العدد 945 - الخميس 07 أبريل 2005م الموافق 27 صفر 1426هـ

حينما تفيض الذاكرة بقصص الكفاح ووراثة النجاح

البحرين كانت وطنهم الثاني

الطموحات، صغيرة كانت أو كبيرة، لا يحدها مكان ولا تعيقها جغرافية الحدود، وتحقيقها لا يتطلب سوى ذلك العزم الذي يعرفه من يريد ان يحقق ما يريد. "الوسط" تجولت مع ذكريات عدد من الذين قدموا الى البحرين منذ سنوات طويلة واصبحوا جزءا منها. انهم بايجاز استطاعوا تجاوز معظم الصعاب لبناء حياتهم عليها.


الجد يورث النجاح...

بداية يتذكر الحفيد علي أكبر جواجي: جاء جدي للعمل في الخليج العام 1916وذلك عندما أخبره صديقه رجب أن هناك فرصة عمل تستحق أن يتغرب من أجلها، وكانت هذه الفرصة، العمل في محل لبيع الأقمشة. وفعلا وصل إلى البحرين، إلا أن طموحه الكبير لم يكن يستوعبه ذلك العمل البسيط،إضافة إلى تخطيطه الدائم والذي كان يشغل جزءا كبيرا من فكره وهو تهيئة مستقبل واعد لأبنائه. ولن يتم ذلك إلا بالاستقلالية... وفعلا تم له ذلك. وأستقل جده بمشروعه، وفتح له متجرا خاصا به لبيع الأقمشة. وبعد أن توفاه الله تعالى توارث هذا المحل أبناؤه من بعده. ويضيف علي أكبر: أنه بفضل الله أصبح هذا المشروع بداية لتعليمنا في الجامعات الهندية، وامتلكنا منزلا خاصا بنا في فريق الفاضل بالمنامة وآخر في منطقة راجستان بالهند. ولكن هذا النجاح كان ثمنه باهضا وأقل ما فيه السهر والمشقة والعمل لساعات طوال.


فشل الزمن ونجح الهاتف

أما قصة النجاح الأخرى فكانت مع عبدالرشيد محي الدين الذي يبلغ من العمر 28 عاما، قال: - أملك محلا لبيع الساعات والهواتف في سوق المنامة. وبدأت الفكرة تراودني بعد مضي 6 سنوات من وصولي إلى البحرين. وبحق أعتبر مقدمي لهذه البلاد مفتاح نجاحات متعددة. فبعد عملي لسنوات تجاوزت الـ 6 سنوات في وظيفة محددة، استطعت خلالها تكوين مبلغ معقول، قمت بفتح مشروعي التجاري الأول الذي ما لبث أن تعثر في قسم مهم منه وهو تجارة الساعات. ولكن هذا الفشل زادني إصرارا فوق إصرار، فقمت بإضافة نشاط آخر وهو تجارة الهواتف، التي نجحت بفضل الله تعالى نجاحا كبيرا، وأعمل حاليا على فتح فرع آخر لهذا المشروع.


التعليم... مشروعي الخاص

واسترجع حسين ملا الذي يبلغ من العمر ستين عاما ذكرياته: - إن نجاح عائلتي في تجارة الملابس يعود إلى عمل جاد أستغرق أكثر من خمسين عاما، وذلك عندما كان جدي الأكبر حجي ملا بخش يملك محلا لخياطة الملابس في البحرين. وبعد وفاته ورثت منه هذه المهنة والمحل التجاري. وبعد عمل طويل ساهمت فيه بتطوير هذا المشروع أصبح يحقق لي إيرادات ممتازة، ساهمت بشكل رئيسي في تعليم أبنائي ووصولهم جميعا إلى مراحل الدراسات العليا وتمكنهم من شغل وظائف مرموقة في المجالين الطبي والمهني. وكذلك وصلت ثمرات هذا النجاح إلى زوجتي التي تعمل حاليا معلمة في المدرسة الباكستانية. هذه النجاحات جعلتني مؤهلا ولله الحمد لتملك منزل كبير في باكستان، إضافة إلى سيارتي التي استعملها في البحرين. كذلك سافرت إلى معظم دول الخليج. ومازلنا نتوارث النجاح بفضل الله ثم بفضل العمل والمثابرة والجهود الجبارة.


أعيش مع زوجي

شرفة امرأة من بنغلاديش، تعيش قصة نجاح مختلفة... تقول: - عندما قدمت إلى البحرين عملت أولا كخادمة في منزل أسرة بحرينية بنظام الراتب الشهري، ولكن أمنياتي لم تتحقق عند هذا الحد، وخصوصا عندما تعرفت على بعض من الخادمات في المنطقة التي أعمل فيها وبعضهن من بلدي. إذ قمن بتزويدي بحصيلة خبراتهم الطويلة التي سبقتني بسنوات. فاستقلت من العمل لدى كفيلي بعد ان تعرفت على شاب من بلدي هنا في البحرين وتزوجته. وأنا الآن أعيش حياة مستقرة في منزل بالإيجار، وأعمل حاليا في خدمة المنازل بنظام الساعات، لأن مردوده أعلى وأنا صاحبة الكلمة فيه، وكذلك تحسن وضع أسرتي أيضا في بنغلاديش. وهذا كله أعتبره نجاحا يكفيني في هذه المرحلة.


أحضرت جميع إخواني

تقول ماري، تلك المرأة الآسيوية، العصامية، انها جاءت إلى البحرين منذ نحو 13 عاما، حينما تمكن أخوها الذي سبقها إلى البلاد من ترتيب وظيفة لها باعتبارها خادمة في منزل أسرة بحرينية. ولكن هذه الأسرة لم تتمكن من دفع راتبها القليل جدا. فسمح لها رب الأسرة حينها بالبحث عن عمل آخر. وهنا بـدأت رحلة الجد ومحاولة الاستفادة من هذه الفرصة. تقول: ذهبت للعمل كمروجة لبضائع في المجمعات التجارية حتى استطعت من خلال هذا العمل الشاق والذي كان يتطلب مني الانتقال كثيرا من موقع إلى آخر، وكذلك الوقوف على قدمي لساعات طوال، ترتيب إقامة أخرى وعمل آخر. وكذلك تغيير مهنتي في الأوراق الرسمية من خادمة إلى عاملة في مجال التسويق، وزاد راتبي إلى 3 أضعاف على ما كنت عليه. واليوم وبعد هذه السنوات أمتلك قطعتي أرض في بلادي ويدرس أبني الوحيد حاليا علوم الكمبيوتر في جامعة مرموقة واستطعت إحضار 6 من إخواني ودفع كامل كلف إحضارهم. هذه الإنجازات تطلبت جهدا كبيرا لا يعرف أبدا الراحة والدعة

العدد 945 - الخميس 07 أبريل 2005م الموافق 27 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً