في مصر، ثمة جدل سياسي متسع، ورهانات سياسية تتصدر الصفحات الأولى في الصحافة المصرية، هناك من يرى أن الانتخابات الرئاسية القادمة ستكون أولى الخطوات الإصلاحية في مصر، وآخرون يشككون بصدقية هذه الرؤية، ويعتقدون أنها مجرد صوغ سياسي جديد لا يمثل إصلاحا سياسيا من العيار الثقيل.
"حزب الغد"، حديث الشارع المصري، وأكثر ما تطلق عليه الشائعات هذه الأيام في طرقات وأزقة القاهرة. حوادث دراماتيكية كل يوم. رئيس الحزب اعتقل بعد تأسيسه مباشرة بتهمة "تزوير تواقيع الأعضاء المؤسسين"، وخرج بعد 42 يوما من الاعتقال، ولم تشفع له حصانته السياسية كونه عضوا في مجلس الشعب، وكانت المفاجأة، هي إعلان "رئيس حزب الغد" أيمن نور من خلف القضبان ترشحه لرئاسة الجمهورية.
هناك من يتحدث عن دعم أميركي مباشر، وهو الذي عجل بإطلاق سراحه وإقفال ملف القضية تقريبا، وهناك من يصف هذه الآراء بأنها مؤامرة تحاك من قبل السلطة ضد حزب الغد ورموزه السياسية.
صحيفة الحزب الأسبوعية "الغد" صدرت، ولم يمنع صدورها كما أشيع، واحتوت صفحاتها على الكثير من العناوين والتحقيقات التي يصفها البعض بالجرأة، والبعض الآخر يراها خطابا تعبويا كزوبعة في فنجان، وأنه خطاب لا يستطيع إقناع المواطن المصري بمسئوليته.
حين طلبت من بائع الصحف نسخة من "الغد"، علق قائلا: "أيه حكاية جريدة الغد دي". النتيجة مازالت غير محسومة، فهناك من يراهن على حزب الغد، وهناك من ينتقده بشدة، إلا أن غالبية المصريين "حياديون".
الرمز المفكر
تتبعت حزب الغد صحافة وعلى صفحات الإنترنت، وعبر خطاباته الإعلامية، فوجدت أن من أستطيع أن أسبر معه "حزب الغد" هي السكرتير العام للحزب منى مكرم عبيد، والعضو السابق بمجلس الشعب منى مكرم عبيد، التي توصف بأنها العقل السياسي للحزب، وكانت أول امرأة تدخل الأمانة العامة لحزب الوفد "الحزب الذي كانت تنتمي له بمعية أيمن نور".
إجاباتها دقيقة وذات رؤية سياسية واضحة ومتكاملة، ليست بعيدة عن السياسة الدولية، فهي أستاذته في الجامعة الأميركية، لهذا كانت بعض إجاباتها تتسم بالدبلوماسية التي تحاول تسويق الحزب الوليد، عبر خطاب شمولي يسعى إلى استقطاب القوى السياسية المصرية كافة.
في مكتبها المملوء بكتبها "الإنجليزية"، وبصور اللقاءات مع الكثير من الساسة العرب والأجانب وخصوصا "الأميركيين"، كان لنا معها حوار خاص ومطول، فتحنا الملفات أمامها، وكانت بإجاباتها المطعمة بالكثير من المصطلحات الإنجليزية تحاول جاهدة أن تقول عبارة واحدة "نحن نخبة سياسية وثقافية صنعتها مصر، ولم تصنعها يد الخارج".
أول ملفات الحوار هو تهمة "التعاون مع الأميركيين"، لذلك كان لي أن أمهد أسئلتي بأسئلة الإصلاح من الخارج، لكنها كانت حذرة بما فيه الكفاية، كما أنها حاولت أن تربط إجاباتها بالتاريخ المصري رغبة منها في أن تقول إن الغد "صناعة مصرية"، وإنه نتاج نخبة عانت من تراكمات التجارب المصرية المبتورة على مدى خمسين عاما.
