صرح مصدر في وزارة الداخلية العراقية أمس أن 13 عراقيا قتلوا وجرح 21 آخرون في انفجار أربع سيارات مفخخة استهدف دوريات للشرطة والحرس والجيش. في حين تحدث مستشار الأمن القومي موفق الربيعي عن احتمال بدء انسحاب قوات الاحتلال العام المقبل.

وقال هذا المصدر إن "سيارة مفخخة أولى انفجرت عند مرور موكب اللواء رشيد فليح في الشارع العام في منطقة الحرية" شمال بغداد، موضحا أن الضابط "لم يصب بأذى، ولكن عددا من حراسه الشخصيين جرحوا". ولم يتمكن المصدر من تقديم مزيد من التفاصيل عن ظروف الهجوم ولا عن عدد المصابين، ولكن مصدرا في مستشفى اليرموك قال إن "اثنين من عناصر قوات المغاوير أصيبا في الانفجار وأدخلا المستشفى".

وأضاف المصدر أن "سيارة مفخخة ثانية انفجرت في شارع العطار وسط منطقة الكرادة "وسط بغداد" قرب إحدى العمارات السكنية". وأضاف أن "الانفجار أدى إلى مقتل تسعة عراقيين وجرح عشرة آخرين". وكان هذا المسئول أشار في وقت سابق إلى مقتل أربعة عراقيين وجرح عشرة آخرين.

وتابع المصدر أن "سيارة مفخخة ثالثة انفجرت في بغداد ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص بينهم شرطيان وجرح خمسة آخرين بينهم شرطي". وأوضح أن "الحادث وقع ضد دورية للشرطة في منطقة زيونة بالقرب من دائرة الجوازات". وأكد المصدر أن "سيارة مفخخة رابعة انفجرت ضد دورية مشتركة للحرس الوطني والشرطة في منطقة الطارمية "شمال شرق بغداد" ما أدى إلى إصابة أربعة عراقيين بجروح هم مدنيان وشرطي وعنصر من الحرس الوطني".

وقتل ستة عراقيين بينهم أربعة جنود في حوادث وهجمات متفرقة وقعت خلال اليومين الماضيين شمال بغداد. ففي بلد قتل أربعة جنود عراقيين وأصيب أربعة آخرون أمس في انفجار عبوة ناسفة على دوريتهم. وفي الطوز قتل أمس الأول عراقي وجرح ثلاثة جنود في اشتباك مع مسلحين. وفي منطقة الدور، قتل عراقي وجرح ثلاثة آخرون بينهم امرأتان وطفلة عندما أطلق جنود أميركيون عليهم النار عن طريق الخطأ.

وفي بيجي، ألقى مسلحون قنبلة على منزل جنديين من الجيش العراقي في الحي العصري، ما أدى إلى جرح امرأتين. وأعلنت مصادر في الشرطة أن ثلاثة عراقيين قتلوا على يد مسلحين الأحد، بينما عثرت عناصر الاثنين على جثة عراقي قتل بإطلاق نار.

وأعلن مصدر ديني أن مسلحين قتلوا الأحد في بغداد قياديا في "جيش المهدي". وأعلنت مصادر في الشرطة أمس اعتقال 28 شخصا مشتبه في ضلوعهم في أعمال عنف وقتل في كركوك.

كما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن جنديا توفي الاثنين متأثرا بجروح أصيب بها في عملية في العراق. وقال متحدث باسم الوزارة "نأسف لوفاة جندي من اللواء المؤلل الثاني عشر متأثرا بجروح أصيب بها في عمل معاد".

وقال رئيس الحكومة طوني بلير عندما تلقى النبأ خلال مؤتمر صحافي كان يعقده، "إني أقدم تعازي للعائلة". وأضاف، "ان ذلك يشكل دلالة جديدة على العمل الرائع والتضحيات التي تقدمها القوات البريطانية في العراق لمساعدة هذا البلد على أن يصبح مستقرا وديمقراطيا".

وفي غضون ذلك، صرح الربيعي في حديث لشبكة "سي ان ان" ليل الأحد الاثنين أن قوات التحالف قد تبدأ انسحابها من هذا البلد في منتصف العام المقبل. وقال "سأفاجأ جدا إذا لم تفكر "القوات المتعددة الجنسيات" بجدية في بدء الانسحاب في النصف الأول من العام المقبل على الأرجح". وأضاف "أعتقد أن القوة المتعددة الجنسيات أو قسما من هذه القوات ستفكر في العودة إلى بلادها خلال العام المقبل".

إلا أن الربيعي رفض تحديد عدد العسكريين الذين قد ينسحبون. وقال إن الأمر "سيكون مرتبطا بتطور الإرهاب أو مكافحة الإرهاب وبسرعة تدريب وتجنيد قواتنا الأمنية وهذا بدوره سيكون مرتبطا بتدريب وتسليح "القوات" وتسليمنا معدات ملائمة لأمننا".

وفي الإطار ذاته، كشفت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية عن وثيقة سرية أميركية وزعت على ضباط أميركيين كبار تفيد بتحديد ديسمبر/ كانون الأول المقبل موعدا لتسليم قوات الاحتلال الأميركية المسئوليات الأمنية إلى وحدات الشرطة والجيش العراقيين بما فيها ملاحقة رجال المقاومة.

وذكرت الصحيفة أمس أن التحديد الزمني الذي يطرح لأول مرة يشير إلى أنه سينفذ بعد الانتخابات البرلمانية المقررة في ديسمبر لانتخاب برلمان لمدة خمس سنوات، فإن جيش الاحتلال قد ينسحب من الدوريات الأمنية ويبدأ انسحابا تدريجيا من العراق.

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا رفضتا الإعلان عن تفاصيل استراتيجية الخروج لمخاوف من أن يؤدي ذلك إلى تشجيع المقاومة، ويبدو ذلك نوعا من الهروب.

من جهته، أعلن رئيس وزراء استراليا جون هاوارد أن بلاده لن تسحب قواتها من العراق لإنقاذ حياة الاسترالي المحتجز رهينة لدى متشددين عراقيين