أكد رئيس الوزراء اللبناني المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة عمر كرامي أنه سيؤلف الحكومة بأسرع ما يمكن، مشيرا إلى أن الحكومة ستسترد مشروع قانون الانتخاب القديم من مجلس النواب وتصيغ مشروع قانون جديد. ونفى كرامي أن يكون الزعيم الدرزي وليد جنبلاط طرح المشاركة في الحكومة الجديدة. من جانبه قال جنبلاط انه تمنى من رئيس الوزراء بعد لقائهما أمس أن تجري الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري مع الأخذ في الاعتبار أن المعارضة تريد قانون العام 1960 مع التعديلات المطلوبة من أجل عدم الوقوع في شوائب بشأن تقسيمات بيروت. وأكد جنبلاط أن اتفاق الطائف هو الإطار الأفضل للجميع، مشيرا إلى أهمية الحفاظ على الاتفاق والتمسك به ورفض ما في خفايا القرار 1559 للحفاظ على الخط الوطني والقومي.
عواصم - وكالات-
طالب مبعوث الأمم المتحدة تيري رود لارسن أمس في مؤتمر صحافي في بيروت عقده في ختام زيارة إلى لبنان، بإقامة علاقات دبلوماسية طبيعية بين سورية ولبنان، بما في ذلك تبادل التمثيل الدبلوماسي وفتح سفارتين. وأوضح أن ما أسماه بالعلاقة الخاصة بين دمشق وبيروت يتعين أن تستمر على أساس علاقات دبلوماسية رسمية. ويقول الكثير من اللبنانيين إن إقامة علاقات دبلوماسية طبيعية أمر ضروري لإظهار أن دمشق اعترفت أخيرا بسيادة لبنان الكاملة واستقلاله. وكان لارسن واصل محادثاته في بيروت مع القيادات اللبنانية، إذ التقى أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري، بالإضافة إلى المدير العام للأمن العام جميل السيد. إلى ذلك، واصلت القوات السورية انسحاباتها بوتيرة سريعة من سهل البقاع، إذ قال شهود عيان إن أكثر من مئة شاحنة عسكرية سورية غادرت لبنان محملة بالجنود والأسلحة والعتاد والأثاث وحتى الأبقار. ومن جانبها، شككت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس في جدية قرار سورية سحب قواتها. وقالت إن "على دمشق سحب جميع أجهزتها الأمنية المعلنة وغير المعلنة من لبنان"، مشيرة إلى ضرورة الحذر لأن الأفعال ليست كالأقوال لدى السوريين على حد تعبيرها. إلا أن رايس اعتبرت اتفاق دمشق مع لارسن تطورا إيجابيا، مؤكدة ضرورة تنفيذه على أرض الواقع. على صعيد متصل، اجتمع رئيس الوزراء اللبناني المكلف عمر كرامي الليلة الماضية في منزله في بيروت مع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط. ويأتي هذا اللقاء المفاجئ بعد لقاء اتسم بالمفاجأة أيضا وعقد الليلة قبل الماضية بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وجنبلاط. وكان جنبلاط، أعلن الليلة قبل الماضية أن مطالب المعارضة بإجراء الانتخابات شأن داخلي ولا بد من حل يتماشى واتفاق الطائف الذي يقول باعتماد المحافظة في عمليات الاقتراع. وتنظر الأوساط السياسية بتفاؤل لمثل هذه اللقاءات لتهدئة الأجواء السياسية بين المعارضة والموالاة بحيث تمهد السبيل أمام تشكيل حكومة جديدة تنحصر مهمتها في وضع قانون انتخابي جديد وبالدعوة للانتخابات والإشراف عليها. وفي إطار بوادر الحوار، فتح حزب الله بابا جديدا لحل قضية السلاح، إذ طرح رئيس كتلة الحزب النيابية محمد رعد للمرة الأولى فكرة التحاق عناصر المقاومة بالجيش النظامي، مؤكدا أن الحزب يرفض نزع سلاحه قبل الانتخابات أو بعدها ولا حتى بعد انسحاب "إسرائيل" من مزارع شبعا المتنازع عليها في جنوب لبنان. إلى ذلك، عزز الجيش الإسرائيلي قواته عند الحدود الشمالية مع لبنان بادعاء التحسب من تصعيد حزب الله لعملياته المسلحة أثناء تنفيذ خطة "فك الارتباط". في وقت كشفت لجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية عن ضغوط يتعرض لها لبنان ومحاولات لاستبدال مشروع القرار اللبناني المقدم إلى الدورة الـ 61 للجنة حقوق الإنسان ببيان من رئيس اللجنة على غرار ما حدث العام الماضي. وحذرت اللجنة في مذكرة بعثت بها لوزير الخارجية من تكرار مسألة سحب مشروع القرار والاستعاضة عنه ببيان ليس لصالح لبنان ولا لقضية المعتقلين لأن المعطيات كافة تغيرت وليس هناك مؤشرات إلى استمرار الوساطة الألمانية في عملية التبادل والتي يتم التذرع بها من أجل سحب المشروع اللبناني
العدد 944 - الأربعاء 06 أبريل 2005م الموافق 26 صفر 1426هـ