منى إيجابية جدة مع التيارات الدينية المعتدلة، وترفض أية خصوصية مجتمعية ضد الديمقراطية، تتحدث في "ما لا ينشر" عن فنون اللعب بالسياسة، وكيف تدار الأزمات، ولقد استطعت في هذا الحوار أن أخرج منها ببعض مما "لا يقال".
من الاستقرار إلى الإصلاح
يذهب هنتنغتون إلى أن لكل مجتمع متحدا خاصا يجمعه، وقد يكون هذا المتحد بتأثير داخلي أو خارجي، من هنا يذهب البعض إلى القبول بالإصلاح من الخارج، كيف تقرئين هذه الصورة سياسيا؟
- البلدان الصغيرة تحمل متناقضات أقل، إصلاحها في الغالب هو داخلي المنشأ، أما الدول الكبيرة مثل مصر والتي بها الكثير من التراكمات الحضارية والثقافية، التي قد تكون متناقضة بين فترة وأخرى، تكون من الصعب عليها أن تخطو نحو الإصلاح من دون وجود إرادة سياسية، والإرادة هي ما نفتقدها.
الإصلاح اليوم هو شعارات، أو هو حوار عن الإصلاح، وليس تطبيقا للإصلاح، ومن هنا ينشأ الاحتقان في المجتمعات العربية، البعض يعتقد أن للضغوط الخارجية تأثيرا في هذه المرحلة القلقة، أنا أعتقد أننا في قرية كونية global village، وكل فعل سياسي أو حراك مجتمعي في بلد ما، له ردة فعل في البلدان الأخرى. بالنسبة إلى التدخل الخارجي، أو ما يسمى بمبادرة "الشرق الأوسط الكبير"، فهي مسألة معقدة، فلسفة العداء لأي منتج أميركي، أثرت على السياسيين والمثقفين وصولا إلى الإصلاحيين، لذلك كانت ردة الفعل العربية هي الرفض، لكن عندما تتحقق من مضمون هذه المبادرة، ستجد أنها تنادي بإصلاحات سياسية، كنا ومازلنا نطالب بها جميعا منذ عقدين على الأقل.
كانت استراتيجية الدول الغربية، هي دعم الاستقرار، وليس الإصلاح، فمن يضمن الاستقرار لمصالحهم يعتبر الخيار المقبول، ولعل صدام حسين هو أبرز مثال على ذلك.
بعد حوادث سبتمبر / أيلول، تغير كل شيء، والغرب اليوم يعتقد أن جذور الإرهاب والعنف هي في افتقاد الحرية. الوطن العربي يعتبر البؤرة الاستثنائية في الإصلاح السياسي العالمي، ولهذا هم يطلقون على المنطقة العربية مسمى "الاستثناء العربي".
أسس بعد الحرب الباردة، نظام عالمي جديد، تدعمه منظمة التجارة العالمية والبنك الدولي، اليوم نشأ مفهوم سياسي أفضل اسمه "اللانظام العالمي الجديد". السؤال الرئيس: ما الأرضية السياسية المناسبة لهذا الانتقال العربي نحو الديمقراطية والإصلاح؟
- لابد من تغيير العقلية العربية، لدينا في مصر مثلا إرث ليبرالي. الليبرالية الغربية هي ليبرالية متوحشة، والليبرالية التي نطالب بها عربيا هي ليبرالية نعرفها، ليبرالية محمد عبده ورفاعة الطهطاوي وطه حسين، هذا ما نراهن عليه، طبعا لابد أن نواكب عصرنة المفاهيم السياسية، لكننا لا نطرق بابا لا نعرفه.
النموذج الهندي بدأ مع مصر، وكانت هناك الآفاق الفكرية والثقافية والسياسية نفسها، لكن تجربتنا في مصر قطعت في 1952م، لم تكن تجربة عبدالناصر سلبية، لكن السلبية كانت في تجاهل ما أتى بعدها للنقطة السادسة، والتي ذهبت إلى تأسيس نموذج ديمقراطي سليم. ولأن الهند حققت التراكم المعرفي والسياسي للتجربة الديمقراطية نجحت، وسيزيد نجاحها غدا.
