المتابع لجلسات مجلس الشورى يلاحظ المواظبة الحقيقية لأعضائه في الحضور والمشاركة بالرأي حتى في الاتفاقات المشتركة بين المملكة والدول الأخرى أو في المشروعات بقوانين التي مرت من النواب من دون أي طرح لأي نائب.
في جلسة أمس، أثبت مجلس النواب أن عددا كبيرا من أعضائه ليسوا في مستوى الثقة، إذ غاب عن الجلسة نصف الأعضاء تقريبا على رغم أنها من أهم الجلسات، إذ يناقش فيها اللائحة الداخلية لمجلس النواب وهي القانون الذي يؤثر على كل شيء في مجلس النواب وصلاحياته.
لا أعتقد أن رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني أخطأ في توجيه اللوم للنواب ومناداته لهم بضرورة أن "يحللوا معاشاتهم"، إذ إنه من الضروري أن يشعر النائب بالمسئولية أمام المواطنين الذين يرون فيه محاميا ومدافعا عن حقوقهم.
مناقشة اللائحة الداخلية لمجلس النواب وزيادة صلاحياته هي مصلحة لكل مواطن وعدم حضور النواب للجلسة الخاصة بمناقشتها يعد أمرا غريبا ومستهجنا، إذ يثبت مدى اهتمام النائب بالمواطن الذي ربما لا يعلم مدى أهمية اللائحة وأهمية تعديلها.
الغريب أن النواب يكونون حاضري الجسد والذهن في الجلسات التي يناقش فيها مقترح برصف شارع هنا وإزالة حضيرة "مواشي" هناك في الوقت الذي يفتقد فيه أجسادهم وأذهانهم حينما تتم مناقشة أهم قانون يستند عليه المجلس في كل خطوة يقوم بها الآن أو في المستقبل القريب أو البعيد.
المحرر البرلماني
العدد 919 - السبت 12 مارس 2005م الموافق 01 صفر 1426هـ