ولولا كثرة الباكين حولي. .. على قتلاهم لقتلت نفسي، هذا هو أحد أبيات الشاعرة العربية الخنساء ترثي فيه أخاها صخرا، الباكون من المواطنين على "البونس" السخيف كثر، لكن الباكين على امتهان كرامة المواطن البحريني أكثر، فمن غير المعقول كما قالت الزميلة الكاتبة سوسن الشاعر أن يتم امتهان كرامة البحرينيين لهذا الحد بسبب هذا البونس، الذي يستحق أن نسميه بالسخيف، لأن الناس تهان به كل يوم.

النواب يتهمون الحكومة بالتخطيط لإفشال مجلس النواب، وبأنها تحرجهم أمام ناخبيهم، والسبب في هذا كله هو "البونس"، الحكومة لسان حالها يقول: هذه شروط اللعبة، أقروا الموازنة سنعطيكم "البونس". والمواطن هو الحلقة الأضعف، ويرى بأم عينيه نوابا بعضهم ناعمون، والخشن منهم لا يستطيع فعل شيء لأن الدائرة مغلقة أمامه، فالحكومة لديها من الصلاحيات في الدستور أو اللائحة الداخلية للمجلس، ما تجعل النواب في مواقف لا يحسدون عليها، والمؤلم أكثر هو أن النواب لا يسعون إلى زيادة صلاحياتهم بجد، وتعامل النواب مع ملف التعديلات الدستورية هو الدليل، فهذا المجلس أصبح "صدى" كما قال رئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان، إذ لا يتحرك ملف التعديلات إلا حينما تبدأ المعارضة في تحرك قوي في هذا الملف، لابد من القول إن قصة هذا "البونس" قصة سخيفة ومعقدة، أبطالها الحكومة الموقرة، والنواب الناعمون، وقلة الصلاحيات، وإن شئت قل أيضا ما يجري تحت الطاولة