نحن نريد تغييرا وإصلاحا ديمقراطيا لا تكبته دعوات الخصوصية الزائفة، فليست لنا خصوصية ضد الديمقراطية. الخصوصية هي خطاب تروجه الحكومات، والديمقراطية رؤية واضحة. الديمقراطية ليست الخيار الأكمل، وكما يقول تشرشل "الديمقراطية هي أفضل السيئ"، ونحن نريد أفضل السيئ.
فلسفة " سيبوني أعيش"
لكن التجربة المصرية ليست تجربة تراكمية، بل هي مقطوعة. هناك اغتراب بين منتج المؤسسة السياسية اليوم وبين ما يطرحه حزب الغد، هناك أصوات تذهب إلى أن حزب الغد يعيش حالا من التوتر في الخطاب السياسي؟
- ليس قلقا، إنها حال مخاض. الجيل الجديد لا يعرف شيئا عن الديمقراطية أو الليبرالية أو الحرية، لذلك فهو يفهمها ليبرالية متوحشة بغيضة. وهو يعتقد أنها ليبرالية مجرمة، وأنها لا تحترم عاداته وتقاليده. نحن في حزب الغد نذهب إلى إعادة صوغ هذا الواقع المريض، نحاول أن نسترجع قيما كانت موجودة لدينا، فحزب الغد لا يروج إلى ما يجهله المصريون، بل نحن نذكرهم بمرحلة قطعت منذ خمسن سنة ويزيد، نحن لا نتذاكى على المواطن المصري، نحن ننطلق منه وإليه.
حين أتى عبدالناصر لم يكن أحد من المصريين يعرف الاشتراكية، لكنه كون جذور مدرسة للاشتراكية، حزب الغد يحتاج إلى برنامج ثقافي، يوجه إلى الليبرالية والديمقراطية بمفهومها الحقيقي، وليست الليبرالية التي يروج لها المثقفون الناقضون "مثقفو السلطة"، الذين يصفون كل صوت ينادي بالديمقراطية بأنه خارج عن الناس، وأنه مدعوم من الخارج، وأنه خارج عن السرب الوطني، فالوطن ليس ملكا لأحد، الوطن ملك للجميع. ببساطة نريد أن يعرف المجتمع تلك الفريضة الناقصة "فريضة الديمقراطية".
هناك نقطة مهمة، الأصوات التي تنادي بإصلاح اقتصادي ومن ثم سياسي، هي أصوات بالية، تخدم مصالح ذاتية رأسمالية مشوهة، لن يتحقق أي إصلاح اقتصادي قبل تحقيق الإصلاح السياسي، نحن في مصر نتكلم عن إصلاح اقتصادي منذ مدة طويلة، وما النتيجة اليوم؟ النتيجة لا شيء. نحن نريد فضاءات للحرية والتعبير والتعددية.
المواطن المصري لا يعتقد هذا، المواطن المصري يقول "سيبوني أعيش"؟
- سيبوني أعيش: معناها يعني "أنا خائف من أن أعيش"، كذلك يقول المصري "امشي جنب الحيطة"، المواطن حين يعيش في نظام ديمقراطي حر، سيعرف كيف يعيش، وسيعرف بالتحديد كيف يعيش من دون أن يخاف. سيستطيع النوم مطمئنا، فالحرية هي مفتاح سياسة الحب والاطمئنان والتقدم.
إذا صدقنا أن الطبقة الوسطى قد انتهت، فمن سيبني هذه البلاد، ومن سيجعلها جميلة لأجيالنا في الغد، ومن سينتج الأفكار، الشباب اليوم إذا لم يجد تلك الأطر المتكاملة، سيتجه إلى الراديكالية والتطرف، سيتعلق بالغيبيات. جيل اليوم في العشرينات فاقد للأمل، وجيل الأربعينات والخمسينات من الأكاديميين استوطن دول الخارج، هناك يبحث وينتج ويفكر ويحترم، انتهت آمالهم في مصر وهذه أكبر مصيبة. ونحن في حزب الغد نسعى إلى أن نلعب دور الوسيط. لذلك، لا تراهنوا على القيادات العربية اليوم، الرهان هو رهان الأكاديميين والشباب.
