتصقتين بمقود السيارة المفخخة ونسخة عن المصحف محروقة بين حطام السيارة". وكان ضابط من شرطة الحلة أكد في وقت سابق أن السيارة المفخخة انفجرت وسط مدينة الحلة". وأضاف أن "الانفجار وقع في بناية تابعة للجنة طبية تقوم بفحص طبي لموظفي دوائر الدولة المفصولين والذين يريدون العودة إلى دوائرهم وتقع خلف مبنى القائمقامية".

وأوضح أن "السيارة لم يكن يقودها انتحاري بل كانت متوقفة بالقرب من تجمع هؤلاء الموظفين الذين كانوا يتجمعون استعدادا للفحص الطبي". وهرعت سيارات الإسعاف إلى مكان الانفجار لنقل القتلى والجرحى على ما أفاد احد مراسلي وكالة "فرانس برس" الذي شاهد حطام السيارة المفخخة وقد تطاير في الحي الذي يضم الكثير من المتاجر. وسادت حالة من الغضب الشعبي والاستياء بين أهالي الحلة التي تتخذها القوات المتعددة الجنسيات مقرا لها.

وقال بائع أقمشة يقع محله على بعد حوالي سبعين مترا من مكان الانفجار وقد تطايرت معظم الأقمشة من فوق الرفوف إن "سبب وقوع الحادث إهمال عناصر الشرطة وفسح المجال للسيارة في الدخول إلى هذه المنطقة المحظورة". وأضاف "كان يفترض اخذ الحيطة والحذر من مثل هذه الهجمات".

من جهته، أبدى احد باعة المواد التجارية في المنطقة استغرابه "عدم وجود قوة حماية في المكان على رغم وجود أعداد كبيرة من المراجعين الراغبين بالتعيين". وأضاف "كان يفترض أن يوضع المكان تحت الحراسة المشددة وتمنع السيارات من الاقتراب منه، هذا اقل شيء كان يمكن فعله لحماية هؤلاء الناس الأبرياء".

وشاهد مراسل "فرانس برس" توافد المئات من الناس والعوائل إلى مكان الانفجار للتأكد من سلامة ذويهم وأولادهم خصوصا وان الشارع الذي وقع فيه الانفجار يضم مقار للشرطة ودوائر القائمقامية والأدلة الجنائية ودوائر الضريبة والتأمين والمقر البلدي ومديرية التخطيط العمراني. فيما قامت عناصر الشرطة بإطلاق النار في الهواء لإبعاد الناس من مكان الانفجار ولافساح المجال أمام وصول سيارات الإسعاف وعمال الإنقاذ.

وكان خمسة عراقيين قتلوا بينهم ثلاثة جنود في حوادث متفرقة وقعت شمال بغداد، حسب ما أفادت مصادر في الشرطة. وقال ضابط من الجيش العراقي إن "جنديين عراقيين قتلا خلال اشتباكات وقعت بين مسلحين وجنود عراقيين في منطقة الجبيرية جنوب سامراء".

من جهة أخرى أفاد نقيب من الجيش عن "مقتل عراقيين هما جندي ومترجم يعمل لدى القوات الأميركية اثر سقوط قذائف هاون على احد مقار الجيش في الضلوعية". وأوضح أن "القذائف السبع سقطت بعد منتصف ليلة أمس الأول".

وفي بعقوبة، قتل مدني وأصيب آخر بعدما شن مسلحون مجهولون هجوما بالأسلحة الرشاشة على احد مقار الشرطة في غرب المدينة، حسب ما أفاد مصدر في الشرطة. وقال المصدر إن "الهجوم وقع على مركز شرطة المفرق، ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة آخر كانا يمران بالقرب من البناية".

