كشف استشاري الطب النفسي ومسئول وحدة الأطفال النفسية بمستشفى الطب النفسي أحمد الأنصاري أن 300 حالة جديدة من الاضطربات السلوكية والانفعالية تسجل بالطب النفسي كل عام، إضافة إلى وجود أكثر من 2000 حالة قديمة مسجلة بالمستشفى، مشيرا إلى أن ثلث العدد الذي يستقبله المستشفى محول من المدارس، والثلث الآخر من العائلة، والثلث الأخير من أماكن أخرى، ولكن أكثرها تحول من المراكز الصحية المختلفة. جاء ذلك في ورشة العمل التي أقامها مستشفى الطب النفسي بمبنى ابن رشد تحت عنوان "الاكتشاف المبكر للاضطرابات السلوكية والانفعالية" صباح أمس.
وأشار الأنصاري إلى أن هذه الورشة موجهة للمرشدين الاجتماعيين والنفسيين بوزارة التربية والتعليم، والتي جاءت نتيجة التعاون بين وزارتي الصحة والتربية من لجنة التنسيق المشتركة، وذلك نظرا إلى أهمية هذا الموضوع من أجل صقل مهارات المرشدين في المدارس لاكتشاف الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات السلوكية والانفعالية، بالإضافة إلى التعرف على المظاهر السلوكية والانفعالية، والصفات الشخصية للأطفال المضطربين، وتحديد استراتيجية للتعامل مع كل اضطراب على حدة، وأخيرا تعلم كيفية الاتصال الجيد بين كل من المرشد والأهل والمدرس.
وأوضح أن هذه الورشة مقدمة لعشرين مرشدا ومرشدة من مختلف مراحل التعليم، بإشراف طبيبين، واختصاصية إرشاد نفسي من مستشفى الطب النفسي، مشيرا إلى أن هذه الورشة سلسلة من الورش التي تقام بالتعاون مع وحدة الارشاد النفسي بقسم الخدمات الطلابية، باعتبارها الثانية لهذا العام بعد ورشة العمل الأولى تحت عنوان "تعلم المهارات الحياتية".
وأشار إلى أن أكثر الاضطرابات السلوكية أسبابها التفكك الأسري، والمشكلات الاجتماعية، والصعوبات التعليمية، ما ينتج عنه آثار سلبية على الفرد، قد تؤدي به إلى نقص في الانتباه، أو ازدياد النشاط الحركي، لذلك يحتاج إلى إقامة طويلة في المستشفى قد تصل إلى أشهر لعلاجه، وتأهيله، ثم تعديل سلوكه باتباع عدد من الطرق العلاجية، وذلك كل بحسب حالته النفسية حتى يعود إلى حياته الطبيعية. وأضاف الأنصاري أنه على رغم ما للتطور الحضاري من إيجابيات، إلا ان هناك بعض الأمور السلبية التي تؤثر أحيانا على الفرد والجماعة في النواحي النفسية والاجتماعية التي تنتج عنها مشكلات واضطرابات سلوكية وانفعالية، وبما أن أكثر الناس عرضة لمثل هذه الاضطرابات هم الأطفال والمراهقون أخذت وزارة التربية والتعليم على عاتقها مسئولية التعاون مع الطلبة وأولياء الأمور للتغلب على هذه المشكلات، وإذ ان الاكتشاف المبكر للاضطرابات السلوكية والانفعالية يساعد في الحد من المشكلات النفسية والأسرية والاجتماعية التي تنعكس على الطالب، خصوصا في سن المراهقة سعى المسئولون في وحدة الإرشاد النفسي والاجتماعي إلى رفع كفاءة المرشدين النفسيين والاجتماعيين، وتمكينهم من اكتشاف ودراسة بعض الظواهر السلوكية والنفسية والاجتماعية والتعليمية لدى الطلبة والطالبات في جميع المراحل الدراسية، ووضع البرامج النمائية والوقائية والعلاجية. وأكد أنه بانتهاء هذه الورشة سيكون المشارك قادرا على التعرف على أنواع الاضطرابات السلوكية والانفعالية الشائعة في المدارس، ومناقشة خصائص كل نوع من الاضطرابات على حدة، وتمييز السلوكيات والانفعالات الدالة على وجود اضطراب سلوكي أو انفعالي، والتعامل مع الحالات المختلفة بعد تحديد نوعها وحدتها، وأخيرا تطبيق مهارات الاتصال الفعال في التعامل مع المدرسين وأولياء الأمور.
من جانبه قال اختصاصي أول إرشاد نفسي في وحدة الإرشاد بقسم الخدمات الطلابية في وزارة التربية والتعليم خالد السعيدي إن وزارة التربية والتعليم تقوم سنويا بتحويل 150 طفلا إلى مستشفى الطب النفسي من مختلف المراحل التعليمية، ولكن أكثرها من الابتدائي والاعدادي، مؤكدا أنه بحصر المشكلات السلوكية، ومعرفة طبيعتها ونوعيتها يتم خدمة الأهداف التربوية في الوزارة، مشيرا إلى أن أهم حالات الاضطرابات السلوكية والنفسية التي توجد في المدرسة تتمثل في الهروب من المدرسة، والخوف، والقلق، والانطواء، والتوتر، والعصبية، وأحيانا الاكتئاب، والنشاط الزائد، والعدوانية، والسرقة، والتدخين، واضطراب في الكلام، والصنف الاختياري "عدم تفاعل واستجابة الطفل مع الموقف المثير الذي حوله".
كما أشار إلى أنه بدأ العمل الاجتماعي في المدارس منذ السبعينات، إلا انه منذ ثلاث سنوات فقط تم وضع مرشد اجتماعي لكل 300 طالب، مؤكدا أن الوزارة تقوم بالتدريب المستمر من خلال ورش متخصصة تهدف إلى الاكتشافات المبكرة للسلوك، وتعديله، مشيرا إلى أن وزارة التربية والتعليم تستفيد من الطب النفسي، لأن الكثير من البرامج يتم الوصول بها إلى أولياء الأمور بالتعاون مع الطب النفسي، ما أدى إلى وعي ثقافي أكثر للتعامل مع المشكلات النفسية، لانه كلما ضعف الدور التربوي في الأسرة يصبح الطفل أكثر عرضة للاضطرابات السلوكية والانفعالية
العدد 971 - الثلثاء 03 مايو 2005م الموافق 24 ربيع الاول 1426هـ