العدد 937 - الأربعاء 30 مارس 2005م الموافق 19 صفر 1426هـ

سورية تنفي تهديد الأسد للحريري

كرامي يعتذر عن "الوحدة" والمعارضة تدرس "الحيادية"

عمان، عواصم، وكالات - حسين دعسة 

30 مارس 2005

من المقرر أن يناقش مجلس الأمن اليوم التقرير الذي أعدته لجنة تقصي الحقائق وسلمته إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، وذلك بعد أن اقتصرت جلسة الثلثاء على مشاورات بهذا الشأن بين الأعضاء. إلى ذلك، احتجت سورية في رسالة بعثها وزير خارجيتها فاروق الشرع إلى عنان على العبارة التي وردت في التقرير، وأشارت إلى تهديدات صريحة بالإيذاء الجسدي أطلقها الرئيس السوري بشار الأسد ضد الحريري والزعيم وليد جنبلاط، مطالبة بشطبها.

من جانبه، قال السفير السوري لدى المنظمة فيصل مقداد: "إن لجنة تنسيق سورية لبنانية مشتركة ستجتمع قبل السبت لوضع جدول زمني للانسحاب".

من جهة أخرى، أعلنت مصادر غربية في الأردن أن اتصالات سرية أجراها الرئيس الأميركي جورج بوش أخيرا مع شخصيات لبنانية دينية وسياسية ومع عواصم عربية وأوروبية، تهدف إلى نزع سلاح المقاومة في مقابل الانسحاب من مزارع شبعا. وكان نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد غادر بيروت أمس متوجها إلى واشنطن في وقت انطلقت مظاهرة احتجاج إلى السفارة الأميركية في عوكر انتقدت فيها التدخل في الشئون اللبنانية.

وعلى صعيد متصل قرر رئيس الوزراء اللبناني المكلف عمر كرامي تأجيل تقديم اعتذاره إلى الرئيس إميل لحود عن التكليف حتى يبلغ بذلك حلفاءه في لقاء عين التينة. وقال كرامي في أعقاب اجتماعه بلحود: "وضعت الرئيس في أجواء الاعتذار عن تشكيل الحكومة"، رافضا اتهامات المعارضة له بأنه يسعى من وراء اعتذاره إلى تأجيل الانتخابات البرلمانية المقررة في أواخر مايو/أيار المقبل، مشيرا إلى أنه سيعتذر خلال 24 أو 48 ساعة فقط. هذا، وقررت المعارضة عقد اجتماع موسع لأعضائها اليوم في قصر الحريري لمناقشة تشكيل حكومة حيادية تشرف على الانتخابات.


ساترفيلد يغادر... وخطة أميركية لنزع سلاح المقاومة... سورية تطلب شطب "تهديدات الأسد"

كرامي يعتذر بعد لقاء "عين التينة"... والمعارضة تدرس "الحيادية"

عمان، عواصم، وكالات - حسين دعسة

أعلن رئيس الوزراء اللبناني المكلف عمر كرامي أنه قرر تأجيل تقديم اعتذاره للرئيس إميل لحود عن التكليف حتى يبلغ بذلك حلفاءه في لقاء عين التينة. وقال كرامي في أعقاب اجتماعه بلحود "وضعت الرئيس في أجواء الاعتذار عن تشكيل الحكومة، وسأبلغه باعتذاري رسميا بعد اجتماع عين التينة"، مؤكدا رفضه اتهامات المعارضة له بأنه يسعى من وراء اعتذاره للمماطلة لتأجيل الانتخابات البرلمانية عن موعدها المقرر في نهاية مايو/ أيار المقبل، وقال "كلها 24 أو 48 ساعة ولن يأخذ الأمر أسابيع".

وتأتي هذه التطورات بعد شيوع أنباء عن بروز خلاف بين كرامي ولحود بشأن طبيعة الحكومة التي يجب تشكيلها، ففي الوقت الذي أصر فيه كرامي على تشكيل حكومة "وحدة" تجمع المعارضة والموالاة، ذكرت وكالات الأنباء أن لحود بدأ يميل لتشكيل حكومة مصغرة.

إلى ذلك، حذر وزير البيئة وئام وهام من أزمة حكومية مفتوحة، إذا استمرت المعارضة في رفضها المشاركة في "الوحدة". في وقت قررت فيه المعارضة عقد اجتماع موسع لأعضائها اليوم في قصر الحريري لمناقشة موضوع تشكيل حكومة حيادية تشرف على الانتخابات.

وعلى صعيد متصل، احتجت سورية في رسالة بعث بها وزير خارجيتها فاروق الشرع إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان على العبارة التي وردت في تقرير لجنة تقصي الحقائق، والتي أشارت إلى تهديدات صريحة بالإيذاء الجسدي أطلقها الرئيس السوري بشار الأسد ضد الحريري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط. وطالبت سورية بشطب هذه العبارة التي قالت إنها تسيء لصدقية المنظمة، كما تعهدت بسحب جميع قواتها من لبنان قبل حلول موعد الانتخابات هناك.

وقال السفير السوري لدى المنظمة فيصل مقداد إن لجنة تنسيق سورية - لبنانية مشتركة ستجتمع قبل السبت لوضع جدول زمني للانسحاب. إلى ذلك، قال شهود عيان ان حوالي 24 شاحنة عسكرية سورية عبرت الحدود اللبنانية باتجاه سورية ليلا في حين أحرق رجال المخابرات أوراقا في عدة مكاتب لهم في البقاع.

وفي السياق ذاته، قالت مصادر دبلوماسية لبنانية إن مجلس الأمن قرر تأجيل مناقشة "تقرير الحريري" إلى اليوم بعد أن اقتصر نشاط المجلس أمس الأول على مشاورات غير رسمية بين الأعضاء بشأن الموضوع.

وقالت المصادر إن لبنان دعا فرنسا لتسليمه المسودة النهائية للمشروع الفرنسي الذي سيطرح أمام المجلس بشأن تركيبة وصلاحيات اللجنة الدولية المستقلة، وخصوصا بعد أن أعلنت لبنان وسورية موافقتهما على تشكيلها. وأوضحت أن الاقتراح بات يميل إلى تشكيل لجنة حيادية تتألف من دول محايدة تتعاون وتنسق مع مختلف الأجهزة المعنية في لبنان. واستبعدت المصادر أن يتم تشكيل لجنة تحقيق قضائي جنائي تؤسس لمحكمة دولية.

إلى ذلك، أثارت ملابسات جريمة اغتيال الحريري سجالا حادا بين وزيري الداخلية السابق إلياس المر والحالي سليمان فرنجية، إذ تبادلا الاتهامات بالتقصير في حفظ الأمن.

وفي الأردن، أعلنت مصادر غربية مطلعة أن اتصالات سرية أجراها الرئيس الأميركي جورج بوش أخيرا مع شخصيات لبنانية دينية وسياسية ومع عواصم عربية وأوروبية خصوصا فرنسا الهدف منها تطويع سورية وضرب المقاومة اللبنانية الممثلة بحزب الله وتجريده من سلاحه.

وأضافت المصادر أن الاتفاق يهدف لسحب "الذريعة التي يمسك بها الحزب والمتمثلة في مزارع شبعا والوجود الإسرائيلي فيها"، إذ من المقرر أن يطلب بوش من رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون خلال زيارته المرتقبة لواشنطن المشاركة في الخطة، إذ سيعرض عليه بإعادة انتشار قواته في الشمال عند الحدود مع لبنان بهدف تسهيل مهمة بعض الأطراف داخل لبنان إلى تواصل تحركاتها للمطالبة بجمع السلاح بالإضافة إلى الانسحاب من مزارع شبعا.

إلى ذلك، قال الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل أمس "بعد الانتخابات، سيكون من أول القضايا الحوار مع حزب الله بشأن نشر الجيش في الجنوب ولابد من نزع أسلحته".

ومن جهة أخرى، غادر بيروت أمس نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد، فيما وصل وفد من الكونغرس لبيروت لإجراء محادثات مع عدد من المسئولين. في وقت نفذت فيه القطاعات التجارية في بيروت وجبل لبنان إضرابا تحذيريا استنكارا لموجة التفجيرات التي يشهدها لبنان.

في غضون ذلك جرت مظاهرة لحزب امام السفارة الأميركية بيروت

العدد 937 - الأربعاء 30 مارس 2005م الموافق 19 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً