أبلغت مصادر واسعة الاطلاع "الوسط" أن الشركة الوطنية للخدمات المالية ستطرح خلال مايو/ أيار المقبل أول بطاقة ائتمانية في العراق تحت اسم "بطاقة الفيحاء الائتمانية" وتستخدم البطاقة الجديدة آليات الدفع المسبق لقيمة البطاقة أو "البطاقة الذكية" التي يعمل بها حاليا في الإمارات خصوصا عند تسديد رسوم المواقف والتزود بالبنزين، على أن تتوافر خدمات هذه البطاقة في البصرة فقط خلال المرحلة الأولى من المشروع وأن يتوسع العمل بها لتشمل بغداد تدريجيا وصولا إلى مختلف مناطق العراق.

وذكرت المصادر "أن كلفة هذا المشروع تبلغ نحو 750 ألف دولار، وقد أشارت دراسة الجدوى للمشروع التي أجريت في البصرة أن نسبة 85 في المئة من عينة الدراسة أبدوا ترحيبهم بالخدمة الجديدة". وعن المخاطرة بطرح هذه الخدمات في ظل ظروف الحرب قالت المصادر "إن العملة العراقية تعاني من إنخفاض في قيمتها، فعند شراء أي شيء يتطلب الأمر مبالغ مالية كبيرة قد تكون سهلة الضياع والسرقة وأيضا صعبة في الحمل، إضافة إلى خوف الناس من السرقة في ظل الانفلات الأمني لذلك نجد ضرورة لوجود هذا النوع من البطاقات وسط هذه المخاوف، إذ ستشكل هذه البطاقة نوعا من صمام الأمان تجاه هذه الممارسات" وأشار "إلى توافر البنية التحتية من خطوط هاتف وغيرها وهذا سيساعد على بدء العمل على هذه البطاقة في وقت قريب كما لا توجد عوائق تذكر لإصدار البطاقة الجديد".

وتوقع أن تكون المبيعات في الشهور الأولى حوالي 15 ألف بطاقة، وأن تبلغ المبيعات للعام الأول قرابة 7 ملايين ونصف المليون دولار أميركي مع إبداء الكثير من الجهات الحكومية رغبتها في الاستفادة من البطاقة منها الجيش العراقي وشركات النفط ووزارة التربية والتعليم العراقية، إلى جانب إمكان استفادة البحرينيين أو الخليجيين من خدمات البطاقة لدى زيارتهم للعتبات المقدسة إذ هناك نية لتسويق هذه البطاقات في البحرين عن طريق مكاتب الصرافة في البحرين على أن يتم الدفع بالدولار أو العملات الأخرى وتحويلها بالتالي إلى الدينار العراقي" وقالت المصادر "إن هناك خططا لتحويل الشركة الجديدة إلى مصرف تجاري خلال هذا العام يقدم الخدمات المالية والمصرفية المختلفة" ولم يستبعد إمكان استخدام البطاقة في الدفع عن طريق الإنترنت في ظل إمكان استخدام "البطاقة الذكية" لذلك وتماشيا مع التطور المتوقع لأعمال الشركة.

وأكدت المصادر "أن الشركة الوطنية للخدمات المالية قامت بالاتفاق مع شركة عبر العالم للكمبيوتر على تدريب كوادر الشركة الفنية في مقر شركة عبر العالم للكمبيوتر في البحرين لما تتمتع به هذه الشركة من خبرات ومهارات في هذا المجال إذ يقوم مدير شركة عبر العالم للكمبيوتر عبدالرحمن السندي بالإشراف الشخصي على هذا التدريب كونه أولى بوادر التعاون التقني بين البحرين والعراق في هذا المجال" منوها بمركز البحرين المالي والتقني المعروف على مستوى العالم وما تتمتع به من دور ريادي اقتصادي وتقني في مختلف المجالات وخصوصا منها المتعلقة بالجوانب المالية والائتمانية التي دفعت الشركة إلى هذا التعاون مع جهات بحرينية.

وأوضحت انه "يرأس فريق التدريب في البحرين استشاري نظم المعلومات في الشركة ثامر الريفي وتمتد فترة التدريب لمدة أسبوعين يتلقى المتدربون خلالها دروسا نظرية وعملية على أنظمة إصدار البطاقات الائتمانية وكيفية تشغيل هذه الأنظمة وصيانتها".

يذكر أن "الشركة الوطنية للخدمات المالية" سجلت في العراق في 2004 بمشاركة بحرينية بنسبة 40 في المئة وإماراتية 40 ومساهمة عراقية بنسبة 20 في المئة نظرا إلى أن القانون العراقي لا يسمح بتملك الشركات من أجانب بنسبة 100 في المئة، ويبلغ رأس مال الشركة مليون دولار أميركي