العدد 959 - الخميس 21 أبريل 2005م الموافق 12 ربيع الاول 1426هـ

الغريفي: "مكافحة الإرهاب" يهدد المشروع الإصلاحي

رافضا التدخل الرسمي في الأوقاف

انتقد السيدعبدالله الغريفي مساء أمس الخميس في خطبته بجامع الإمام الصادق في القفول مشروع قانون "مكافحة الإرهاب" الذي تقدمت به الحكومة لمجلس النواب بصفة مستعجلة، واعتبره "شكلا من أشكال الهيمنة الأمنية التي تهدد مشروع الإصلاح، وتضيق هامش الحريات العامة، وتحاول أن تقتحم مساحات هي من خصوصيات المواطنين". وفيما حذر من العواقب الوخيمة لإقرار القانون، قال الغريفي: "إن المكافحة الحقيقية للإرهاب هي بمزيد من العدالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومزيد من الاصلاح الجاد والمساواة ومحاربة التمييز والطائفية، ونشر الوعي الديني الذي يكرس مبادئ المحبة والتسامح والانفتاح".

وعلق على دعوة محافظ المنامة إلى تكوين فريق عمل من المآتم والمحافظة، بقوله: "في الوقت الذي نشكر الجهات الرسمية لدورها في حماية هذه الشعائر وتوفير الأجواء الجيدة لإقامتها، فإننا نرفض أية محاولة للإشراف الرسمي عليها، كونها شأنا مذهبيا خاصا، ينهض به أبناء الطائفة ضمن القانون ورعاية الأجواء العامة للبلاد".

وفي خط مواز طالب أن تبقى الأوقاف "بعيدة عن تدخل المؤسسة الرسمية، مهما كانت الذرائع والمبررات، وإن أية محاولة في هذا الاتجاه ستلقى رفضا شديدا" على حد تعبيره. وأضاف الغريفي: "لا عقدة عندنا بالنسبة إلى تنظيم الوضع الإداري للأوقاف، وقد تقدمنا بمشروعنا في هذا الصدد ولم نتلق ردا... ونحن نصر على أن يكون الإشراف الفقهي على الأوقاف لعلماء متخصصين في الشريعة يتم اختيارهم من خلال مداولات بين أبناء الطائفة".

قانون مكافحة الإرهاب يهدد مشروع الإصلاح ويضيق هامش الحريات

- السيدعبدالله الغريفي*

في سياق الحديث عن محاسبة النفس وبناء الذات تأتي مسألة ترويض النفس على الصبر والثبات والاستقامة كضرورة من أجل الحفاظ على هذه القيم في خط الطاعة التي تحتاج إلى الإرادة الصلبة والموقف الصامد. فما أكثر ما ينهزم الإنسان حينما تضعف إرادته وحينما يفقد قدرته على الصبر والثبات والاستقامة. فما أحوج الإنسان المؤمن إلى ترويض الإرادة وتصليب القدرة بشكل دائم ومستمر حتى يتمكن من أن يؤدي مسئولياته بنجاح.

الصبر والثبات في خط الطاعة

الطاعة بما تحمله من صعوبة ومشقة تفرض الحاجة إلى الصبر والثبات، وكم من الناس من ترك طاعة الله تعالى لأنه لا يملك إرادة الصبر والثبات، وكم من الناس من تخلى عن أداء الفرائض والواجبات لأنه فاقد الإرادة على الصبر والثبات، وكم من الناس لا يمارس المستحبات والمندوبات لأنها تكلفه عناء ومشقة... فالإنسان بحاجة إلى صبر وثبات وصمود في خط الطاعة والالتزام والانقياد لأوامر الله تعالى.

وإذا أردنا أن نستعين ببعض أمثلة من واجبات أو مستحبات، نذكر ما يأتي:

صلاة الفريضة

الناس في التعاطي مع فريضة الصلاة على أصناف:

أ- صنف متهاون بأداء الصلاة، وهذا الصنف أمره خطير، وعاقبته إن مات على هذا إلى عذاب وسعير.

قال الله تعالى: "كل نفس بما كسبت رهينة. إلا أصحاب اليمين. في جنات يتساءلون. عن المجرمين. ما سلككم في سقر. قالوا لم نك من المصلين. ولم نك نطعم المسكين. وكنا نخوض مع الخائضين. وكنا نكذب بيوم الدين. حتى أتانا اليقين. فما تنفعهم شفاعة الشافعين" "المدثر:38 - 48".

ب- صنف متهاون بأوقات الصلاة: وهذا مرتكب لمخالفة شرعية تعرضه لغضب الله تعالى وعقوباته إن بقي مصرا على ذلك. عن رسول الله "ص" قال: "لايزال الشيطان هائبا لابن آدم ذاعرا منه ما صلى الصلوات الخمس لوقتهن، فإذا ضيعهن اجترأ عليه فأدخله في العظائم".

وعنه "ص" قال: "لا ينال شفاعتي غدا من أخر المفروضة بعد وقتها" "يعني متعمدا وبلا عذر".

ج- صنف متهاون بأفعال الصلاة: قال الإمام الباقر "ع": "دخل رجل مسجدا فيه رسول الله "ص"، فخفف سجوده من دون ما ينبغي، ومن دون ما يكون من السجود، فقال رسول الله "ص": نقر كنقر الغراب، لو مات مات على غير دين محمد".

وعنه "ص" قال عند موته: "ليس مني من استخف بصلاته، لا يرد علي الحوض لا والله....".

د- صنف يصلي متثاقلا: "وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى" "النساء: 142"، "وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين" "البقرة: 45".

هـ- صنف يصلي صلاة الغافلين: "فويل للمصلين. الذين هم عن صلاتهم ساهون" "الماعون: 4 - 5"، "لا ينظر الله إلى صلاة لا يحضر الرجل فيها قلبه مع بدنه"، و"إن العبد ليقبل له من صلاته نصفها وثلثها وربعها، ولا يقبل إلا ما أحضر فيه قلبه، وإنما جعلت النوافل ليتم ما نقص من الفريضة"

و- صنف يصلي صلاة الخاشعين: "قد أفلح المؤمنون. الذين هم في صلاتهم خاشعون" "المؤمنون: 1 - 2". وعن رسول الله "ص" قال: "إذا صليت صلاة فريضة فصل لوقتها صلاة مودع يخاف ألا يعود".

وعنه "ص" قال: "من صلى ركعتين لم يحدث فيهما نفسه بشيء من الدنيا غفر الله له ما تقدم من ذنبه".

وسئل بعض الأكابر عن صلاته فقال: "إذا جاءت الصلاة أسبغت الوضوء، وأتيت الموضع الذي أريد الصلاة فيه فأقعد فيه حتى تجتمع جوارحي، ثم أقوم للصلاة فأجعل الكعبة بين حاجبي، والصراط تحت قدمي، والجنة عن يميني، والنار عن شمالي، وملك الموت ورائي، وأظنها آخر صلاتي، ثم أقوم بين الرجاء والخوف، وأكبر تكبيرا بتحنن، وأقرأ القرآن بترتيل، وأركع ركوعا بتواضع، وأسجد سجودا بتخشع، وأقعد على الورك اليسرى وأفرش ظهر قدمها وأنصب القدم اليمنى على الإبهام، واتبعها الإخلاص، ثم لا أدري أقبلت مني أم لا...؟".

هكذا تتعدد مراتب المصلين، وإن لدرجة الإيمان ودرجة الإخلاص، ودرجة البصيرة، ودرجة الإرادة، ودرجة الصبر، الأثر الكبير في تحديد مرتبة الصلاة ومرتبة المصلين. فمن الضروري أن نروض أنفسنا على الصلاة، وعلى آداب الصلاة، وعلى توفر الخشوع وحضور القلب في الصلاة، وعلى محاسبة الصلاة.

صلاة الليل

صلاة مندوبة مؤكدة تحدثت عنها آيات القرآن وتواترت في الحث عليها روايات السنة الصادرة عن رسول الله "ص" وعن الأئمة من أهل بيته عليهم أفضل صلوات الله، وعلى رغم ما لهذه الصلاة من العظمة والمكانة والثواب الكبير فإن الكثيرين من الناس محرومون من الاستفادة من فيوضاتها الربانية المباركة بسبب الذنوب والمعاصي، أو بسبب الإهمال والتهاون، أو بسبب الضعف والاسترخاء.

ومما يؤكد أن للذنوب أثرا في الحرمان من صلاة الليل ما جاء في بعض الروايات، فقد جاء رجل إلى أمير المؤمنين "ع" فقال: إني حرمت قيام الليل، فأجابه أمير المؤمنين "ع": "أنت رجل قد قيدتك ذنوبك".

وفي حديث آخر: "اتقوا الذنوب فإنها ممحقة للخيرات، إن العبد ليذنب الذنب فيمنع من قيام الليل". وفي حديث ثالث: "إن الرجل ليكذب الكذبة فيحرم بها صلاة الليل، فإذا حرم صلاة الليل حرم الرزق".

فما أسعد الإنسان حينما يحظى بشرف اللقاء مع الله تعالى في جوف الليل، وقد أثنى الله على عباد الليل والمتهجدين بالأسحار: "تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون، فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون" "السجدة: 16 - 17". "كانوا قليلا من الليل ما يهجعون، وبالأسحار هم يستغفرون" "الذاريات: 17 - 18". "أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما، يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه" "الزمر: 9"، "والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما" "الفرقان: 64"، "ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا" "الإسراء: 79". فما أشقى الإنسان الذي يقوده هوى أو ضعف أو استرخاء أو تهاون أو تفريط فيكون محروما من صلاة الليل ومن بركاتها الكبيرة.

وعن رسول الله "ص" قال: "إذا قام العبد من لذيذ مضجعه، والنعاس في عينيه ليرضي ربه تعالى بصلاة ليله، باهى الله تعالى به الملائكة، وقال: أما ترون عبدي هذا قد قام من لذيذ مضجعه لصلاة لم أفترضها عليه، اشهدوا أني غفرت له". وعنه "ص": "ركعتان يركعهما العبد في جوف الليل خير له من الدنيا وما فيها، ولولا أن أشق على أمتي لفرضتها عليهم".

وعنه "ص" قال: "صلاة الليل مرضاة الرب، وحب الملائكة، وسنة الأنبياء، ونور المعرفة، وأصل الإيمان، وراحة الأبدان، وكراهية الشيطان، وسلاح على الأعداء، وإجابة للدعاء، وقبول الأعمال، وبركة في الرزق، وشفيع بين صاحبها وبين ملك الموت، وسراج في قبره، وفراش تحت جنبه، وجواب مع منكر ونكير، ومؤنس وزائر في قبره إلى يوم القيامة".

وعن النوفلي قال: سمعت أمير المؤمنين يقول: "إن العبد ليقوم في الليل فيميل به النعاس يمينا وشمالا وقد وقع ذقنه على صدره، فيأمر الله تبارك وتعالى أبواب السماء فتفتح، ثم يقول للملائكة: انظروا إلى عبدي ما يصيبه في التقرب إلي بما لم أفترض عليه، راجيا مني لثلاث خصال: ذنبا أغفره له، أو توبة أجددها له، أو رزقا أزيده فيه، فأشهدكم ملائكتي أني قد جمعتهن له".

وأوحى الله إلى موسى "ع": "قم في ظلمة الليل، اجعل قبرك روضة من رياض الجنان".

وعن الإمام الصادق "ع" قال: "صلاة الليل تحسن الوجه، وتحسن الخلق، وتطيب الرزق، وتقضي الدين، وتذهب الهم، وتجلو البصر، عليكم بصلاة الليل فإنها سنة نبيكم ومطردة الداء عن أجسادكم".

وعنه "ع" قال: "من قال في وتره إذا أوتر: أستغفر الله وأتوب إليه سبعين مرة وهو قائم، فواظب على ذلك حتى مضى له سنة كتبه الله عنده من المستغفرين بالأسحار، ووجبت له المغفرة من الله عز وجل".

وقال رسول الله "ص": "إن العبد إذا تخلى في جوف الليل المظلم، وناجاه، أثبت الله النور في قلبه، فإذا قال: يا رب يارب، ناداه الجليل جل جلاله: لبيك عبدي سلني أعطك، وتوكل علي أكفك، ثم يقول جل جلاله لملائكته: يا ملائكتي انظروا إلى عبدي قد تخلى بي في جوف هذا الليل المظلم، والبطالون لاهون، والغافلون نيام، اشهدوا أني قد غفرت له".

النبوغ المبكر عند الشهيد السيدالصدر

من القصص التي تعبر عن نبوغه المبكر - بحسب ما جاء في كتاب "شهيد الأمة" - أنه لما بلغ العاشرة من عمره تجاذبه في داخل الأسرة اتجاهان: اتجاه يحثه على التوجه نحو الدراسة الحوزوية، وكانت والدته تتبنى هذا الاتجاه، واتجاه يرغبه في مستقبل يضمن فيه سعادة دنياه والعيش في رفاه ودعة بعيدا عن حياة الحوزة وما يكتنفها من فقر وفاقة، وكان يتبنى هذا الاتجاه المرحوم السيدمحمد الصدر، أحد شخصيات الأسرة الكبار، وكان رئيسا للوزراء ولمجلس النواب في حكومات متعاقبة في العراق.

أما السيدالصدر فقد حسم الموقف، إذ أضرب عن الطعام من دون إعلان، واكتفى من الطعام بقطعة صغيرة من الخبز يسد بها رمقه طوال الليل والنهار. وبعد أيام أحس الجميع بالإضراب الهادئ، فسألوه عن السبب، فأجاب الصدر ابن العاشرة من العمر: "إن الذي يستطيع أن يعيش على قطعة صغيرة من الخبز أياما عدة قادر على أن يستمر إلى آخر العمر كذلك، فأنا لا أخشى من الفقر ولا أخاف من الجوع...".

وهكذا استطاع أن يحدد خياره عن قناعة وإصرار واستعداد لتحمل كل الأتعاب والمعاناة، مادام هذا الخيار يمثل انخراطا في صفوف ورثة الأنبياء.

ومن مظاهر النبوغ المبكر عند السيدالصدر ما تحدث به أحد المعلمين في مدرسة منتدى النشر الابتدائية التي التحق بها السيدالصدر قبل أن يتفرغ للدراسة في الحوزة.

قال هذا المعلم وهو يتحدث عن السيدالصدر الطالب الصغير في مدرسة منتدى النشر: "أحببت أن أتعرف أكثر على هذا الطفل، وشاءت الصدف أن أنفرد بالسيد المدير فاستوضح منه عما كان يشغل تفكيري بشأن هذا الطفل، فأجابني: أرجو أن ترعاه كما يرعاه زملاؤك من الهيئة التدريسية، فقد سبق وأن أوصيتهم به خيرا لأنني أتوسم فيه أن يكون له مستقبل كبير باعث على التفاخر والاعتزاز بما يقوم به، والدرجة العلمية التي أترقب أنه سيصلها ويبلغها...".

وواصل هذا المعلم حديثه عن السيدالصدر قائلا: "وقد كان طفلا يحمل أحلام الرجال ويتحلى بوقار الشيوخ، وجدت فيه نبوغا عجيبا وذكاء مفرطا، يدفعانك إلى الاعتزاز به ويرغمانك على احترامه وتقديره، كما شاهدت كل المدرسين أيضا يكنون له هذا الاحترام وهذا التقدير.

لقد كان كل ما يدرس في هذه المدرسة من جميع العلوم دون مستواه العقلي والفكري... كان شغوفا بالقراءة، محبا لتوسيع دائرة معرفته، ساعيا بجهد إلى تنمية مداركه ومواهبه الفذة.

كان لا تقع عيناه على كتاب إلا وقرأه وفقه ما يحتويه في حين يعز فهمه على كثير ممن أنهوا المرحلة الثانوية.

ما طرق سمعه اسم كتاب في أدب أو علم أو اقتصاد أو تاريخ إلا وسعى إلى طلبه... كان يقرأ كل شيء. وقد حدثني أحد الزملاء ممن كان لديهم إلمام بالماركسية واطلاع على كثير من الكتب التي كتبت فيها قائلا لي: لقد جاءني يوما مبديا رغبته في أن يقرأ بعض الكتب الماركسية ونظرياتها ليطلع على مكنونات هذه النظرية، ترددت في بادئ الأمر في إرشاده إلى ذلك لأنه طفل، وخشيت أن تتشبع أفكاره بالماركسية ونظرياتها، وبعد إلحاح منه شديد، ولما كنت لا أحب رد طلبه، أرشدته إلى بعض المجلات والكتب المبسطة في كتابتها عن الماركسية وفي عرضها لها، وقد أخذت على عاتقي تهيئة ما تيسر لي من هذه المجلات والكتب وهي نادرة وعزيزة لأنها كانت آنذاك من الكتب المحرم بيعها في المكتبات. وبعد أن تسلمها مني تهلل وجهه فرحا ثم أعادها إلي بعد أن قرأها، مكررا طلبه أن أجد له كتبا أكثر موضوعية وأعمق شرحا وعرضا لآراء الماركسية. فهيأت له ما طلب، وكنت أظن أنه سوف لا يفقه منها شيئا، لأنني أنا نفسي على رغم مطالعتي الكثيرة في هذا الموضوع أجد أحيانا صعوبة في فهمها، وبعد مدة أسبوع واحد أعادها إلي وطلب غيرها".

وأضاف المدرس قائلا: "أحببت أن أعرف ما الذي استفاده هذا الطفل من قراءته لهذه الكتب، وإذا به يدخل في شرح الماركسية طولا وعرضا، فأخذت عن شرحه لها كل ما غمض علي معناه عند قراءتي لها... فعجبت لهذا الطفل المعجزة وهو لما يزل في المرحلة الثالثة من الدراسة الابتدائية. وقد زاد في اطمئناني - عندما راح يشرح لي - أنه كان يأتي على مناقشة كل رأي على حدة مناقشة العالم المتبحر في العلم، فاطمأننت أنه لم يتأثر بالماركسية مطلقا، وأنه كان يقرأها كناقد لا كدارس لها...". انتهى ما أوردناه من حديث أحد معلميه، وكما جاء في "شهيد الأمة".

ومن شواهد النبوغ عن السيدالصدر: أنه درس أكثر أبحاث السطح العالي بلا استاذ... وفي الحادية عشرة من عمره كتب رسالة في المنطق، ومنذ بلغ الحلم كان لا يقلد، إذ وجد في نفسه القدرة على الاجتهاد. ونواصل الحديث عن الشهيد الصدر في لقاء قادم إن شاء الله تعالى.

هموم محلية

هذه بعض هموم تتناول قضايا في ساحتنا المحلية:

بالنسبة إلى قانون مكافحة الإرهاب: إن هذا القانون المقدم من قبل الحكومة إلى مجلس النواب هو شكل جديد من أشكال الهيمنة الأمنية التي تهدد مشروع الإصلاح، وتضيق من هامش الحريات العامة، وتحاول أن تقتحم مساحات هي من خصوصيات المواطنين... إننا نحذر من العواقب الوخيمة لإقرار هذا القانون.

وأما المكافحة الحقيقية للإرهاب فبمزيد من العدالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومزيد من الإصلاح الجاد والفاعل، ومزيد من المساواة ومحاربة التمييز والطائفية، ومزيد من نشر الوعي الديني الأصيل الذي يكرس مبادئ المحبة والتقارب والتسامح والوئام والانفتاح والشفافية والحوار والتفاهم.

وقد قرأنا في الصحافة المحلية خبرا مفاده أن محافظ العاصمة - وفي حفل تكريمي لمسئولي مآتم العاصمة - دعا إلى تكوين فريق عمل يتشكل من ممثلين عن مآتم العاصمة، وأعضاء من المحافظة، ومن بعض الوزارات بهدف الإسهام في تطوير الخدمات المقدمة خلال موسم عاشوراء.

وتعقيبنا على هذا الخبر: انه في الوقت الذي نشكر للجهات الرسمية دورها في حماية هذه الشعائر، وتوفير الأجواء الجيدة لإقامتها، فإننا نرفض أية محاولة للإشراف الرسمي على مراسم عاشوراء؛ كون هذه المراسم شأنا مذهبيا خاصا، ينهض به أبناء الطائفة أنفسهم فيما هي مسئوليات الإشراف والإدارة والتنظيم ضمن القانون ورعاية الأجواء العامة للبلاد.

الشأن الفقهي للأوقاف

الشأن الفقهي للأوقاف يجب أن يبقى بعيدا عن تدخل المؤسسة الرسمية، فالخصوصيات المذهبية لا يسمح باقتحامها مهما كانت الذرائع والمبررات، وإن أية محاولة في هذا الاتجاه ستلقى رفضا شديدا من قبل علماء وأبناء المذهب... لا عقدة عندنا بالنسبة إلى تنظيم الوضع الإداري للأوقاف، وقد تقدمنا بمشروعنا في هذا الصدد، ولم نتلق أي رد... أما الشأن الفقهي في قضايا الوقف فهو محكوم لفتاوى فقهاء المذهب، ونحن نصر على أن يكون الإشراف الفقهي على الأوقاف لعلماء متخصصين في الشريعة، ويتم اختيارهم في داخل المذهب، ومن خلال مشاورات ومداولات خاصة بين أبناء الطائفة... وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

* عالم دين بارز ورمز اجتما

جمعيات تدشن عريضة إلكترونية على شبكة الإنترنت

فريق قانوني للرد على قانون "الإرهاب"

الوسط - أماني المسقطي

اتفقت الجمعيات الأعضاء في فريق المتابعة لمؤسسات المجتمع المدني الرافضة لتطبيق المشروع بقانون "مكافحة الإرهاب"، على تدشين عريضة إلكترونية على شبكة الإنترنت، وذلك بغرض جمع التوقيعات عليها من قبل المواطنين، إضافة إلى تشكيل فريق قانوني لكتابة مذكرة رد بشأن مشروع القانون سيتم توجيهه إلى الجماهير.

كما أصدر الفريق بيانا مشتركا أوضح فيه موقف الجمعيات الرافض للقانون، تم توجيهه للجمعيات التي ترغب في المشاركة بغرض دعوتها إلى التوقيع عليه، واتفق الأعضاء أيضا على تنظيم مهرجان خطابي خلال الأسبوع المقبل تشارك فيه مؤسسات المجتمع المدني، إضافة إلى توجيه خطابين يبينان موقف مؤسسات المجتمع المدني الرافض للقانون، أحدهما سيتم توجيهه لجلالة الملك، والآخر للمجلس الوطني بغرفتيه الشورى والنواب. ويضم فريق العمل ممثلين عن المنبر الديمقراطي التقدمي والعمل الوطني والبحرينية لحقوق الانسان والوفاق الوطني والاتحاد النسائي ونقابة الصحافيين "قيد التأسيس" والعمل الإسلامي.

بعد تشكيل فريق من الجمعيات لمتابعة المشروع... الموسوي:

تدشين عريضة إلكترونية ومهرجان لرفض قانون "الإرهاب"

الوسط - أماني المسقطي

أكد منسق فريق المتابعة لمؤسسات المجتمع المدني الرافضة لتطبيق المشروع بقانون "مكافحة الإرهاب" رضي الموسوي، أن فريق المتابعة اتفق على إصدار بيان مشترك يوضح فيه موقف الجمعيات الرافض للقانون، سيتم توجيهه للجمعيات التي ترغب في المشاركة بغرض دعوتها بالتوقيع عليه، والتي أكد أن عددها يزيد عن الستة عشر جمعية. مؤكدا أن فريق العمل بصدد تدشين عريضة إلكترونية على شبكة الانترنت، وذلك بغرض جمع التوقيعات عليها من قبل المواطنين، موضحا أنه لم يتم بعد الاتفاق بشأن صوغها النهائي والمسائل الإلكترونية الأخرى، لافتا إلى أنه من المتوقع أن يتم اتخاذ قرار في هذا الشأن خلال الاجتماع الذي سيعقده فريق المتابعة مساء يوم السبت المقبل.

وتشكل فريق العمل المذكور الذي يضم ممثلين عن ست جمعيات، هي المنبر الديمقراطي التقدمي والعمل الوطني الديمقراطي والجمعية البحرينية لحقوق الإنسان والوفاق الوطني الإسلامية والاتحاد النسائي ونقابة الصحافيين "قيد التأسيس" والعمل الإسلامي ، وذلك خلال الاجتماع الذي عقد مساء أمس الأول في مقر الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان، بدعوة من الجمعية نفسها، وحضره ممثلون عن 14 جمعية أهلية، في حين كانت الجمعية قد وجهت الدعوة إلى ثلاثين جمعية.

وأضاف الموسوي، أنه تم الاتفاق على تنظيم مهرجان خطابي خلال الأسبوع المقبل تدعا إليه مؤسسات المجتمع للمشاركة فيه، إضافة إلى توجيه خطابين يبينان موقف مؤسسات المجتمع المدني الرافض للقانون، أحدهما سيتم توجيهه إلى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والآخر إلى المجلس الوطني بغرفتيه الشورى والنواب، معلنا أيضا عن تشكيل فريق قانوني لكتابة مذكرة رد بشأن مشروع القانون سيتم توجيهها إلى الجماهير عموما.

وأشار أيضا إلى نية فريق المتابعة لتوجيه مراسلات تبين موقف الجمعيات من القانون إلى عدد من المؤسسات المعنية في الداخل والخارج، وترجمة البيان والمذكرة أيضا باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، وذلك لتوجيهها لجميع مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية في العالم، وفي مقدمتها منظمة العفو ولجنة الحقوق في الأمم المتحدة ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان والمنظمة العربية لحقوق الإنسان، مرجعا ذلك إلى خطورة ما يمثله المشروع، والذي ان تم الإصرار على تمريره في المجلس - وفقا للموسوي - سيقضي كل هامش أمل في الاصلاح ويقضي على المشروع الإصلاحي الذي دشنه جلالة الملك.

وتؤكد مسودة البيان التي اقترحتها جمعية العمل الوطني الديمقراطي، ان الجمعيات الموقعة على البيان ترفض مشروع قانون مكافحة الإرهاب المقدم من قبل الحكومة لمجلس النواب باعتباره خطوة تراجعية كبيرة عن الحريات العامة، بما فيها حرية الرأي والتعبير والتظاهر والاعتصام.

كما تم التأكيد أيضا على أن المشروع يؤسس لضرب المكتسبات التي حققها الشعب البحريني خلال الأعوام الأربعة الماضية فيما يتعلق بحرية الرأي والتعبير والحراك السياسي والاجتماعي الذي جاء على خلفية إعلان جلالة الملك عن مشروعه الإصلاحي، وأنه يؤسس كذلك لاحتقان سياسي واجتماعي نظرا إلى تعارضه مع أبسط الحقوق المشروعة لحرية الرأي والتعبير والحريات العامة التي نصت عليها مواد في الدستور وميثاق العمل الوطني والمواثيق والمعاهدات ذات الصلة بحقوق الإنسان.

واتفقت الجمعيات خلال الاجتماع المذكور على توجيه خطاب للملك يعلن موقف الجمعيات الرافضة للمشروع، ومناشدته سحب المشروع، عدا جمعية ميثاق العمل الوطني التي رفضت التوقيع على الخطاب، مبررة موقفها "بأن مخاطبة الملك تأتي كخطوة أخيرة بعد مخاطبة المجلس الوطني أولا باعتباره الجهة المعنية بالتشريع". كما رفضت الجمعيات الأربع "المقاطعة"، الوفاق والعمل الإسلامي والعمل الديمقراطي والتجمع القومي، التوقيع على الخطاب الذي اقترحت الجمعيات الأخرى توجيهه إلى المجلس الوطني

العدد 959 - الخميس 21 أبريل 2005م الموافق 12 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً