أفادت تقارير إخبارية أمس أن الشعار الجديد الذي تتبناه منظمة التجارة العالمية ومفاده "البحث عن التجارة وليس المعونات" يلقي بمزيد من الضغوط علي المنظمة. وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في تقرير لها عن التحديات التي تواجه منظمة التجارة العالمية بعد مرور عقد على إنشائها إلى شدة حدة التنافس الذي تشهده أروقة المنظمة العالمية حاليا بين المرشحين لشغل منصب مديرها العام خلفا للتايلندي سوباتشي بانيتتشباكدي الذي تنتهي فترة ولايته رسميا في نهاية أغسطس/ آب المقبل وإن كانت المؤشرات ترجح كفة المرشح الفرنسي باسكال لامي الذي شغل من قبل منصب المفوض الأوروبي للشئون التجارية. وأضافت "بي بي سي" أن من سيشغل منصب مدير عام منظمة التجارة العالمية سيقع علي عاتقه عبء العمل على الخروج من مأزق فشل جولتي المفاوضات في الدوحة في الاتفاق على تأمين فتح الأسواق أمام الدول النامية والبدء في إدخال إصلاحات عدة على المنظمة التي يرى الكثيرون أنها أصبحت على شفا أزمة حقيقية.

وفي هذا الصدد نقلت "بي بي سي" عن الباحث بالمعهد الملكي البريطاني للشئون الدولية ريتشارد تارسوفسكسي قوله "إن الهوة مازالت واسعة بين مواقف الدول في المفاوضات الخاصة بالزراعة أو الدعم أو الخدمات أو غيرها كما أن المنظمة لم تنجح في تحقيق التوازن بشكل عام وملائم بين الدول الفقيرة والدول الغنية وانتقلت مسألة التجارة مع الدول النامية إلى الأجندة السياسية".

وخلص التقرير إلى أن المنظمة التي أنشئت قبل عشرة أعوام لوضع قواعد تحكم التجارة العالمية ولحل المنازعات التي تنشب في هذا المجال أثارت الكثير من الجدل حولها ولم تفلح في تهدئة التوترات بل كانت مستهدفة بالاحتجاجات من قبل الكثيرين من الدول غير الأعضاء. وقالت "بي بي سي" إنه على رغم إبرام المنظمة للكثير من الاتفاقات في مجالات شتى من التعريفات الزراعية إلى تلك الخاصة بصناعة النسيج إلى الملكية الفكرية، إلا أن العقد الماضي لم يكن عقدا هادئا لمنظمة التجارة العالمية التي أحيل إليها أكثر من ثلاثمئة نزاع تجاري تم حل بعضها بالتفاوض والبعض الآخر بالطرق القانونية فيما جاءت أكثر الشكاوى من الدول النامية التي ترى أنها لا تلقى معاملة عادلة في مجال فتح أسواق الدول المتقدمة أمامها