عقدت الجمعية الوطنية العراقية "البرلمان" جلستها الثانية أمس بعد تأخير دام أكثر من ساعتين ونصف ساعة من موعدها المحدد من دون أن تتمكن من اختيار رئيس لها اثر اعتذار أكثر من مرشح للمنصب. وقال رئيس الجمعية المؤقت ضاري الفياض إن الكتل الفائزة في الانتخابات طلبت تأجيل اختيار الرئيس ونائبيه لحين انتهاء العرب السنة من المحادثات فيما بينهم لاختيار مرشحهم لتولي المنصب. وعقدت الجلسة وسط أصداء قذائف وانفجارات قرب مقر الاجتماع على رغم الإجراءات الأمنية المشددة في بغداد .

وفي كربلاء بلغت المواكب الحسينية عشية الذكرى الأربعينية للإمام الحسين نحو 1800 موكب وسط إجراءات أمنية ممتازة، اذ إن هناك تعاونا تاما بين الزوار والأجهزة الأمنية. ومن المتوقع أن يبلغ عدد الزائرين حتى غد نحو 8 مليون زائر.

على صعيد اخر وجهت لجنة التحقيق بشأن فضيحة برنامج "النفط مقابل الغذاء" في تقرير نشرته أمس اصابع الاتهام الى نجل الأمين العام للامم المتحدة كوجو عنان، معتبرة انه سعى الى إخفاء علاقته بشركة تعمل لحساب البرنامج في العراق. وانتقدت اللجنة عنان الاب لانه لم يتخذ ما يكفي من التدابير الاحترازية لضمان عدم وجود تنازع مصالح بين نشاطات ابنه والبرنامج ، لكنها تبرئه من تهمة إساءة استخدام نفوذه

علاوي ينسحب من الجلسة وتشكيل الحكومة يتطلب مزيدا من الوقت

أزمة بشأن رئاسة الجمعية الوطنية العراقية

بغداد، واشنطن، وكالات - عصام العامري، محمد دلبح

اندلعت أزمة بشأن اختيار رئيس الجمعية الوطنية العراقية في ثاني جلسة لهذه الجمعية المنتخبة أمس بعد ان اعتذر أكثر من مرشح سني عن تولي المنصب.

واختتمت الجمعية جلستها بعد أقل من ساعتين من بدئها، وبعد ان فشل أعضاؤها وعددهم 275 نائبا في التوصل إلى اتفاق. وقال نجل رئيس الجمعية المؤقت وسكرتيره الخاص حسن الفياض بعد إعلان انتهاء أعمال الجلسة ان "الجلسة المقبلة ستعقد الأحد المقبل". وكانت الجلسة بدأت بعد أكثر من ساعتين ونصف الساعة من موعدها برئاسة أكبر الأعضاء سنا الشيخ ضاري الفياض "87 عاما"... وأكد الرئيس المؤقت للجمعية في افتتاح الجلسة ان القوائم الرئيسية الأربع الفائزة في الانتخابات طلبت تأجيل اختيار رئيس الجمعية ونائبيه حتى "انتهاء السنة من المحادثات بينهم لاختيار مرشحهم". وأضاف "علينا الآن ان نبحث النظام الداخلي لعمل الجمعية الوطنية". وأكد العضو في لائحة الائتلاف الموحد النائب عباس البياتي للصحافيين "هناك أزمة حاليا داخل الجمعية الوطنية لاختيار من سيتولى منصب رئيس الجمعية". وأوضح ان "هناك محاولات تجري حاليا لإقناع غازي الياور لتولي هذا المنصب".

وفي هذا الإطار، قال أحد المصورين داخل الجمعية الوطنية: "ان رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عبدالعزيز الحكيم والياور دخلا قاعة صغيرة في المجلس للتباحث". ويفضل الأكراد ان يتولى الياور أو وزير الصناعة المنتهية ولايته حاجم الحسني منصب رئيس الجمعية الوطنية الذي رفضه أيضا.

وفي المقابل، تفضل لائحة الائتلاف الموحد ان يتولى الشيخ فواز الجربا، أحد أعضاء الائتلاف، المنصب.

بداية غاضبة للبرلمان

وكان البرلمان بدأ جلسته بمشادات حادة بسبب عدم التوصل إلى اتفاق على الحكومة الجديدة. وعقب إبلاغ النواب أنه على رغم المحادثات التي جرت في آخر لحظة وأخرت انعقاد الجلسة لم يتم التوصل إلى اتفاق حتى على اختيار رئيس للجمعية الوطنية وقف عدة نواب ليهاجموا الزعماء الشيعة والأكراد قائلين ان الزعماء يخيبون أمل الشعب. وطالبت سيدة من أعضاء البرلمان في ملابس سوداء سابغة بكشف كل تفاصيل المفاوضات التي جرت خلال الأيام الماضية. ووجد طلبها قبولا من بعض المشاركين الذين تعالت أصواتهم مطالبين بالإعلان عن تفاصيل ما جرى في المباحثات المستمرة منذ أسابيع. وقال رجل الدين حسين الصدر أحد أبرز نواب القائمة العراقية التي يترأسها علاوي ان "على المعنيين ان يتحملوا مسئوليتهم وان ينتهوا اليوم "أمس" من توزيع المناصب "والمباشرة بالمهمة المركزية لهذه الجمعية وهي صوغ الدستور". وتساءل الصدر: "الشارع العراقي ينتظر منا حلا فماذا سنقول له...؟".

ومع ازدياد سخونة الجدل أعلن رئيس الجلسة أن الجلسة ستكون سرية وأمر الصحافيين بمغادرة القاعة. واعترض بعض الأعضاء على ذلك الا ان رئيس الجلسة أصر على طلبه. وبعد ذلك بقليل انسحب رئيس الوزراء إياد علاوي من الجلسة.

الأكراد لا يريدون تهميش السنة

اكد نائب رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته والعضو المفاوض في الوفد الكردي برهم صالح أمس ان الأكراد لا يريدون ان يهمش العرب السنة مثلما همش الأكراد لمدة 80 عاما في الحكومات السابقة. وقال صالح: "هناك من يريد ان نشكل مع الائتلاف الموحد الحكومة، لكننا نعتقد ان العراق الجديد يجب ان يبنى على أساس موحد ومتوازن ويجب عدم إهمال أي طرف أقصد العرب السنة".

إلى ذلك أكد مسئول مكتب الإعلام المركزي في الاتحاد الوطني الكردستاني أزاد جنديان أن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة يتطلب المزيد من الوقت. وفي كركوك قاطع العرب والتركمان في المحافظة أمس جلسة مجلس المحافظة احتجاجا على مطالبة الأكراد بتسلم أهم المناصب في الإدارة المحلية على حد قولهم.

على صعيد آخر، أشارت تقارير صحافية جديدة إلى أن الإدارة الأميركية قد تبدأ انسحابا لا عودة فيه لقوات احتلالها في العراق. ومن المنتظر أن تؤيد وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس المسئولين الأميركيين الذين يريدون مغادرة القوات الأميركية حتى وإن كان ما سيترك وراءها لا يشكل وضعا مكتملا.

وفيما يتعلق ببرنامج "النفط مقابل الغذاء" قال محامي الدفاع عن نائب رئيس الوزراء السابق طارق عزيز، بديع عارف عزتان: "موكله نفى ما ورد من معلومات في سؤال أمام لجنة التحقيق المستقلة في فضيحة البرنامج عن إعطائه مبلغ 14 مليون دولار الى الأمين العام السابق للأمم المتحدة بطرس غالي".

ومن المتوقع أن ينشر تقرير مهم في وقت لاحق يركز على خطأ الأمين الحالي للمنظمة كوفي عنان لتجاهله تضارب محتمل للمصالح يتعلق بابنه لكنه لن يصل إلى حد اتهامه بارتكاب أية مخالفات".

وأكد عنان الاب أمس انه لن يستقيل من المنظمة ما دام قد برات ساحته لجنة التحقيق