أعلنت وزارة الداخلية اللبنانية الليلة قبل الماضية إقفال باب الترشح لمقاعد بيروت التسعة عشر على 51 مرشحا يتقدمهم سعد الحريري، وأشارت في بيان إلى أن مرشحين موالين للحريري فازا بالتزكية، وهما النائب غازي العريضي، والمستشار الاقتصادي السابق لرفيق الحريري غازي يوسف.
وعلى رغم إقفال باب الترشح للانتخابات في دوائر بيروت الثلاث التي ستجرى في 29 مايو/أ يار الجاري، فإن الحريري لم يعلن حتى الآن لوائحه الانتخابية التي أرجأها منذ الخميس الماضي في إطار المساعي التي تبذلها المعارضة لتأمين تمثيل صحيح للمسيحيين. وأكد مصدر في المعارضة طلب عدم الكشف عن اسمه أن لوائح الحريري التي تحمل اسم "لائحة الشهيد رفيق الحريري" باتت مكتملة باستثناء مقعد للموارنة، مشيرا إلى أن اختيار المرشح لهذا المقعد رهن بتوافق المعارضة على لوائحها. من جانبه، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري قائمته عن دائرة النبطية ودائرة الجنوب تحت اسم لائحة "المقاومة والتحرير والتنمية" التي تشكل تحالفا بين حزب الله وحركة أمل. وأكد أن الهدف من تشكيل ما وصفه بأوسع تحالف وائتلاف سياسي في الانتخابات هو ضمان مشاركة واسعة لأهالي الجنوب في العملية السياسية. وتضم القائمة 22 مرشحا أبرزهم بهية الحريري التي أدرج بري اسمها على رغم إعلانها سابقا عن ترشحها منفردة عن أحد المقعدين السنيين في صيدا.
من جانب آخر، أبدت "إسرائيل" معارضتها لأي تصعيد عسكري في لبنان، مؤكدة في الوقت نفسه استعدادها للرد على "استفزازات" حزب الله، فيما قال قائد المنطقة العسكرية الشمالية بني غانتس إن "إسرائيل" تصرفت "بطريقة مسئولة حتى الآن"، معربا عن الأمل في أن يتصرف اللبنانيون "بالمثل"، محذرا من أن "إسرائيل" "قادرة على رد أشد قسوة".
وخوفا من مخاطر تصعيد عسكري مع اقتراب موعد الانتخابات اللبنانية، أعربت أميركا وفرنسا أمس عن "قلقهما الشديد"، داعيتين جميع الأطراف إلى "وقف أي هجوم فورا والتحلي بالهدوء وضبط النفس".
وحمل وزير الخارجية محمود حمود "إسرائيل" مسئولية التصعيد. فيما ذكرت مصادر دبلوماسية في بيروت أن اتصالات عاجلة أجرتها الجهات المسئولة وعواصم عالمية هدفت لتطويق الوضع في المنطقة الحدودية بين "إسرائيل" ولبنان.
وقال نائب أمين عام حزب الله حسين الحاج حسن إن "إسرائيل" تريد استنفار الغرب من خلال تحميل الحزب مسئولية تصعيد الحوادث، وبالتالي إثارة مسألة نزع سلاح الحزب مرة أخرى بعد أن قررت لبنان تأجيلها لما بعد الانتخابات". وفي الرياض، من المقرر أن يجري رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي اليوم مباحثات لمناقشة تطورات الأوضاع في لبنان. ومن جهة أخرى، نفذ عدد من مناصري ميليشيا القوات المسيحية المنحلة سمير جعجع اعتصاما في ساحة رياض الصلح للمطالبة بعقد جلسة نيابية تخصص لإقرار قانون العفو عن جعجع وإطلاق المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية
العدد 982 - السبت 14 مايو 2005م الموافق 05 ربيع الثاني 1426هـ