وهل اكتملت مرحلة البناء والثقة بالنفس، حتى يتم ترشيح أيمن نور للرئاسة وهو في السجن؟
- مسألة الترشيح، كانت فكرة رمزية، نريد أن نقول للمواطن المصري إن له حقوقا وعليه أن يستثمر هذه الحقوق، كانت هذه الخطوة تسعى إلى خلق وعي جديد، لا يجب أن نبقى كما نحن، سلطة واحدة وحكم واحد وحزب واحد، كانت الرسالة التاريخية لأيمن نور هي أن هذه الدولة ليست حكرا على أحد، وأن لكل مواطن الحق في أن يكون زعيما. نحن في الغد نحاول الخروج من عنق الزجاجة، نحن نحاول أن نعطي أمثلة حية على النهوض.
هناك من يتحدث عن علاقات وطيدة لكم بالأميركيين، ما الحقيقة؟ ولماذا يتخوف حزب الغد من العلاقة بالولايات المتحدة، وخصوصا حين يتم ربط الحزب بمشروع الشرق الأوسط الكبير؟
- إعلاميا، هناك مؤامرة، وهي عبارة عن محاولة لتشويه سمعة رئيس الحزب، وبالتالي سيسقط الحزب كاملا. إن الحديث عن ميولنا للأميركيين ليس له أي سند. وهو لعبة قديمة، هذه الأيام كل من تريد إسقاطه، عليك أن تروج عن علاقته بالأميركيين.
حزب الغد ليس نتاج حدث، بل هو نتاج توحد نخبة سياس.ليست مدارة قبل التأسيس من أحد، ولا تقوم بجدول أعمال معدة من الخارج، نحن أجندتنا وطنية صرفة، من التأسيس حتى إعداد البرامج السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتنموية.
موقفنا مع الأميركيين واضح، إذا ما اتفقت أجندتنا الإصلاحية مع نقاط بارزة في مشروع الشرق الأوسط فما من مشكلة، كما أن مشروع الشرق الأوسط الكبير هو في الحقيقة ليس صناعة أميركية، بل هو قراءة سياسية خاصة لتقرير التنمية البشرية العربي، وهذا التقارير الذي وضح نقاط ضعفنا أعدته وصاغته عقول عربية، وليست الديمقراطية والحرية درسا صعبا، حتى نتعلمه من الأميركيين.
تعرضتم لانتقادات إعلامية كبرى، لكنكم في الاعداد السابقة من صحيفة الحزب أسهبتم في خطاب إعلامي معارض لا يحتوي على مرئيات سياسية تقنع الشارع المصري. ما تعليقك؟
- الاعداد الاولى من صحيفة الحزب كانت تركز على معاناة رئيس الحزب أيمن نور في فترة الحبس التي دامت 42 يوما. إذ إنها تمثل صورة للمعاملة السيئة غير المبررة لا قانونيا ولا إنسانيا.
ومنذ العدد الحالي، بدأ حزب الغد في توضيح ما يريد؟ وبماذا يحلم لمصر؟ وما البديل الذي يقدمه؟ سواء في حرية الصحافة أو التعليم أو الزراعة أو حرية الانتخاب.
هدفنا هو الطبقة المتوسطة والمتعلمة، أساتذة الجامعات، صحيفة "الغد" ستحاول خلق ثقافة إعلامية جديدة، ستحاول التأسيس الى صناعة لبنات مجتمع مدني حقيقي. وفي الأيام الماضية وجدنا تداعيات مهمة، أهمها عريضة من القضاة الرافضين لترتيبات الانتخابات الرئاسية، وهذا الأمر أعتقد أنه مشرف وخطير، وهو أخطر موقف في مصر منذ 50 سنة.
هناك من يدعي أن الحكومات العربية لا تتغير، هل تعتقدين أن حزب الغد مستعد للعمل لسنوات طويلة قبل أن ينجح في إصلاحاته؟
- التغيير لن يحصل مباشرة، وهذا ما يؤكد تحليلي لترشيح رئيس الحزب لرئاسة الحزب. التغيير سيستهلك بعض الوقت، لكن يجب ألا نبالغ في الانتظار. الدول العربية عموما كانت تعالج كل مشكلاتها عبر زاوية العقلية الامنية، عبر أدوات القمع والكبت للحريات العامة والخاصة، وليس عبر العقلية العاقلة أو السياسية، لماذا؟ طبعا لأنها تريد أن تحافظ على الاستقرار، وهذا في الاستقرار الذي تفرضه آلة العنف والجبروت هو في الحقيقة هو ركود وخمول وليس استقرارا.
ونحن في حزب الغد لنا استراتيجيتنا الطويلة المدى، المبنية على البحث والمعرفة، نحن لسنا خطابا سياسيا فارغ المحتوى، ونحن نراهن على برامجنا في كل مستوى من مستويات التنمية، نحن نعتقد أن الحقيقة التنموية هي حقيقة الحرية والتخطيط العلمي.
لا تفرضوا الوصاية... ولا نقبل الإهانة
تراهنون في الغد على الحرية؟ لكن، إذا طبقنا الحرية والديمقراطية والانتخابات، قد يختار الشعب بحرية من لا يستطيع أن يتعامل مع الحرية، أو من قد يقمعها بعنف؟
- الكبت هو الذي أفرز هذه الحال، الكبت يولد العنف، وهذه الفترة من أخطر الفترات، لكن هذا لا يعني أن نرفض الديمقراطية أو الحرية، علينا أن نحترم الديمقراطية أيا كانت نتائجها، فليخطئ المجتمع في خياراته، لكنه سيصحح أخطاءه عبر صناديق الاقتراع في كل مرة، لا يجوز لنا أن نفرض وصاية أبوية على المجتمع، دعوه يختار بنفسه ما يريد.
لا تخف من التيارات الإسلامية، اليوم، أرى أن التيارات الدينية في مصر منفتحة ومتفهمة للضوابط والقوانين الدولية. خذ التجربة الإيرانية مثلا، هي تعيش تحت أكثر الأنظمة إسلامية وليبرالية في الوقت نفسه، الفكر الديني المعتدل، سيتجاوب بكفاءة مع الشأن السياسي الدولي ومع خيارات الديمقراطية الكونية، فالعالم يتردد فيه صوت الحرية والديمقراطية في كل زاوية.
التيار الديني لابد من تقديره، ولابد من إعطائه الفرصة لتتحول التيارات الدينية الى أفكار سياسية، ولا مشكلة أن تكون هذه الأفكار السياسية ذات بعد ديني، والديمقراطية الغربية بدأت بديمقراطية دينية، الدين ليس مشكلة في وجه الديمقراطية.
ماذا يريد حزب الغد؟ وما استراتيجيته؟
- حزب الغد بدأ حركة، وتحول الى حلم، نحلم بأن يكون له دور في بناء الوطن. المواطن المصري ليس سلبيا، خذ النوادي الاجتماعية مثلا، نسبة المشاركة في انتخاباتها تصل الى 80 في المئة، وهذا دليل على أن المواطن المصري هو مواطن إيجابي، وحزب الغد يريد أن يشجع هذه الإيجابية.
مصر وصلت للقاع، ونحن المصريون نرفض هذا، وطبعا نحن المصريين مشهور عنا أننا نمتلك إحساسا مضاعفا برفض الإهانة والإحساس بالضعف.
نحن مؤمنون بأهمية مراكز الدراسات، ولابد من وضع دراسات استراتيجية طويلة المدى، وهذه الاستراتيجيات ليست هلامية أو نتاج عمل فرد، لابد أن تكون نتاج دراسات وأبحاث، وهذا ما كنت اسعى إليه في تجربتي السابقة بحزب الوفد.
"إسرائيل" نجحت لأنها تمتلك استراتيجية، ولأنها تمتلك برامج خاصة، نحن نختلف معها في كل شيء، لكن هذا لا يمنع أن نعترف بأنها تمتلك مقومات نجاح الدولة، الهند أيضا تعتبر مثالا واضحا، وماليزيا. في حزب الغد نحلم بنظام ديمقراطي وبمجتمع مدني، نحن جادون في تحقيق هذا الحلم، وانا أعتقد أننا ببساطة قلنا وكتبنا وتكلمنا عن أحلام المواطن المصري. وهذا رهاننا الحقيقي "الإنسان المصري"
العدد 974 - الجمعة 06 مايو 2005م الموافق 27 ربيع الاول 1426هـ