وعلى صعيد آخر ذكر الجيش الأميركي الأحد أن جنديين من القوات الخاصة في بغداد قتلا وجرح اثنان آخران بعد انفجار عبوة ناسفة محلية الصنع وهجوم بأسلحة صغيرة جنوب شرق بغداد يوم السبت الماضي. وتوالت الادانات من عواصم أوروبية للعملية الانتحارية فقد أدانها رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير ووصفها "بالغاشمة". ودعت الحكومة الألمانية الدول المجاورة للعراق إلى تقديم مساعدتها في إرساء الاستقرار. وفي بروكسل أدانها الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا بشدة. من جهة أخرى، هدد بيان العاملين في قناة "العراقية" الحكومية بسبب الاعترافات التي يبثها التلفزيون يوميا عن الجماعات المسلحة التي تقوم بعمليات القتل والخطف والسلب والنهب. وقال البيان الذي علق على جدران عدة مناطق في بيجي وسامراء والموقع باسم "الجهاد والدعوة" إن "المسرحيات التي تبثها قناة المجرم علاوي هدفها واحد هو بسط الصورة التي تنال من سمعة أهل الجهاد الذين أعطوا درسا للكفرة المحتلين". ومن ناحية أخرى أكد المحامي بديع عارف عزت الموكل للدفاع عن نائب الرئيس العراقي السابق طارق عزيز وعدد من المعتقلين من رموز النظام السابق المعتقلين أن لجنة التحقيق في برنامج النفط مقابل الغذاء استجوبت عددا من هؤلاء المعتقلين. ورفض وزير الدولة العراقي لشئون الأمن الوطني قاسم داوود أمس كشف ظروف وملابسات اعتقال سبعاوي إبراهيم الحسن الأخ غير الشقيق للرئيس العراقي المخلوع صدام أو إذا ما كان هناك دور لسورية في عملية الاعتقال التي وصفها بأنها خاصة.


برلمان كردستان يعقد أولى جلساته خلال عشرة أيام

أحزاب سنية تدرس المشاركة في صوغ الدستور

بغداد - وكالات

أفاد بيان لتجمع الديمقراطيين المستقلين الذي يتزعمه عدنان الباجه جي أمس أن عددا من الأحزاب والشخصيات السنية شكلت لجنة لدراسة كيفية المشاركة في عملية صوغ الدستور الدائم.

وقال البيان إنه "عقد مساء الأحد لقاء تشاوري حضره ممثلون عن 23 من الأحزاب والتيارات السياسية في مقر تجمع الديمقراطيين المستقلين بمشاركة أكثر من 60 شخصا لمناقشة استحقاقات الوضع السياسي الراهن ومهمات المرحلة المقبلة".

وأوضح البيان أن المجتمعين "اتفقوا على اعتبار اجتماعاتهم مفتوحة أسبوعيا وتشكيل لجنة متابعة للعمل على إعداد خطة لكيفية المشاركة في صوغ الدستور الدائم سواء من خلال التشاور مع أعضاء الجمعية الوطنية أو بالتعرف على آراء التيارات والحركات الشعبية ومنظمات المجتمع المدني من خلال فعاليات ومبادرات متنوعة". وأضاف أن "اللجنة ستقوم بوضع خطة لتطوير وتوسيع الحوار الوطني الشامل بما فيها عقد مؤتمر لهذا الغرض وذلك بالتعاون مع جميع الأطراف السياسية في البلاد". ومن بين ابرز الشخصيات الـ 18 التي تضمها اللجنة الباجه جي ووزير التخطيط مهدي الحافظ والعضو السابق في مجلس الحكم نصير الجادرجي. ومن جهته عرض الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان مساعدة المنظمة من اجل صوغ دستور جديد للعراق. وكتب في مقال نشرته صحيفة "ازفستيا" الروسية "اعتقد انه يمكن أن نقدم مساعدتنا خلال المرحلة المقبلة، الحساسة جدا، من عملية وضع دستور لهذا البلد"، مضيفا أن "الدستور الجديد سيكون بالتأكيد دستورا عراقيا وسيقرر العراقيون أنفسهم مضمونه "..." لكن إذا طلبوا النصائح "واعتقد أنهم سيفعلون" فلدينا الكفاءات والخبرة لتقديمها".

على صعيد متصل، توقع قيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني أن يعقد برلمان كردستان المؤلف من 111 نائبا أولى جلساته خلال عشرة أيام، موضحا أن "هناك مشكلات تعيق عقد أول جلسة للبرلمان في الوقت الجاري". وأعرب رئيس الحزب الإسلامي العراقي محسن عبد الحميد أنه يؤيد ترشيح زعيم حزب الاتحاد الوطني جلال الطالباني لتولي منصب رئيس العراق.

في غضون ذلك، حذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الإنسان من مشروع أميركي يرمي إلى إقامة منظومة جديدة للالغام المضادة للأفراد في العراق يمكن تشغيلها عن بعد.

وتسمح هذه المنظومة الجديدة المسماة "ماتريكس" لأي جندي بان يفجر عبر إشارة راديو عن مسافة كيلومترات عدة ألغام من نوع "كلايمور" بواسطة كمبيوتر محمول

العدد 907 - الإثنين 28 فبراير 2005م الموافق 19 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً