قال مصرفيون إن هناك فرصة كبيرة لنمو صناعة التأمين التي تمثل في الوقت الحاضر جزءا بسيطا من دخل الأقساط العالمية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ويجب استغلال هذه الصناعة الواعدة.
محافظ مؤسسة نقد البحرين رشيد المعراج قال إن الفرص الكبيرة هي دليل واعد على نمو خدمات التأمين في البحرين وكذلك في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفقا لنشرة فصلية تصدرها المؤسسة.
وقال المعراج إن مؤسسة النقد وهي المصرف المركزي في المملكة تعمل بقرب مع الصناعيين لوضع قواعد تنظيمية أساسية وستمكن صناع السوق من أخذ كامل المصلحة أو الأفضلية من الفرص التي تنشأ من خلال الإصلاحات الاقتصادية والنمو الكبير في عدد السكان في المنطقة.
ودعا المعراج شركات التأمين إلى العمل على زيادة وعي الناس العاديين بصناعة التأمين وأن هناك فرصا كبيرة وواعدة في صناعة التأمين على الحياة والتأمين التكافلي الإسلامي. والمغرب هي من الدول المتقدمة في مجال التأمين على الحياة.
وقال المعراج: "الشيء المعروف جيدا في الوقت الحاضر هو إمكانية النمو في قطاع التأمين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ تعتبر المنطقة أقل المناطق التي تتم تغطيتها من حيث التأمين".
وأضاف "الإصلاحات الاقتصادية وخصوصا فيما يتعلق بالصحة والتقاعد بدأت الآن في فتح الإمكانات في خدمات التأمين المتوافرة في هذه المنطقة".
كما قال محافظ المؤسسة إن النمو السريع في عدد السكان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يتطلب استثمارات كبيرة في البنية الأساسية وبالتالي يقود ذلك إلى زيادة كبيرة على خدمات التأمين والخدمات المساندة لها.
وأضاف "الكل يعرف أن لنا دورا يجب أن نلعبه في فتح هذه الإمكانات. الوقت مناسب الآن لصناع التأمين أن يستغلوا الفرص ويغيروا من الانخفاض في التأمين في المنطقة. نحن نعتقد بأننا في حاجة إلى قاعدة قوية لمساندة مستقبل هذه الصناعة".
وتطرق إلى دور المؤسسة فقال إن القاعدة القوية ستقدمها وثيقة مؤسسة النقد الشاملة والتي تم تطويرها بالتعاون التام مع صناع التأمين. وتتضمن وثيقة التأمين الأحكام والإرشادات بشأن مخاطر الإدارة وحوكمة الشركات والأعمال الناجحة.
وكان الأمين العام لاتحاد التأمين الافرو - آسيوي عزت عبدالباري قال إن أرقام الأقساط للعام 2003 في المنطقة والبالغة 11,4 مليار دولار أميركي والتي شملت تركيا وإيران تمثل نحو 39 من عشرة في المئة من مجمل دخل الأقساط العالمي البالغ 2940 مليار دولار.
وأضاف يقول "الأرقام يمكن أن تقرأ بطريقة مختلفة. الأرقام تمثل برهانا إضافيا بشأن الإمكانات الهائلة التي هي لدينا في هذه المنطقة".
أما الرئيس التنفيذي للمجموعة العربية للتأمين "أريج" أودو كروجر فذكر أن الطريق طويلة لتطوير أعمال سوق التأمين العربية. وأضاف يقول "حصة الأسد من الأقساط وخصوصا في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تأتي عن طريق مشروعات البنية التحتية. الدول كثيفة السكان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي الأفقر ولكي يتم تطوير الأسواق فإن ذلك يحتاج إلى أكثر من تطوير منتجات متقدمة أو توزيع".
ويقول مصرفيون إن الاتحاد العالمي لمراقبة التأمين يراقب عن كثب التطور البارز في صناعة التأمين التكافلي وقد يصدر نظام موحد لهذه الصناعة. وقالت نائبة الاتحاد كاثرين ليزن: "التأمين التكافلي هو تطور مهم والاتحاد سيصدر "ورقة إصدار" بشأن التكافل".
وتحكم شركات التأمين الإسلامية مثلها مثل المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية من قبل مؤسسات خاصة أنشئت لهذا الغرض من ضمنها المجلس العالمي للخدمات المالية ومقره ماليزيا بسبب أن المؤسسات الإسلامية محكومة بالشريعة الإسلامية على عكس شركات التأمين الأخرى.
وتعمل البحرين وهي المركز المالي والمصرفي في المنطقة جاهدة على استقطاب المزيد من شركات التأمين للعمل في أراضيها واتخاذها بوابة للانطلاق إلى أسواق دول الخليج المجاورة التي تشهد ازدهارا في صناعة التأمين وخصوصا تلك المتعلقة بالتأمين التكافلي. كما أن توجه دول الخليج العربية إلى إدخال التأمين الإلزامي على العمال الأجانب سيزيد من الطلب على التأمينات الاجتماعية.
وتعمل في المملكة عدة شركات تأمين من ضمنها شركة "سوليدراتي" وهي الشركة التي أنشئت في الآونة الأخيرة برأس مال مدفوع يبلغ 100 مليون دولار وتقدم خدمات التكافل وإعادة التكافل في البحرين وبعض دول المنطقة
العدد 968 - السبت 30 أبريل 2005م الموافق 21 ربيع الاول 1426هـ