العدد 913 - الأحد 06 مارس 2005م الموافق 25 محرم 1426هـ

عدم الاهتمام بالسياسة سمة مشتركة بين الشباب في العالم

أحدث تقرير للأمم المتحدة بشأن الشباب:

الوسط - محرر الشئون الشبابية 

06 مارس 2005

استكمالا لنشر تفاصيل تقرير الأمم المتحدة "الشباب في العالم للعام 2005" الذي أصدره المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للجمعية العامة بالمنظمة الدولية. نواصل هذا الأسبوع نشر الحلقة الثانية، إذ سنتناول محور الشباب في المجتمع المدني، ويشمل هذا المحور ثلاثة موضوعات أساسية، وهي: الشباب والبيئة، أوقات الفراغ، الشباب والمشاركة في اتخاذ القرار.أولا: الشباب والبيئة:

يشير تقرير الأمم المتحدة إلى تزايد اهتمام الشباب بقضايا حماية البيئة، ويعزو ذلك إلى أنهم هم أكثر الفئات تأثرا بنتائج السياسات البيئية المتبعة حاليا في مختلف أنحاء العالم. وبالتالي يعتبر الشباب من أكبر المناصرين لحفظ البيئة. كما يؤكد التقرير أنه لاتزال هناك صعوبة في القيام بالتثقيف في مجال البيئة على نحو فعال، بحيث يتم ترجمة القيم البيئية إلى عمل من أي نوع، سواء فيما يتعلق بتعديل أسلوب الحياة، أو بالعمل السياسي. وهذا يؤكد الحاجة إلى ضرورة أن تؤدي المعلومات المتعلقة بالقضايا البيئية إلى نتائج عملية.

ثانيا: الشباب وأوقات الفراغ:

يؤكد التقرير أن عقد الأخير من القرن الماضي قد شهد تحولا في إدراك أهمية أنشطة أوقات الفراغ في تطوير شخصية الشباب. وهناك إدراك متزايد للمساهمة الفعالة التي يمكن أن تحققها أوقات الفراغ للشباب فيما يتعلق بتعزيز الإدماج الاجتماعي وإتاحة الفرص والتنمية عموما. كما يبين التقرير بأنه كما جاء في تقرير الشباب في العالم للعام 2003 فإن مصطلحات مثل "أوقات الفراغ" و"التعليم النظامي" و"اللعب" تنطوي على عدم اهتمام كبير بالهدف والممارسة بحيث لا تتصف الطريقة التي يستخدم فيها معظم الشباب وقت فراغهم. ويرتبط وقت فراغ الشباب وأنشطتهم التطوعية مباشرة بالكثير من القضايا التي تؤثر عليهم، كالتعليم والتوظيف، وهم يسعون على نحو متزايد لإيجاد سبل جديدة لإمضاء وقت فراغهم، من باب الضرورة والاهتمام على حد سواء.

كما يشير التقرير إلى أن اختيار العام 2001 كسنة دولية للمتطوعين قد لعب دورا مهما في توسيع المفاهيم التقليدية المتعلقة بطبيعة ودور مساهمات الأنشطة التطوعية للشباب. وبنهاية العام 2001 كان هناك إجماع عام في المجتمع الدولي على أن أعمال التطوع تشمل ولكنها أوسع من أنشطة أوقات الفراغ. وأن تطوع الشباب يتم بطرق عدة ولا يقتصر على التطوع من خلال منظمات الخدمة الرسمية، بل يتم من خلال أنظمة المساعدات التي تقدمها الدول لشبابها.

وفي هذا السياق يشير التقرير إلى أن هناك عددا متزايدا من المتغيرات التي تحدد كيف يستفيد الشباب من الوقت الذي يمضونه خارج المدرسة أو العمل. وارتفاع مستوى البطالة بين الشباب عالميا وارتفاع الكلف المرتبطة بالتعليم العالي غالبا ما يعنيان أنه يتعين على الشباب أن يستخدموا الساعات المحدودة المتاحة لهم من أوقات الفراغ لتحسين مهاراتهم وزيادة فرصهم في التوظف بشكل مستمر. ولذلك تتجه أعداد متزايدة من الشباب للنظر إلى أن ساعات أوقات الفراغ هي ترف لا يمكن بلوغه، وبذلك فهم يسيئون استخدام أي وقت فراغ لديهم إما لتحسين مهاراتهم أو لكسب دخل لتمويل دراساتهم. وكثيرا ما تقضى ساعات الفراغ في أنشطة تعزيز عملية التحول من المدرسة إلى العمل من خلال البحث عن المهنة والاستعداد لها. ويساعد هذا التوجه في تفسير التناقص المستمر في عضوية الاتحادات الرياضية وفي الأشكال المنظمة الأخرى لأنشطة وقت الفراغ. كما يرى التقرير أنه تتوافر لدى بعض الشباب فرص أقل للاستمتاع بأنشطة أوقات فراغهم لمجرد المتعة أو الاهتمام، لأن قلة فرص العمل تفرض على عدد متزايد من الشباب أن يكونوا أكثر قدرة على المنافسة واستخدام أنشطة أوقات فراغهم في إقامة صلات قد تؤدي إلى فرص عمل لاحقا.

أيضا يرى تقرير الأمم المتحدة بشأن الشباب بأن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات قد أثرت كثيرا على عادات أوقات الفراغ، بعد أن أصبح جزء أكبر من عملية التواصل الاجتماعي يتم عن طريق إرسال النصوص إلكترونيا عبر الهاتف أو من خلال الإنترنت. وقد وجدت إحدى الدراسات الميدانية التي أجريت في الولايات المتحدة أن 91 في المئة من المراهقين ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و19 سنة يستخدمون الإنترنت لإرسال رسائل إلكترونية إلى الأصدقاء أو الأقارب، في حين أن 83 في المئة يستخدمونها لإرسال رسائل فورية. وأظهرت دراسة أخيرة في المملكة المتحدة أن 94 في المئة من الشباب لديهم هواتف نقالة، وأن نصف نصوص الرسائل المرسلة بالهاتف والبالغ عددها 10 مليارات رسالة نصية تقريبا "سحس" التي أرسلت في العام 2003 أرسلها شباب.

ويؤكد التقرير تراجع اهتمام الشباب بالأنشطة التقليدية لقضاء أوقات فراغهم، وخصوصا الأنشطة الرياضية. ويشير إلى أن إحدى الدراسات النرويجية أثبتت أن الأطفال والشباب الصغار يمضون وقتا أقل في الأنشطة البدنية أو الرياضة أو الألعاب، وأن 47 في المئة فقط من جميع الشبان ممن تتراوح أعمارهم بين 20 - 24 سنة يمارسون تمارين رياضية مختلفة كل 14 يوما أو أكثر. ويحذر تقرير الأمم المتحدة من خطورة أن تؤدي هذه العادات الناشئة عن استخدام التكنولوجيا الحديثة إلى خلق ثقافة "وقت فراغ فردي" نظرا لأن عددا متزايدا من الشباب يكرسون وقت فراغهم لشاشات الحاسوب ولوحات مفاتيح الهواتف النقالة.

ثالثا: الشباب والمشاركة في اتخاذ القرار:

يؤكد التقرير أن العقد الماضي قد شهد إدراكا متزايدا لأهمية مشاركة الشباب في اتخاذ القرار بعد أن أدت الجهود الناجحة التي بذلتها الحكومات في إشراك الشباب إلى صوغ وتنفيذ وتقييم السياسات على نحو أفضل. وتظهر أهمية إشراك الشباب في تعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية وفهمها. وتعتبر فرص مشاركة الشباب في تطوير البيت والمدرسة والمجتمع المحلي أمرا بالغ الأهمية على نحو خاص في حالات الصراع أو ما بعد الصراع فضلا عن حماية حقوق الفتيات والشابات.

ويرى كذلك أنه لابد أن تدرك الجهود الوطنية المبذولة حاليا لإدماج الشباب في عملية اتخاذ القرار التغيرات الحاصلة في نماذج وهياكل الحركات الشبابية. ففي الكثير من البلدان تواجه الأحزاب السياسية صعوبة في جذب الأعضاء الشباب. والحملات التي تشجع الشباب على الإدلاء بأصواتهم تسعى إلى وقف الاتجاه المتمثل في قلة اهتمام الشباب بالأمور السياسية، ويبدو أن عدم الاكتراث بالسياسة والافتقار إلى الاهتمام بالمشاركة في منظمات الشباب التقليدية هما سمة مشتركة بين الأجيال الشابة في الكثير من البلدان. وبالنسبة إلى الكثير من الشباب فإن عالم السياسة بعيد جدا عن حقائقهم اليومية المتعلقة بالمدرسة وأوقات الفراغ والبحث عن عمل، ولا يجد الكثير من الشباب علاقة بين هذه الحقائق وأثر السياسة على حياتهم اليومية. كذلك فإن قلة من بين السياسيين من يستطيع القول انه يمثل فئته العمرية في الدوائر المنتخبة ديمقراطيا. وعلى رغم أن المشاركة في الهيئات الرسمية التي تعتمد على العضوية تعتبر آلية رئيسية تتيح الاندماج الاجتماعي الحقيقي، فهناك فرق شاسع بين البلدان التي توجد فيها تقليديا منظمات أعضاؤها من الشباب والبلدان التي لا توجد فيها مثل هذه المنظمات.

كما يفند التقرير ربط نسبة تدني الإقبال على التصويت والانضمام إلى الأحزاب السياسية بعدم اهتمام الشباب بالمستقبل السياسي لبلدانهم، إذ يشير إلى وجود الحركات الطلابية التي تمارس أدوارها في الحرم الجامعي ومرافق التعليم وتدفعها لممارسة هذا الدور القضايا الطلابية، مثل الإصلاح التعليمي والرسوم الدراسية. وقد لعبت الحركات الطلابية دورا مهما في التحولات الاجتماعية والسياسية في الكثير من بلدان العالم

العدد 913 - الأحد 06 مارس 2005م الموافق 25 محرم 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً