كشف أحدث تقرير عن أوضاع الحريات المدنية للمسلمين في الولايات المتحدة عن زيادة كبيرة تصل إلى 49 في المئة في عدد حوادث وممارسات التمييز التي تعرض لها مسلمو أميركا في العام 2004 مقارنة بالعام ،2003 في حين ارتفعت جرائم الكراهية ضد مسلمي أميركا خلال الفترة ذاتها بنسبة تفوق 50 في المئة.
ورصد التقرير السنوي العاشر الذي أصدره مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية "كير" خلال مؤتمر صحافي عقده المدير التنفيذي للمجلس نهاد عوض، يوم أمس الأربعاء 1552 حال تمييز ضد مسلمي أميركا خلال العام ،2004 وهو أكبر عدد من حالات التمييز والعنف والانتهاكات التي سجلتها تقارير كير منذ العام .1995
كما كشف التقرير ذاته عن ارتفاع نسبة جرائم الكراهية ضد مسلمي أميركا بنسبة تفوق 50 في المئة، إذ زادت هذه الحوادث من 93 حالة في العام 2003 إلى 141 حالة في العام .2004
وأتت 79 في المئة من هذه الحالات من عشر ولايات أميركية فقط، وهي ولايات كاليفورنيا "20 في المئة"، ونيويورك "10 في المئة"، وأريزونا "9 في المئة"، وفيرجينيا "7 في المئة"، وتكساس "7 في المئة"، وفلوريدا "7 في المئة"، وأوهايو "5 في المئة"، وميرلاند "5 في المئة"، ونيوجرسي "5 في المئة"، وإلينوي "3 في المئة".
ويعزى التقرير الزيادة في حوادث التمييز ضد مسلمي أميركا لعدة أسباب رئيسية، في مقدمتها التأثير الممتد لتبعات حوادث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول والمخاوف الناجمة عنها، وزيادة وعي المسلمين بحقوقهم المدنية، وانتشار خطاب العداء للإسلام والمسلمين، وزيادة أعداد مكاتب كير وانتشارها، ما يزيد من قدرتها على رصد حالات التمييز والإبلاغ عنها، هذا إضافة إلى الانتهاكات الناتجة عن تطبيق بعض سياسات الأمن القومي الأميركي.
وفيما يتعلق بمصادر الانتهاكات، يكشف التقرير عن قفزة كبيرة في نسبة الانتهاكات الناجمة عن سياسات الاعتقال والتفتيش والقبض على المشتبه فيهم من دون تبريرات كافية، ففي العام 2002 مثلت حوادث التمييز الناجمة عن ممارسات هيئات تنفيذ القانون 7 في المئة فقط من إجمالي حوادث التمييز التي تعرض لها المسلمون في العام نفسه، في حين قفزت هذه النسبة إلى 26 في المئة خلال العام الجاري.
وعلى الجانب الآخر، تراجعت نسبة حوادث التمييز المرتبطة بأماكن العمل، إذ وصلت إلى 18 في المئة في التقرير الحالي مقارنة بنسبة 23 في المئة في تقرير العام ،2003 وتنطبق الحقيقة السابقة بخصوص نسبة حوادث التمييز التي شاركت فيها مؤسسات حكومية إذ تناقصت من 29 في المئة في العام 2003 إلى 19 في المئة في العام .2004
وقال مدير الشئون القانونية في كير، أرسلان افتخار: "هذه الأرقام المقلقة ليست مفاجأة إذا أخذنا في الاعتبار نمو ظاهرة الإسلاموفوبيا "العداء للإسلام" والأفكار الخاطئة عن الإسلام والمسلمين"
العدد 980 - الخميس 12 مايو 2005م الموافق 03 ربيع الثاني 1426هـ