العدد 944 - الأربعاء 06 أبريل 2005م الموافق 26 صفر 1426هـ

الأم والطفل ثروة حقيقية للمجتمع

في يوم الصحة العالمي:

في الكثير من بلدان إقليم شرق المتوسط، الذي يضم اثنتين وعشرين دولة، يمثل الحمل والولادة أحد الأسباب الرئيسية لوفيات النساء في سن الإنجاب، ووفيات الأطفال من دون سن الخامسة. وكان لزاما علينا أن نبحث عن تلك الأسباب وأن نتفاداها، فاخترنا عبارة "لا تبخسوا أما ولا طفلا مكانتهما في المجتمع"، لتكون شعارا ليوم الصحة العالمي لهذا العام، ولتعكس الواقع الذي نعيشه. فالحكومات جميعا، بما فيها حكومات إقليم شرق المتوسط والمجتمع الدولي بحاجة إلى وضع صحة الأمهات والأطفال على رأس الأولويات، إذ حينما تزدهر حياة الأمهات، تزدهر حياة الأطفال، وحينما تزدهر حياة الأمهات والأطفال معا... تزدهر المجتمعات. إن النساء يضطلعن بدور حيوي في مجالي التوعية والوقاية الصحية، لكونهن المسئولات عن حفظ صحة أسرهن وتعزيزها. فالمرأة هي التي تقوم على اختيار نوعية الأطعمة لأسرتها وتجهيزها بما يتلاءم مع المعايـير الصحية، وهي التي توعي أفراد أسرتها فيما يتعلق بالنظافة الصحية والتخلص من النفايات الصلبة، وهي التي تقرر ما إذا كانت هي أو أي فرد من أفراد الأسرة في حاجة إلى معونة صحية. ومن الأهمية بمكان أن تحظى النساء بفرص التعليم، والحصول على الموارد، والمشاركة في اتخاذ القرار، وذلك لتمكينهن من الوفاء بالخدمات التي يقدمنها والتي لا تقدر بثمن. والواقع أن الحصول على قسط لا بأس به من التعليم، هو العامل الأكثر تأثيرا في خفض وفيات الأطفال. فالتعليم يؤدي إلى تمتع النساء بدرجة أعلى من القدرة على إدارة شئون الأسرة، وتوجهات أكثر نجاحا في التصدي للأمراض التي تصيب الأطفال، ومزيد من الوعي بالمخاطر التي تهدد الصحة والسلوكيات المعززة للصحة. وفي كل عام يموت ما يربو على ثلاثة وخمسين ألف امرأة من سكان إقليمنا، ومليون ونصف من الأطفال دون سن الخامسة، مع أنه يمكن تجنب ثلاثة أرباع الوفيات التي تقع خلال الشهر الأول، وما بين ثلاثين وأربعين بالمئة من وفيات الرضع. فمعظم هذه الوفيات تحدث بسبب عدد محدود من الأمراض التي يمكن توقيها وعلاجها، وذلك عن طريق تحسين صحة الأمهات، وضمان التغذية الكافية أثناء فترة الحمل، وتوفير التدبير العلاجي الملائم أثناء الولادة، والرعاية المناسبة للرضع، والمباعدة بين الولادات. إن المرأة الفقيرة ليس بمقدورها الحصول على فرص تعليم كتلك التـي تحظـى بهـا أترابهـا الموسـرات، ومـن ثـم لا تتوافر لها المعرفة التي تلزمها للوفاء بالاحتياجات الصحية لها ولأسرتها. فهي قد لا تدرك أهمية التطعيم وتأثيره على أطفالها. وقد لا تتفهم المخاطر الصحية التي تنجم عن التخلص من المخلفات بطرق غير ملائمة، وقد لا تستطيع تدبير الاحتياجات التغذوية لأسرتها. وما لم تتوافر المعرفة والموارد اللازمة لضمان الصحة والقوة، وبالتالي الانتاجية لأسرتها، تقع هذه الأسرة في اسار حلقة آثمة من الفقر، وتكون بحاجة ماسة إلى تدخلات خارجية لكسر هذه الحلقة. وهناك حاجة ماسة للدعم من قبل القيادة السياسية والتقنية، وتوفير الموارد المالية، التي أثبتت جدواها لكل أم وطفل. ومن ثـم، فلابد من تضافر الجهود المكثفة لتوظيف وتدريب ونشر الأعداد الكافية من مقدمي الرعاية الصحية الماهرين. ولابد أن نذكر هنا أن عملية تحسين صحة الأمهات والأطفال في منطقتنا واجهت الكثير من التحديات، ومن أهمها الظروف القاسية التي رافقت الصراعات في بعض بلدان الإقليم، وأثـرت بشكل كبير على صحة السكان، ولاسيما المجموعات الأكثر تعرضا للخطر، وهم الأطفال والنساء. إن يوم الصحة العالمي يمثل فرصة لاستنهاض الجهود، وحث الحكومات الوطنية والوكالات الدولية والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص والإعلام والمجموعات المجتمعية، على اتخاذ خطوات لوضع وتنفيذ الأنشطة التي تهدف إلى إنقاذ حياة الأمهات والأطفال، وتحسين صحتهم فهؤلاء هم الذين يمثلون الثروة الحقيقية لكل مجتمع. * المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، في رسالته بمناسبة يوم الصحة العالمي, في السابع من أبريل/ نيسان

العدد 944 - الأربعاء 06 أبريل 2005م الموافق 26 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً