ماذا أقول وبماذا ابدأ وما علنا نفعل لو ان حجم رقعة أرض هذا البلد كغيرها وتعداد سكانها أكثر من مليون، علما بأن تعدادنا اقل من مليون وارضنا متقاربة وبلدنا أصغر البلدان في العالم إذ إنه خلال ساعة واحدة بالسيارة تستطيع قطعها من أولها إلى آخرها فله الحمد وله الشكر ونحن راضون لقدره، المتصرف في خلقه ولكن يبقى العقل والحكمة يا وزارة الصحة والدفاع المدني والمختصين بشئون وانقاذ حياة الناس فإلى متى سيتم التنفيذ والى متى سنكتب ولماذا نكتب دائما ولماذا لا تتخذون القرار قبل ان نكتب في أية صحيفة؟ أو لا تعرفون وتعلمون ان كل محافظة ومنطقة في هذه المملكة الصغيرة تحتاج الى كل الامكانات من مراكز صحية وأمنية ومؤسسات مصرفية واجتماعية وتوفير الاسعافات والأمور الضرورية التي تهم حياة الناس؟ ولنا في حادث المالكية المروع في شارع زيد بن عميرة الذي شاء القدر لهاتين الفقيدتين الشابتين العزيزتين - الهم الباري أهلهم الصبر والسلوان - وبهذا الحدث المؤلم اتضح لنا مدى التأخير لسيارة الاسعاف، انتظار ساعة واحدة حتى تم نقلهما الى المستشفى هذا بعد جهود البعض من الناس الذين شاهدوا الحادث وتم اخراجهما وبعد ساعة واحدة حتى نزفتا الدماء ولا جدوى من نقلهما بعد هذا النزف. لهذا نرجو من الهيئات المختصة الاهتمام باتخاذ الاجراءات بأن تكون أكثر مرونة وحيوية باصدار قرارات "اسعافية" تخول كل مواطن انقاذ ما يمكن انقاذه ونقل المصابين الى المستشفى وتوفير "اسعاف" سريعة في المنطقة بالتنسيق مع أقرب مركز صحي ومركز الدفاع المدني حتى نتفادى هذه المشكلة.
علما بأن هذا الشارع يعتبر من أخطر الشوارع في مملكتنا والجميع يسلكه صباحا ومساء طلاب الجامعة من غالبية مناطق البحرين والعاملون في جميع الشركات الجنوبية للبلاد وهو أكثر ازدحاما من غيره ولا ندري ما السر في عدم تطوير هذا الشارع والذي يعتبر من أكثر الشوارع أهمية في البلاد ويرتاده الكثيرون على رغم الدراسة الميدانية لبعض الوزارات التي اكدت أهمية تطوير هذا الشارع، ولكن الانتظار أصبح ضرورة في وزارة الاشغال حتى تحصد المزيد من الارواح لا سمح الله بحجة استيفاء بعض الشروط وحتى يلج الجمل في سم الخياط!
سيدباقر محفوظ محمد
العدد 936 - الثلثاء 29 مارس 2005م الموافق 18 صفر 1426هـ