اختتم بنك انفستكورب الاستثماري الدولي برنامجا من النشاطات واللقاءات والندوات في منطقة الخليج خصصت جميعها لتسليط الأضواء على الاهمية المتزايدة للاستثمارات البديلة في تنويع محافظ الاستثمار. وشمل البرنامج الذي اختتم في الاسبوع الماضي ندوات ومؤتمرات عقدت في كل من دبي والكويت والبحرين وشاركت في اعمالها حشود من المؤسسات والمجموعات الاستثمارية الخليجية المهتمة بالموضوع.
وشدد ممثلو انفستكورب على ان الاستثمارات البديلة التي تضم الاستثمار في الشركات الخاصة والعقار وصناديق التحوط والشركات الجديدة الواعدة اصبحت قطاعا استثماريا قائما بذاته ومتميزا تماما عن قلة الاستثمارات التقليدية التي تضم الاستثمار في أسهم البورصات أو سوق السندات. وكشف مسئولو انفستكورب لجمهور المشاركين ان الاستثمارات البديلة هي الآن أسرع قطاعات الاستثمار نموا في الكثير من الاسواق العالمية، وأعطوا مثلا على ذلك بمؤسسات الاستثمار الاميركية التي عمدت لتخصيص نحو 400 بليون دولار للاستثمارات البديلة في العام 2003 بزيادة 100 في المئة على مبلغ الـ 200 بليون دولار الذي كانت قد خصصته للقطاع قبل اربع سنوات اي في العام .1999
وعزا مسئولو انفستكورب الاقبال المتزايد للاستثمارات البديلة الى الصدمة التي اصابت المستثمرين في العالم من جراء انهيار اسواق الاسهم الدولية في مطلع التسعينات، اذ ادى الانهيار الذريع للأسواق وما رافقه من تقلبات حادة الى طرح السؤال بصورة متزايدة بشأن الحكمة من تركيز استثمارات المحفظة بصورة شبه حصرية على ما اصبح يسمى الآن "الاستثمارات التقليدية". في الوقت ذاته بدأ المستثمرون يلمسون الفوائد الكبيرة التي يمكن تحقيقها من ادخال الاستثمارات البديلة كوسيلة أساسية للتنويع الاستراتيجي للمحفظة، وذلك من جراء ما تتمتع به هذه الاستثمارات من صناعة ازاء تقلبات الاسواق، وتبين للمستثمرين بشكل خاص ان في امكانهم بمجرد اضافة استثمارات مثل تملك الشركات والعقار وصناديق الاستثمار التحوطي الى محفظة الاستثمار التقليدية ان يرفعوا من معدلات العائد المحققة على تلك المحفظة، وان يتوصلوا في الوقت نفسه الى تخفيف مخاطر الاستثمار ودرجة تقلبات العائد. فضلا عن حماية رأس المال المستثمر من التعرض للضياع في ظروف الانواء الشديدة التي تهب على الاسواق المالية من حين لآخر.
وقال مدير عام العمليات بانفستكورب غازي لونغ أمام المندوبين الذين حضروا المؤتمرات والندوات التي خصصت لهذا الموضوع "منذ أكثر من 20 عاما ونحن نعمل في قطاع الاستثمارات البديلة، ولهذا السبب اصبح لدينا سجل أداء مميز يعرفه المستثمرون ونعتز به في البنك. ونتيجة لتلك النجاحات وللثقة الكبيرة التي نحظى بها في صفوف المستثمرين فإن انفستكورب يتولى اليوم ادارة اكثر من 6,5 بلايين دولار من الاموال لحساب مستثمريه وهو يتولى استثمار هذه الموارد الضخمة في عمليات تملك الشركات الدولية وفي الاستثمارات العقارية وفي صناديق الاستثمار التحوطي والاستثمار في الشركات الناشئة الواعدة". وقال لونغ "ان سجل اداء انفستكورب في مجال الاستثمارات البديلة أبلغ من أي كلام. ففي حقل الاستثمار في الشركات عبر تملكها ثم بيعها بعد تحويلها واضافة قيمة اساسية عليها، حقق البنك لعملائه ومساهميه معدل ربح سنوي بلغ نحو 21 في المئة. أما الاستثمارات العقارية التي تمت تصفيتها بيعا فقد حقق البنك منها عائدا سنويا بلغ 16 في المئة، وحقق الاستثمار في الشركات الناشئة الواعدة التي تم بيع حصة البنك فيها عائدا وسطيا بلغ 30 في المئة على الاموال المستثمرة. أما العائد الاجمالي الداخلي على استثمار البنك في الصناديق الجامعة لصناديق الاستثمار التحوطي فقد بلغ 8 في المئة منذ اطلاق برنامج ادارة الاصول الاستثمارية قبل سنوات".
وأضاف لونغ "ان الاستثمارات البديلة اصبحت اليوم مكونا لا غنى عنه لأية محفظة استثمار، لكنها ايضا قطاع متخصص ويتطلب أكثر من غيره خبرات ومهارات في حقول عدة، ولهذا فإن على المستثمر ان يدرس جيدا كيفية اختيار المؤسسات التي يوكل اليها مساعدته على ولوج هذه السوق"، وشدد لونغ على ان من أهم المواصفات التي لابد من توافرها في هذا المجال العمل المؤسسي عبر مجموعات عالية التخصص في حقلها بحيث يكون لكل من هذه المجموعات فهم شامل ومتابعة لما يجري في قطاع الاستثمار الذي تعمل فيه كما يكون لديها ما يثبت للمستثمر انها في موقع الصدارة والتميز لجهة الاداء وما يمكن ان تقدمه من أداء وخدمة للمستثمرين
العدد 927 - الأحد 20 مارس 2005م الموافق 09 صفر 1426هـ