العدد 956 - الإثنين 18 أبريل 2005م الموافق 09 ربيع الاول 1426هـ

الدخلاء يسيئون إلى مفهوم "السياحة"... والجهة المختصة لا تملك الصلاحيات

رجال الأعمال ينتظرون تسهيل إجراءات الاستثمار السياحي

على رغم أن السياحة تعتبر من أهم المصادر الحيوية للدخل القومي في مختلف بلدان العالم بالنظر إلى قدرة هذا القطاع على اجتذاب الاستثمارات الأجنبية وفتح آفاق للاستثمار وتنشيط القطاعات الأخرى، فإن واقع السياحة في البحرين يحتاج إلى التوقف عنده. إذ نحتاج لطرح الكثير من الأسئلة التي تحيط بهذا القطاع ومدى قدرته على الإسهام في الناتج المحلي وخلق فرص عمل، والأكثر من اين بدأنا وإلى أين وصلنا الآن؟ الكثير من الآراء تجد أن السياحة في البحرين على رغم أهميتها فإنها لم تحتل أولوية في استراتيجيات الحكومة، بل يجمع الكثيرون على أن هذا القطاع على رغم أهميته بات يخضع لتوجهات متضاربة من جهات مختلفة تحدثت في كل شيء الا مصلحته.

البعض ذهب إلى إلقاء اللوم على عدم وجود جهة مستقلة تعنى بالشأن السياحي. والبعض الآخر علل ضعف صناعة السياحة بعدم وجود بنية سياحية قادرة على استقطاب الاستثمارات السياحية سواء من داخل البحرين أو من خارجها، والأكثر غياب الوعي لدى الناس بأهمية قطاع السياحة نتيجة ممارسات حصرت السياحة في انماط لا تبدو مقبولة لدى مختلف شرائح الشعب البحريني.


قطاع الفندقة

في تقرير صدر عن وزارة المالية والاقتصاد الوطني أوضح أن نسبة مساهمة قطاع الفنادق والمطاعم التي تعتبر أهم روافد القطاع السياحي في الناتج المحلي الاجمالي في العام 2003 وصل إلى 64 مليون دينار بحريني أي ما نسبته 2,1 في المئة من الناتج المحلي بعدما كان وصل خلال العام 2002 إلى 65 مليون دينار بحريني.

أما وزير الاعلام السابق نبيل الحمر فقد أشار في تصريح صدر العام الماضي إلى أن البحرين استقبلت 5 ملايين زائر خلال العام 2004 انفقوا ما يصل إلى 265 مليون دينار في مرافق متعددة في البلاد.

أما في عطلة عيد الاضحى المبارك في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي فقد أوضح تقرير صدر عن إدارة السياحة في وزارة الإعلام أن نسبة اشغال الفنادق خلال عطلة عيد الاضحى تراوحت بين 72 و90 في المئة بالنسبة إلى فنادق الـ 5 نجوم. فيما تراوحت بالنسبة إلى فنادق الـ 4 نجوم بين 71 و87 في المئة. أما فنادق فئة النجمتين و3 نجوم فقد تراوحت بين 57 و72 في المئة طيلة أيام العيد.

لكن هل هذه الارقام تعكس واقع الحال بالنسبة إلى الفنادق فعلا؟

- العضو المنتدب لشركة فنادق البحرين محمد بوزيزي يرى أن السياحة بمفهومها الشامل في طريقها للاندثار في البحرين نتيجة عدم وجود آلية لتطوير صناعة السياحة والسفر في ظل غياب هيئة مستقلة قادرة على النهوض بهذا القطاع.

أين الخلل فيما يحدث في قطاع السياحة الآن؟ هل الخلل في الجهة المشرفة على قطاع السياحة أم أن الخلل في الممارسات التي حدثت في السنوات الأخيرة والتي حصرت السياحة في مفاهيم ضيقة لم تشجع على الاهتمام بهذا القطاع حتى من قبل الناس؟

- يقول بوزيزي: "الخلل الأساسي في الجهة المشرفة على هذا القطاع. وكل قطاع يحتاج إلى قيادة قوية لكي يحقق النجاح. حتى الآن قطاع السياحة لم يعط الأولوية لكي يأخذ موقعه الصحيح باعتباره أحد مصادر الدخل القومي. الأداء الضعيف من قبل الجهة المشرفة على هذا القطاع وغياب الكوادر والكفاءات المدربة للتعامل معه أفقدت هذا القطاع ميزة التطور لتحسين الأداء".

ويضيف: "صناعة السياحة تعاني من ضعف كبير في الاداء نتيجة افتقارها أيضا لعنصري التسويق والترويج للبحرين الذين باتا أمرين غير موجودين مقارنة بالدول المجاورة التي قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال وعلى مستوى عالمي. كما أن المقومات القليلة التي كانت متوافرة لدينا في السابق بدأت تتلاشى من دون أن يتم استحداث مقومات حديثة لجذب السياحة. هذا ناتج عن قلة الاهتمام بهذا القطاع".

فيما يرى بوزيزي أن الاستثمار في المجالات السياحية محاط بالكثير من المعوقات نتيجة عدم وجود نظام يحمي هذه الاستثمارات في ظل غياب وجود استراتيجية محددة.

يقول بوزيزي: "الاستثمار في المجال السياحي في البحرين محاط بالكثير من المعوقات. فلا يوجد نظام يحمي هذا القطاع ولا توجد استراتيجية محددة يتم على اساسها اتخاذ القرارات بالنسبة إلى هذا القطاع. العملية اقرب ما تكون إلى تضارب آراء أفراد، وهذا ما ينعكس على القرارات التي تتخذ من قبل إدارة السياحة ازاء هذا القطاع".

ويضيف: "كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن استحداث نظام تصنيف الاراضي بحسب المشروعات التي تقام عليها بحيث يتم تحديد المواقع المخصصة لاقامة المشروعات السياحية. بلاشك فإن هذه الخطوة ستخدم القطاع والراغبين بالاستثمار السياحي خصوصا. نأمل أن تجد هذه الخطوة طريقها إلى النور وأن يتم تطبيقها لأن وجود مناطق مخصصة للمشروعات السياحية يضع أمام المستثمر الكثير من التسهيلات".

لكن في السنوات الاخيرة، برزت الكثير من الآراء من مختلف الجهات سواء بعض النواب في البرلمان أو الناشطين السياسيين هاجمت قطاع السياحة إلى الحد الذي رأى فيه الكثير من المستثمرين أن مثل هذه الآراء تضر بالقطاع السياحي. كيف يرى محمد بوزيزي احد المخضرمين في هذه الصناعة مثل هذه الآراء والآراء المقابلة؟

- يقول بوزيزي: "لسنا معصومين من الخطأ والأخطاء أمر وارد في أي قطاع. لكن كيف يتم التعامل مع هذه الأخطاء؟ إذا كان هناك فندق أو وكالة سياحية أخطأت التصرف ولم تتقيد بالقوانين أو ذهبت إلى ممارسات غير مقبولة، هذا لا يعني أن ينفذ العقاب على القطاع ككل".

ويضيف: "هناك مشكلة حقيقية يواجهها قطاع السياحة في البحرين وهي أن هناك الكثير من الدخلاء الذين يعملون في القطاع السياحي. وبحكم عدم وجود توجهات معينة من هيئة سياحية تشرف بشكل مباشر على هذا القطاع نجد أن الكثير من الممارسات جاءت من قبل أفراد دخلاء على القطاع. هذه الممارسات لم تخدم القطاع بل على العكس أضرت بسمعة البحرين السياحية. والأكثر أن هناك الكثير من وجهات النظر والآراء التي تتناول موضوع السياحة سواء من بعض النواب أو الصحافة نجدها تصريحات غير مسئولة وأضرت أكثر مما نفعت بل على العكس اوجدت حالا من الاحباط لدى أية جهة تنوي الاستثمار في قطاع السياحة في البحرين".

ويزيد بالقول: "يجب ألا نستخف بأهمية هذا القطاع بالنسبة إلى مصادر الدخل للمملكة. فتوافر بنية سياحية قوية من شأنه أن يجذب الاستثمارات الاجنبية للبلاد واي مستثمر اجنبي يفضل الاستثمار في بلد ناجح سياحيا بغض النظر عن نوعية الاستثمار الذي يرغب به. كذلك وجود قطاع سياحي ناجح يوفر مصادر مالية لا يستهان بها للبلاد إلى جانب فرص العمل التي تتوافر للايدي العاملة المحلية من خلال هذا القطاع. استهلاك الفنادق أو المرافق السياحية الموجودة في البلاد يوفر مصادر دخل تنفق داخل البلد. فلو اخذنا على سبيل المثال نسبة الانفاق الفنادق من مختلف الفئات، فسنجدها مرتفعة سواء من خلال حجم المشتريات أو من خلال اعمال التجديد والصيانة التي تخضع لها والمعدات التي يتم شراؤها. هذا الانفاق يسهم في استفادة قطاعات اخرى في البلاد وهذا عامل مؤثر في الاقتصاد".

لكن الانماط السياحية التي سادت في البلاد طيلة الأعوام العشرة الماضية اساءت إلى النظرة العامة إلى السياحة في البحرين بل حصرتها في مفاهيم ضيقة باتت المرادف لكلمة سياحة.

في هذا الصدد يقول بوزيزي: "لا نبرر للدخلاء والاشخاص الذين أخطأوا وأساءوا إساءة كبيرة للسياحة. وهؤلاء يجب أن يعاقبوا لا ان نهمل هذا القطاع أو نصدر قرارات تعاقب قطاع السياحة نتيجة اخطاء جاءت من دخلاء".

الحديث عن انماط سياحية مرفوضة تقودنا إلى السؤال عن السياحة التي نريدها في البحرين: أليست هذه الانماط موجودة في دول كثيرة في العالم، لكنها لا تعتبر عامل الاستقطاب الاول للسياحة فيها إذ يتم الاهتمام بالآثار وتوفير مرافق ومنتجعات سياحية، لكنها في البحرين طغت على مفهوم كامل على الأقل خلال السنوات العشر الماضية؟ أليس هذا ما حدث؟

اخذ محدثي نفسا عميقا قبل أن يجيب بالقول "اذا وضعنا نظاما وقانونا بنصوص واضحة مبنية على استراتيجية مرسومة لهذا القطاع فمن لديه اعتراض له الحق بالذهاب إلى الجهة المعنية ومناقشتها في هذا النظام والقوانين التي بنيت عليه، وهذا غير موجود حاليا".

هل تعتقد أن الجهات المشرفة على قطاع السياحة جاملت بعض الاطراف في السلطة التشريعية واصدرت قرارات لم تراع مصلحة هذا القطاع أو مدى الاضرار التي لحقت بهذا القطاع؟ دعنا نسأل بصراحة من يجرؤ الان على تنظيم حفلات غنائية جماهيرية في البحرين؟

- يقول: "هذا الامر ناتج عن عدم وجود موقف محدد من السياحة واحتياجاتنا من هذا القطاع. لا نريد أن نبتعد كثيرا فلو عدنا إلى أيام الاعياد وما شهدته الفنادق من تدن في نسبة الاقبال عليها وخصوصا من فئة الخمسة نجوم. أليس هذا الامر ناتجا عن عدم وجود برامج سياحية مشجعة على قضاء العطلات في البحرين؟ الاقبال الذي تشهده الدول المجاورة التي بدأت بعدنا بأعوام طويلة في تطوير قطاع السياحة أصبحت الآن في مستوانا ما قبل 10 اعوام. في حين عدنا نحن إلى مستوى هذه الدول في القدرة على جذب السياحة إلى ما قبل 15 عاما. هذا الامر محبط لكل الاطراف".

تخبط في القرارات الادارية والاشرافية وتضارب في الآراء وقطاع مرهون بأمزجة اشخاص، لكن بالمقابل ألا تعتقد أن فنادق الدرجة الثانية والثالثة اساءت إلى فنادق الدرجة الأولى؟

- يقول بوزيزي: "لا نستطيع أن نعمم. نعم بعضها اساء بشكل كبير لانفسهم ومن ثم للقطاع بشكل عام، لكن التعامل مع هذه الاساءة تم تعميمها على الجميع".

لكن هل السياحة في البحرين هي فنادق فقط؟ من الواضح أن الكثيرين يظنون ذلك وكلما جرى الحديث عن السياحة فلا احد يتحدث الا عن الفنادق. اين الاثار؟ اين المواقع الاثرية التي تجذب السياح؟ هناك مفارقة كبيرة عندما تملك البحرين مواقع اثرية تعود لآلاف السنين قبل الميلاد في حين أن الحديث عن السياحة لا يقتصر إلا على الفنادق. ألا تعتقد ان الاهمال الكبير لآثار البحرين والمواقع الاثرية المتميزة في البحرين أثر بشكل سلبي على موقع البحرين على خريطة السياحة في منطقة الشرق الاوسط على الأقل؟

- يقول بوزيزي: "الآثار بدورها قادرة على جذب نوع خاص من الرواد المهتمين بالآثار ولكن بلا شك انها عامل مؤثر في جذب السياحة للمملكة وهي قادرة على الاسهام بشكل فعال على استقطاب الافواج السياحية. والآثار في البحرين لم يروج لها كما تستحق. وهي في طي النسيان".


السياحة الداخلية

باتت بعض الدول المجاورة مقصدا للعائلات البحرينية عند كل إجازة رسمية. معظم هذه العائلات تقصد هذه الدول بهدف زيارة الاماكن الترفيهية والاستمتاع بشواطئها والتسوق. وعلى رغم صعوبة تحديد حجم إنفاق هذه العائلات في الدول المجاورة فإنه لا يمكن إغفال أن هناك مبالغ طائلة تتدفق أسبوعيا إلى خارج البحرين. أليس هذا الأمر ناتجا عن تردي السياحة الداخلية في البحرين؟

- يقول بوزيزي: "لا نستطيع لوم الناس على ذهابهم إلى دول اخرى ونحن لا نملك بنى تحتية للسياحة الداخلية. الناس أصيبت بالملل من مجمع السيف - الذي هو أصلا مجمع للتسوق - وباتت تريد الذهاب إلى أماكن حيث تستمع بالشواطئ والخدمات السياحية المختلفة وهذا غير موجود على الإطلاق في البحرين. كما أن الكثير من رجال الاعمال لا يستطيعون الاستثمار في المجال السياحي لأنهم في حال خوف نتيجة القرارات المختلفة التي تصدر بين الحين والآخر ولا اعتقد أن هناك من يريد أن يضع مبلغا كبيرا في مشروع قد ينتهي بين ليلة وضحاها نتيجة قرار سريع".

لكن هل يمكن إصلاح قطاع السياحة أو بالاحرى التصالح مع السياحة؟ لقد تحدثنا عن اهمال في الآثار وغياب الاماكن الترفيهية والمنتجعات السياحية والمتنزهات العامة والأكثر غياب واضح في آلية القرار الذي يصنع السياحة...

- يجيب بوزيزي: "في اعتقادي يجب أن تكون هناك هيئة مستقلة للسياحة تضم ممثلين للقطاعين العام والخاص بحيث تكون قادرة على التعامل مع الاحتياجات الفعلية للقطاع، وأيضا تكون مخولة بإصدار القرارات وتدارسها والاستعانة بخبرات أجنبية في مجال الاستشارات لمعرفة ما نحتاجه فعلا لهذا القطاع. فمهما قلنا إننا نملك من خبرة في مجال السياحة فإن هذا لا يقلل من أهمية الاستعانة بخبرات عالمية في هذا المجال".

ويضيف: "على رغم العوامل التي أثرت على قطاع السياحة فإن هذا لا يقلل من أهمية التطلع إلى تطوير القطاع. على رغم أن النشاط السياحي تقلص بشكل ملحوظ فإن البحرين مازالت تتمتع بسمعة طيبة اكتسبتها طيلة السنوات الماضية. فهناك الكثير من المزايا التي تجعل البحرين خيارا مفضلا لدى الكثير من السياح وعلى رأسها الترحيب والتواضع بين شعب البحرين ودماثة أخلاقه وكرمه مع الزوار".

كثرة الهجوم على الفنادق الدرجتين الرابعة والثالثة استدعت اتخاذ وجهات نظر مختلفة بشأن صناعة السياحة في البحرين. فلا يمكن أن نضع فنادق هذه الفئات في قفص الاتهام ونلقي كل اللوم عليها وخصوصا أن التعاطي مع حيثيات السياحية تشير بوضوح إلى خلل شامل لا يمكن تحميل الفنادق مسئوليته.

أحد مديري الفنادق من فئة 4 نجوم اعتبر أن العلاقة بين ادارة السياحة والفنادق لا تصل إلى مستوى الشراكة نحو الارتقاء بل هي اقرب ما تكون إلى جهة تتولى تنفيذ العقاب عند الخطأ من دون تقديم البدائل.

وقال محدثنا - الذي اشترط للحديث عدم ذكر اسمه او الفندق الذي يعمل فيه تجنبا لأي احراج مع الجهات المعنية - ان المشكلة الأساسية بالنسبة إلى القطاع السياحي هي عدم وجود جهة قوية وقادرة على قيادة هذا القطاع وتطويره.

الشكوى نفسها تتكرر ومحدثنا يقول بمزيد من التفصيل: "إن إدارة السياحة الموجودة الآن لا تملك صلاحيات كافية للنهوض بهذا القطاع كما أن علاقتها بالفنادق لا تبدو كعلاقة شراكة تهدف إلى تحقيق المصلحة العامة بقدر ما هي علاقة رقابية تمارس من قبل ادارة السياحة على فنادق 4 و3 نجوم. وبحكم عدم وجود نظام محدد تبنى عليه القرارات فكثيرا ما تتعرض بعض الفنادق إلى مخالفات نتيجة مزاجية المفتش السياحي".

ويضيف: "ندفع شهريا ما يصل إلى 5 في المئة من إيرادتنا للحكومة إلى جانب إيجار السجل التجاري الذي يصل إلى 6 آلاف دينار سنويا. في المقابل لا نتلقى أي دعم أو تطوير من قبل إدارة السياحة. كل يوم نصطدم بقرارات لا تتخذ على أساس المشاورة واخذ مصلحة قطاع الفندقة بالاعتبار. كل ما علينا هو التنفيذ".

ويزيد بالقول "لا توجد خطط تسويقية للبحرين. لقد شاركنا في عدة معارض سياحية أقيمت في بلدان مختلفة. كان الاقبال ضعيفا جدا لسبب منطقي هو قلة البرامج السياحية المتوافرة والمشجعة على زيارة البحرين. من المؤسف أن البحرين قبل 20 عاما كانت قادرة على صناعة السياحة بشكل أفضل مما هي عليه الآن".

بعض الممارسات التي سادت في السنوات الأخيرة جعلت من كلمة سياحة تنحصر في مراقص ليلية وممارسات اخرى أدت إلى حال من النفور حتى بين أوساط البحرينيين. وفنادق الدرجات الرابعة والثالثة والثانية تبدو هي الملام الرئيسي في تدني مستوى الخدمات واللهث وراء الكسب السريع دون مراعاة مصلحة القطاع.

يرد من فوره: "إن عدم وجود مقومات أخرى لجذب السياحة أدت إلى اعتماد شريحة كبرى من الفنادق على هذا النوع من السياحة. فأين المرافق السياحية؟ وأين الشواطئ؟ أين الأسواق الشعبية المشجعة؟ اين الاهتمام بالآثار؟ ماذا تقدم هذه الفنادق في ظل غياب كل هذه المقومات؟ أنا لا ابرر أية ممارسات خاطئة بقدر ما هي وسيلة للكسب السريع في ظل عدم وجود مقومات أخرى للجذب السياحي".

ويضيف: "اذا أردنا أن نتحدث عن ممارسات شاذة فلنكن أكثر واقعية. معظم دول العالم لديها هذه الممارسات، ولكن لديها في المقابل مقومات أخرى ولا تهمل حكوماتها قطاعا بأكمله وتترك الفرصة للاعتماد على هذه الممارسات للجذب السياحي. واذا اردنا ان نتحدث بصراحة ونبتعد عن دفن رؤوسنا كالنعام فنجد أن الدول التي تعتمد على هذه الممارسات في الجذب السياحي تقوم بتنظيمها وتقنينها وفقا لانظمة معينة على الأقل لا أن تترك كما هو الحال في البحرين الآن".

ويزيد بالقول: "لقد نجحت البحرين في تنظيم عدة فعاليات وعلى رأسها سباقات فورملا ،1 فلا تستطيع أن تنظم هذا القطاع وتضع له استراتيجية ونظما وقوانين تراعي مصالح جميع الاطراف بدلا من حال التخبط غير المسئولة التي تحدث الآن"

العدد 956 - الإثنين 18 أبريل 2005م الموافق 09 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً