مع استمرار الوضع الشبابي الراهن في البحرين بمختلف مشكلاته وصعوباته، وكذلك تحدياته التي تفرض على التنظيمات الشبابية أن تبقى ضعيفة حتى الآن. ظهرت بادرة أمل أخيرا في قيام مجموعة من الشباب البحريني بالدعوة لعقد اجتماع أولي مصغر يضم مجموعة من التنظيمات الشبابية وبحضور النائب جاسم عبدالعال بهدف مناقشة الأوضاع الشبابية الحالية، وبحث كيفية معالجتها، والتفكير في الخطوات المقبلة.
وقد أدار الاجتماع - الذي شاركت فيه جمعية أطفال وشباب المستقبل، والمجلس الثقافي الشبابي، وجماعة المحرق للعمل التطوعي "تحت التأسيس"، وعدد من أعضاء عشيرة جوالة المالكية - الشاب سامي عباس.
وفي بداية اللقاء رحب قائد عشيرة جوالة المالكية سامي عباس بالحضور، وأكد أن هذا اللقاء يعد لقاء أوليا مصغرا، وستكون هناك عدة مبادرات أخرى خلال الفترة المقبلة لضم جميع التنظيمات الشبابية في البلاد بهدف مناقشة أوضاع الشباب البحريني وتقييم إشكال عدم الاهتمام الرسمي بهذه الفئة الحيوية من المجتمع.
بعدها تم فتح باب النقاش بشأن تقييم أوضاع الشباب الحالية، إذ تحدث القائد السابق لعشيرة جوالة المالكية الشاب سعيد المنصور مشيرا إلى أنه لا توجد أية بوادر لعمل شبابي منظم في البحرين، مؤكدا أن العمل الشبابي لا يمكن أن يتحقق من دون وجود رعاية. كما أن الجهود المبذولة حاليا في الساحة المحلية ما هي إلا مبادرات ولا يمكن اعتبارها عملا شبابيا منظما، وهو يهدف إلى إثبات الذات لا أكثر.
في حين تحدث نائب رئيس جمعية أطفال وشباب عيسى فولاذ مؤكدا أن هناك عملا شبابيا ولكنه يواجه إشكالات، مشيرا إلى أن الجهود التي تبذلها جمعيته في مجال تنظيم الفعاليات والأنشطة، تمت دون أي دعم من المؤسسة العامة للشباب والرياضة، إذ كانت هناك تحركات من أعضاء الجمعية أنفسهم الذين لم ينتظروا الدعم، بل قاموا بالبحث عن الفرص المتاحة لتوفير الدعم وهو ما جعلهم يحققون جزءا ولو محدودا من طموحاتهم. إلا أنه أكد ضرورة توفير الدعم للتطوير والنهوض بالعمل الشبابي. أما عضو المجلس الثقافي الشبابي هاشم العلوي فقد أكد أن هناك جهودا متواضعة مبذولة في الساحة الشبابية متسائلا عن مدى وجود وعي لدى الشباب البحريني بضرورة الانخراط في العمل التطوعي، وأن يكون لهم دور فاعل في المجتمع. من جانبه أشار عضو المجلس أيضا حسن حسان إلى أن الحكومة ليست لديها نية أو قناعة بدعم العمل الثقافي واهتمام الشباب بالمجالات الأخرى غير الرياضية، لافتا إلى الدعم الكبير الذي تحظى به الأنشطة الرياضية على حساب الأنشطة الثقافية والاجتماعية والفنية الأخرى الموجهة للشباب.
من جانبه أوضح عضو مجلس النواب النائب جاسم عبدالعال أنه منذ حدوث الانفتاح السياسي في البلاد فقد برزت طموحات كبيرة لدى الشباب، وبدأت الجمعيات الشبابية بالظهور، ولكن هذه المتغيرات لم تحظ بالاستجابة والاهتمام من قبل الحكومة. وأشار في هذا السياق إلى عدة قضايا مثل الغياب الإعلامي الموجه للشباب، إذ تراجعت حجم البرامج الثقافية والحوارية الخاصة بالشباب. بالإضافة إلى وجود إشكال قانوني يتمثل في رفض المؤسسة العامة للشباب والرياضة دعم الجمعيات الشبابية بحجة عدم تبعيتها لها بموجب القانون، في الوقت الذي لا تملك فيه وزارة الشئون الاجتماعية الإمكانات والقدرات على توفير الدعم المناسب لهذه الجمعيات، واقتصار دورها على إشهارها ومتابعتها لاحقا.
وطالب النائب عبدالعال بتصحيح الأوضاع الحالية للشباب، مشيرا إلى ضرورة تعديل قانون الجمعيات الحالي، لتنتقل تبعية الجمعيات الشبابية إلى المؤسسة العامة للشباب والرياضة بدلا من وزارة الشئون الاجتماعية، بالإضافة إلى ضرورة زيادة الموازنة المخصصة للأنشطة الشبابية في موازنة المؤسسة.
وفي نهاية اللقاء انتهى الحضور بمناقشة مجموعة من الأفكار والمقترحات لكيفية تعديل الأوضاع القائمة، وتم طرح أربعة مقترحات ومطالبات، وهي:
- المطالبة بإنشاء هيئة حكومية خاصة معنية بالشباب فقط.
- الضغط باتجاه تعديل القوانين والتشريعات الحالية الخاصة بتبعية الجمعيات الشبابية ونقلها إلى المؤسسة العامة للشباب والرياضة.
- إنشاء الاتحاد الشبابي البحريني، بحيث يضم جميع التنظيمات الشبابية في البلاد.
- تشكيل لوبي شبابي لتقديم مطالب محددة.
ومن المقرر أن تعقد خلال الفترة المقبلة سلسلة من الاجتماعات الموسعة، بحيث تشمل أكبر عدد ممكن من التنظيمات الشبابية للاتفاق على مطالب محددة يتم تحديد كيفية تنفيذها في وقت لاحق
العدد 913 - الأحد 06 مارس 2005م الموافق 25 محرم 1426هـ