العدد 966 - الخميس 28 أبريل 2005م الموافق 19 ربيع الاول 1426هـ

جنرالات البنتاغون يعترفون بصعوبة مواجهة أعمال العنف بالعراق

بسبب ابتكارها أساليب جديدة في التفجير

وصف الجنرال الأميركي المتقاعد جون كين المقاومة العراقية بأنها "قابلة للنمو ومرنة". وقال في مقابلة مع صحيفة "ذي هيل" المعنية بشئون الكونغرس، بعد قضائه أسبوعا الشهر الماضي في العراق في رحلة تقصي حقائق، إن المقاومة العراقية تخطط لهجمات دراماتيكية على مستوى كبير لإبطاء المكاسب العسكرية والسياسية التي يقول المسئولون الأميركيون إنها تحققت في العراق. وأضاف الجنرال كين أن المقاومة العراقية "تملك القدرة على تحقيق مفاجأة جوهرية".

الجنرال كين الذي كان يشغل منصب نائب رئيس أركان الجيش الأميركي حتى قيام الولايات المتحدة بشن حربها على العراق في العام ،2003 قام بمهمته الأخيرة في العراق بناء على طلب من قائد قوات الاحتلال الأميركي في العراق الجنرال جون فاينس. وقال كين إن رجال المقاومة العراقية "يعرفون أن الزخم السياسي والسيكولوجي بدأ في التحول" في أعقاب الانتخابات التي نظمتها سلطات الاحتلال الأميركي في العراق يوم الثلاثين من شهر يناير/ كانون الثاني الماضي. لذلك فإنهم "سيحاولون تغيير ذلك الزخم. وطريقة عمل ذلك هو في زيادة مستوى ونوعية هجماتهم وربما أيضا هدفهم".

وقال إن الأهداف لمثل هذه الهجمات المفاجئة، تشمل قواعد ثابتة مثل مقرات قوات الاحتلال في معسكر الحرية قرب مطار بغداد الدولي، والقوافل العسكرية، والمدنية التي تنطلق من تلك القواعد وقوات الأمن والجيش العراقي. وأشار إلى أن "معظم هذه الهجمات ستكون موجهة ضد قوات الأمن العراقية لتقويض الثقة بها، وأيضا لأنها أكثر عرضة للهجمات".

وقال كين إن الأمر الأكثر خطورة هو أن تسرع القوات الأميركية في الانسحاب من العراق في وقت تكون فيه قوات الأمن العراقية غير جاهزة لمثل ذلك المستوى من المسئولية. وأضاف أن الحرب ضد المقاومة في القرن العشرين "كانت تستغرق في العادة 12 عاما، ولكننا بدأنا نشاهد بعض النجاحات في العراق بعد عامين".

وجاءت تصريحات كين الذي يعمل في مؤسسة استشارات دفاعية في واشنطن في وقت يشهد العراق المحتل تصعيدا في كمية ونوعية عمليات المقاومة العراقية وغيرها من أعمال العنف. وهي هجمات ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أنها تمضي من دون مواجهة من قوات الحكومة العراقية المؤقتة في مختلف مناطق العراق، كما أن أكثر من 130 عراقيا ومن قوات الاحتلال لقوا مصرعهم الأسبوع الماضي.

ونقلت الصحيفة عن مسئول كبير في الحكومة العراقية قوله "مما لاشك فيه أن العنف يزداد سوءا"، مشيرا إلى أن الهجمات ازدادت منذ مارس/ آذار الماضي بنسبة 40 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. فقد ذكرت تقارير عدة أن معدل القتلى في العراق خلال شهر ابريل/ نيسان الجاري هو بمعدل عشرين يوميا.

وتسبب تصاعد الهجمات الأخيرة في هروب وحدات كثيرة من قوات الأمن والجيش العراقي وتركها مواقعها. واعترف الرائد في قوات الاحتلال الأميركي، جون ريد، بأنه لم يتبق من الكتيبة العراقية في منطقة الحسيبة قرب الحدود العراقية السورية سوى 30 جنديا من أصل 400 جندي، وقال "إنهم لن يعودوا إلى الخدمة".

وفي الموصل قال الأهالي إنه من النادر مشاهدة دوريات للشرطة العراقية تجوب الشوارع.

واعترف مسئولون بوزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" بأن رجال المقاومة العراقية يواصلون ابتكار أساليب جديدة لتحسين إمكاناتهم في أجهزة التفجير، الأمر الذي يزيد من صعوبة مهمات قوات الاحتلال في تطوير أساليب لمواجهتهم.

وقالت وثائق سرية للبنتاغون إن "أساليب العدو المتطورة جدا مستمرة في التحسن". ونقلت صحيفة "واشنطن تايمز" في تقرير لها الاثنين الماضي عن إحدى وثائق البنتاغون السرية أنه بعد نجاح قوات الاحتلال في تشويش إشارات الراديو بين المهاجمين وأجهزة التفجير فإن المقاومين سرعان ما استعادوا القدرة على ابتكار أساليب لتفجير مباشر لا يمكن التشويش عليها. وقالت الوثيقة التي وزعت حديثا على القيادات العسكرية الأميركية لتوضيح الجهود الأخيرة للبنتاغون ضد أجهزة التفجير إن رجال المقاومة بدأوا في الصيف الماضي بدفن القنابل في حفر تحت الطرقات وتعبيد الحفر بعد ذلك، كما أنهم يستخدمون حيوانات ميتة كأمكنة لوضع المتفجرات، ووضع أجهزة تفجير أصغر في أكياس بيضاء موجودة على الطرقات التي تسلكها دوريات قوات الاحتلال.

وذكرت وثائق البنتاغون السرية أيضا أن رجال المقاومة يستخدمون حتى أجراس الأبواب الكهربائية وأجهزة الإنذار في السيارات، وأجهزة الهاتف الخلوية ولعب السيارات للأطفال كأجهزة تفجير. وقالت إحدى الوثائق "إذا أوقفت أحدهم وهو يحمل معه كمية من أجراس الأبواب أو لعب السيارات فإن من المحتمل أن تكون قبضت على مفجر"

العدد 966 - الخميس 28 أبريل 2005م الموافق 19 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً