في كل خطوة من حياتنا لابد أن نصادف الكثير من الناس ممن اعتلوا سلم المجد والشهرة ورسموا صورة طيبة لماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم ورفعوا من اسم بلدهم ومنطقتهم، وذلك بفضل جهودهم واخلاصهم وأصبحوا اليوم قدوة للأجيال المقبلة.

ففي أكثر من موضوع تطرقت الى ذكر رجال رأس الرمان الخالدين والحديث عنهم لن يكون الأول ولا الأخير.

ومن بين أولئك الرجال ظهر الكثير من الشباب المثقف المتعلم الذي يدرك تماما المسئولية الملقاة على عاتقه.

وليس حديثي مقتصرا على فئة معينة وانما هناك الكثير من الشباب الذين تبوأوا مناصب قيادية مهمة ونالوا رضا واحترام سائر المجتمع.

ومن ضمن تلك الشخصيات أود هنا أن أسلط الضوء على شخصية فريدة من نوعها شخصية محببة لدى الأوساط الرياضية ولأهالي رأس الرمان بالذات.

ألا وهو جعفر علي نصيب... احد أبناء منطقة رأس الرمان فمن عمق جذورها ومن ملوحة أرضها الخصبة وعذوبة مياه عيونها القديمة ومن القرب من شواطئها وروعة وجمال رمالها وبحرها ووسط زخم من رجالها المعاصرين البررة نشأ ابناء رأس الرمان من هذا الجيل وأثبتوا بأعمالهم ومواقفهم أنهم حقا خلفاء أجدادهم وآبائهم بكل فخر واعتزاز.

وحديثي عن بعض الأبناء لهو حقا محل تقدير لما لهذا الرجل من مكانة يتميز بها عن غيره في المحافل المحلية والقارية والدولية.

فهو رياضي منذ صغره عاشق للكرة الطائرة تسلق سلم الحياة تدريجيا بكل تأن فمن محيط أسرته إلى أن بلغ الشهرة بوصوله الى العالمية وذلك بفضل جهده واخلاصه لوطنه وعمله.

تبوأ نصيب الكثير من المناصب المهمة في اتحاد الكرة الطائرة... فمن لاعب كرة قدم الى لاعب الكرة الطائرة فحكم ساحة ومن مدرس لغة انجليزية وتربية رياضية الى ان أصبح له شأن ويعتمد عليه في المواقف والمناسبات.

هو الآن... مستشار لعبة الكرة الطائرة بالاتحاد البحريني، وخبير التحكيم الدولي، والمحاضر الدولي، واختصاصي الكرة الطائرة، وسكرتير لجنة الحكام الآسيوية وعضو لجنة الحكام الدولية ومنسق لمركز تطوير الكرة "البحرين الدولي".

نشأ جعفر مختلفا عن غيره من أبناء رأس الرمان، اذ بدأ طفولته منذ ان كان عمره 4 سنوات في الدراسة هو وأخوه محمد حسن في العراق وتعلم حفظ القرآن واللغة الفارسية على يد أحد الاساتذة هناك لمدة عامين متتاليين في مدينة كربلاء المقدسة.

عاد الى البحرين وادخل مدرسة العريض ومن ثم المدرسة الشرقية برأس الرمان بعد ذلك مدرسة الحورة والمدرسة الثانوية التجارية اذ أنهى تعليمه الثانوي قسم المعلمين العام 6691م.

التحق بالتدريس فور تخرجه مدرس لغة انجليزية وتربية رياضية ولكن طموحه لم يتوقف عند هذا الحد بل عمل جاهدا على تنمية قدراته وتطويرها فالتحق بمعهد المعلمين في الفترة المسائية وحصل على دبلوم في التأهيل التربوي تحت اشراف الموجهة التربوية ليلى العنزور.

وكان من ضمن مجموعته من أبناء رأس الرمان صالح الصفار، عبدالله الماجد، ابراهيم ضيف، طاهر المطوع وكامل بركات.

ومن المدارس التي عمل فيها مدرسة الامام علي ومدرسة السلمانية ومدرسة القضيبية بعد ذلك تم تحويله الى معهد البحرين الرياضي بطلب من رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة آنذاك الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة الذي كان له الفضل الاول في وصوله الى هذه الشهرة والسمعة الطيبة، كذلك رئيس الاتحاد السابق محمد حمادة.

ويقول جعفر انه هو الذي أوصله الى الاتحاد الآسيوي وساعده على التفرغ للعمل في المعهد. كذلك يعود الفضل الى عيسى الجود في مساعدته وحصوله على الدرجة السادسة وهي درجة معادلة للشهادة الجامعية.

- نصيب هو أحد سبعة خبراء عالميين من المجر وأميركا، مصر، بولندا، ايطاليا وبلجيكا وأصغرهم سنا.

- شارك في الكثير من البطولات الدولية والمحلية بصفته حكما مرافقا ومنسقا ومحاضرا وحكما محايدا ورئيسا للجنة حكام.

- هو أول عربي يشارك في بطولة كأس اليابان الاولى كمحكم محايد العام 5891م كعضو بلجنة الحكام وفي لوس انجليس للعام 4891م وكانت هذه أول مشاركة له في بطولة كأس العالم للرجال والسيدات.

- حاصل على الشهادة الدولية كخبير ومحاضر دولي للعام 0991م.

- له خبرة ميدانية واسعة تزيد على عشرين عاما.

- هو عضو في جمعيات واتحادات محلية ودولية.

- عضو فخري بلجنة الحكام البحرينيين للكرة الطائرة ولجنة الحكام العرب.

- حصل على الكثير من الشهادات المحلية والاقليمية والعربية والدولية.

- قدم دراسات في صقل وترقية، والحكام في الكثير من المشاركات التي تقدر بخمسين مشاركة.

- حضر عدة اجتماعات وأدار الكثير من المحاضرات والندوات.

- شارك في إعداد وترجمة قانون لعبة الكرة الطائرة 38 - 88م.

- شارك في ترجمة التفسيرات الخاصة ببطولات العالم وترجمة قانون اللعبة من العام 39 حتى 6991م.

- منح شهادات تقدير وعرفان من اللجنة الأولمبية البحرينية لعضوية الحكام الدوليين ولعضوية المجلس العالمي للجائزة الكبرى وايضا حصل على شهادة تقدير من الاتحاد الدولي والآسيوي.

كما منحه رئيس الاتحاد الدولي روبن كوستا شهادة تقديرية لما يبذله من جهد وفير في مجال لعبة الكرة الطائرة.وبعد عطاء دام أكثر من 63 عاما كرس نصيب وقته في خدمة وطنه وتعليم ابنائه، فقد قدم كل ما لديه من موهبة وعلم وخبرة في سبيل الارتقاء بمستوى اللعبة ورفع مكانة اللاعب والحكم البحريني وتحقيق ما يصبو اليه المسئولون من نجاح لهذا الاتحاد الذي هو مثال يحتذى به في الرياضة.

وما هذا العطاء والجهد لهذه الشخصية طوال هذه السنين الا دليل قاطع على مدى حبه وانتمائه الى وطنه فقد تحمل الكثير وواجه الصعاب والمشقة والغربة عن وطنه واولاده وأسرته اياما طويلة كل ذلك ليعود الى بلده بالفائدة العامة وليجعل من مملكة البحرين شأنا عظيما في كل المحافل القارية والدولية.

هكذا هم أبناء رأس الرمان نجوم متألقون في كل موقع وليس باقتصار على مهنة معينة فتراهم في كل المواقع يؤدون دورهم بأمانة واخلاص.

فما قدموه وقدمه نجمنا القدير نصيب يستحق منا الاشادة وذكره اليوم يعطي الشباب الحافز للاستمرار وبذل ما هو ممكن للنهوض بمستوى عملهم، فالمواطن يقدر من يستحق التقدير وهذا عرفان لجهوده المخلصة فقد ظهرت صور الوفاء من الجميع من قيادات رياضية ورياضيين ورفاق درب واحد اصليين اثبتوا وأنهم يريدون ان يقولوا حقا ان نصيب هو سفيرنا وممثلنا دوليا وعالميا.

ويكفينا فخرا، نحن أهالي رأس الرمان، أن يكون أحد أبنائها هو أول من حصل على وسام الملك من الدرجة الأولى نظير جهوده المخلصة خدمة للرياضة والرياضيين، اذ تشرف نصيب بالسلام على جلالة الملك وذلك في يوم الوفاء والذي اقيم بأستاد البحرين الوطني العام 2002. فتحية شكر تقدير لهذا الرجل على ما قدمه لعمله وللرياضة طوال هذه السنين وللمزيد من التقدم والنجاح ونتمنى ان نرى أبناءنا في كل موقع ومحفل رافعين اسم بلدنا وليظل علمنا خفاقا بين شعوب العالم والدول المتقدمة.

علي الوادي