قال نائب رئيسة الجامعة للبرامج الأكاديمية والبحث العلمي محمد حسن السيد ان "التوجهات الحالية تريد خفض موازنة الجامعة نحو ثلاثة ملايين دينار للعام 2006 والأعوام الآتية، مشيرا الى حجم العواقب الكارثية على مجمل العملية الأكاديمية في الجامعة، والتي سيكون البحث العلمي من أول ضحاياها".
جاء ذلك خلال افتتاح عمادة البحث العلمي بجامعة البحرين معرض ومؤتمر البحث العلمي السنوي الأول، بدعم من شركة نفط البحرين "بابكو"، وذلك تحت رعاية رئيسة الجامعة مريم بنت حسن آل خليفة، وبحضور نواب الرئيسة والعمداء ورؤساء الاقسام والهيئة الاكاديمية وبمشاركة طلبة كلية الهندسة والعلوم. وعلى هامش حفل الافتتاح عرضت ملخصات للأبحاث المنجزة في كليات الجامعة قدمها رؤساء اللجان البحثية في الكليات. كما اقيمت الفعالية في الفترة من 18 - 19 ابريل/ نيسان 2005م في القاعة "47" وبهو الادارة في مقر الجامعة بالصخير.
وأكد السيد في كلمته الافتتاحية قائلا: اذا كانت عمادة البحث العلمي تدشن بهذا النشاط العلمي باكورة انطلاقتها في خطتها القادمة، فإن هذا المؤتمر يأتي في وقته المناسب تماما، لان الجامعة تقوم حاليا بالعمل على وضع خطتها الاستراتيجية وبلورة رؤيتها ورسالتها وأهدافها، إذ شكلت لذلك لجانا على مستوى الجامعة والكليات. ولاشك في أن هذا المؤتمر بما سيناقش فيه من افكار، سيمثل رافدا لتشكيل رؤية الجامعة لواقع البحث العلمي ومعوقاته وسبل النهوض به.
وقال: ان قضية تفريغ المشروعات والافكار من محتواها وتمييع خط سيرها، هي قضية تستوجب منا النظر والاهتمام. في العام 1995 انشئت عمادة البحث العلمي، وبعدها بسنة دشنت المراكز البحثية في الطاقة والبيئة وتقنية المعلومات. ولم يكن آنذاك الكثير من العمادات البحثية المماثلة في جامعات دول المنطقة، كما كانت هذه المبادرة تمثل رؤية استراتيجية لخلق قاعدة لمراكز تتميز في هذه المجالات الثلاثة، ولتكون قبلة للشركات والمؤسسات والوزارات بل ولدول المنطقة.
فماذا حصل؟ وانني هنا لا اقلل من دور المخلصين الذين حاولوا جهد طاقاتهم... ولكن ها نحن في سنة 2005 بعد عقد كامل نعيد النظر في جدوى وجود هذه المراكز في ظل الوضع الحالي الذي تعيشه الجامعة من أي نقص في الامكانات والموارد وتراجع في الموازنات في مقابل انثيال اعداد من الطلبة لا قبل لنا بها. وعليه فانني ادعو ان نضع هذا التجارب السابقة في الحسبان ونحن نخطط لمستقبل البحث العلمي في الجامعة.
واضاف: في خلال الخمس السنوات الماضية نشر اساتذة جامعة البحرين 1348 بحثا منها 775 بحثا نشر في مجلة علمية محكمة و573 بحثا في مؤتمر عالمي. وهنا اطرح الأسئلة الآتية: يا ترى ما مصير هذه الابحاث؟ وكم منها وجد طريقه الى التنفيذ؟ ومن استفاد منها؟ وبأي روحية كانت تعمل هذه الابحاث؟ ولأي غاية وهدف؟ وماذا كان دورها في تنمية الجامعة والمجتمع؟
ورأى السيد ان من أكبر العوائق التي ستعترض طريق البحث العلمي في الجامعة هي مشكلة التمويل. ان نحو 70 ألف دينار التي تنفقها الجامعة في دعم البحث العلمي ليس كافيا، ولكن هذا هو كل ما في طاقة الجامعة في الوقت الراهن.
وقال: "وفي ظل التوجهات الحالية التي تريد خفض موازنة الجامعة نحو 3 ملايين دينار للعام 2006م والاعوام الآتية، ولكم ان تتصوروا حجم العواقب الكارثية على مجمل العملية الاكاديمية في الجامعة، والتي سيكون البحث العلمي من اول ضحاياها. إذا، في ظل هذا الوضع، يجب على عمادة البحث العلمي ان تفكر في مصادر بديلة للتمويل... لابد من الانفتاح على المجتمع، لابد من كسب ثقة الشركات والمؤسسات والوزارات في المملكة، لكي تدعم البحث العلمي وخصوصا الموجه لحل مشكلات الصناعة والمجتمع بدلا من التوجه الى بيوت الخبرة العالمية".
ومن جهته، أوضح عميد البحث العلمي عبدعلي محمد حسن في كلمته قائلا: ان عمادة البحث العلمي، بالتعاون مع كل كليات الجامعة والمراكز والدوائر فيها، قد تبنت استراتيجية جديدة للبحث العلمي، تؤكد تشجيع البحث العلمي المتميز ودعمه. وهي تسعى الى تحقيق تواصل فعال مع كل الجهات المعنية التي يعنيها امر البحث العلمي للمساهمة فيه والاستفادة من نتائجه.
ويشار الى ان عمادة البحث العلمي بالجامعة تسعى الى أن تكون مركزا رياديا في مجال البحث العلمي، يسهم في تحقيق التنمية، ويرسخ علاقة الجامعة بالمجتمع، ويستثمر المواهب والقدرات والامكانات العلمية واننا في عمادة البحث العلمي نستهدف تيسير عمليات البحث والنشر العلمي لأعضاء هيئة التدريس بمختلف كليات الجامعة ومراكزها، وجذب البحوث العلمية التعاقدية
العدد 956 - الإثنين 18 أبريل 2005م الموافق 09 ربيع الاول 1426هـ