العدد 983 - الأحد 15 مايو 2005م الموافق 06 ربيع الثاني 1426هـ

مركز الإبداع... مشروع وطني "طموح" يحده الدعم المادي

يسعى لاكتشاف المبدعين ورعايتهم وزيادة الوعي الشعبي بالإبداع...

بدأ حلم الجمعية البحرينية للجامعيين - تأسست في أغسطس/آب من العام 2001 - يشق طريقه نحو التحول إلى حقيقة بإطلاق مركز للإبداع يقوم باكتشاف المبدعين في البحرين والاهتمام بهم، وذلك بعد حصولها "الجمعية" على مقر مؤقت للمركز.

يقول رئيس الجمعية البحرينية للجامعيين عبدالجليل خليل الذي تحمل مسئولية هذا المشروع مع باقي أعضاء مجلس إدارة الجمعية: "انبثاق فكرة مركز الإبداع هي عبارة عن تفعيل لما نص عليه البيان الختامي لمؤتمر الإبداع الأول الذي أقامته الجمعية تحت رعاية وزير العمل والشئون الاجتماعية مجيد العلوي في أكتوبر/تشرين الأول من العام ،2003 وتضمن عريضة وقعها 400 طالب وطالبة ممن شاركوا في المؤتمر للمطالبة بإيجاد مركز يهتم بالإبداع، وقد سلمت العريضة إلى الوزير". ويردف "تأسيس مركز الإبداع جاء بسبب الإحساس بغياب الملف التعليمي عن سلم الأولويات سواء عند الدولة والمجتمع أو الأسرة، نتيجة النقص في تفعيل البيئة المناسبة للمجال العلمي.

وقد تحدثنا أكثر من مرة عن وجود حالة من الإحباط وضعف الطموح والإبداع لدى الطلاب ما يؤدي إلى عدم وجود ما يدفعهم إلى الاهتمام بالإبداع الذي يمتلكونه".

ويرى خليل أن "الأمر بحاجة إلى إشاعة جو يدفع الطلاب إلى الاهتمام بالدراسة، والملف التعليمي يحتاج إلى توفير بيئة تحتضن من يحمل طموحا أو لديه حس الإبداع، أو خلق الإبداع والطموح لدى الطلاب".

مشروع وطني

وتقوم فكرة مركز الإبداع على احتضان الطلاب من أصحاب الطموح وتحفيزهم على الإبداع. واعتبر رئيس العلاقات العامة في الجمعية صالح تقي مركز الإبداع "مشروعا وطنيا يعود بالنفع على البحرين ويدعم الكثير من النشاطات".

الضعف المادي

وبحسب القائمين على مشروع المركز فإن التأخير في إنشائه يعود إلى "النقص في العامل المادي، وفي نهاية الأمر قرر مجلس الإدارة إيجاد مقر مؤقت ليكون بمثابة اللبنة الأولى للمشروع، ويجري العمل حاليا على تأثيث المقر والحصول على الدعم اللازم لضمان قيام المركز بدوره".

ويقول رئيس لجنة العضوية في الجمعية وليد المرباطي: "على رغم عدم وجود دعم للجمعية وعدم توافر المقر، فإن مجلس الإدارة لم يوقف مشروع المركز، فقد كان العمل في المشروع يسير بشكل مستمر وقد وضعت الخطط بشكل كامل، ولكن تنفيذها يتوقف على توافر الدعم المالي".

فيما يرى تقي أن "حجم الدعم الذي سيحصل عليه المركز سيحدد حجم الأنشطة التي سيقوم بتنفيذها سواء داخل أو خارج المركز".

ويذكر خليل أن "دعم المشروع أخذ فترة طويلة من أجل التنسيق مع الجهات الرسمية والقطاع الخاص كذلك، وقد وجدنا استجابة مشكورة من قبل بعض الشركات الخاصة التي تهتم بملف الإبداع في البحرين وقد أبدت رغبتها في المساهمة والعطاء في هذا المجال".

ويوضح خليل أن "العمل في الفترة الماضية تركز على جمع المعلومات بخصوص الشرائح المستهدفة، وقد بلغ العدد 400 طالب وطالبة ممن شاركوا في المؤتمر، وهناك اتصال مع المركز الأميركي للإبداع بهدف الاطلاع على آخر التجارب والخبرات العالمية في مجال الاهتمام بالمبدعين، وقد أبدى المركز الأميركي استعداده للمشاركة في أنشطة مركز الإبداع، كما أنه ساهم في وضع التصورات الأولية للتأسيس، بالإضافة إلى إعطائه توصيات بخصوص الكتب المطلوبة وورش العمل التي يمكن تنفيذها".

"وقدم المركز الأميركي عدة توصيات بخصوص الورش التي يمكن تنفيذها، ومنها ورش في صناعة الأفكار الخلاقة، طرق حل المشكلات، القيادة بالإضافة إلى ورش في اكتشاف المبدعين واحتضانهم من خلال المهتمين بمجال الإبداع".

ويذكر تقي أن "المركز حصل على دعم من أستاذ الموهبة والإبداع في جامعة الخليج العربي تيسير صبحي الذي شارك في مؤتمر الإبداع الأول، وقد زار صبحي المركز أخيرا وقدم ندوة حضرها عدد من المهتمين بهذا المجال، وساهم في وضع التصورات الأولية وأبدى إعجابه بالمقر، وشجع على المضي قدما في المشروع".

ماذا يقدم المركز؟

ويسعى القائمون على المركز إلى تأسيس مكتبة للإبداع تعد الأولى من نوعها على مستوى مملكة البحرين - على حد قولهم - وتتكون المكتبة من قسمين، الأول يتكون من أجهزة الحاسب الآلي ضمن وحدة بحثية تساعد على استقاء المعلومات والبحوث من شبكة الإنترنت، فيما يتكون القسم الثاني من كتب تضم أبحاثا في مجالات مختلفة.

ويؤكد خليل أن "هذه المكتبة إذا ما تم استحداثها بشكل دوري من قبل الشركات التي أبدت موافقتها المبدئية على المساهمة فستكون في حد ذاتها ميزة كبيرة للذين يرغبون في كسب المزيد في مجال الإبداع".

ومن النقاط الأساسية التي سيركز عليها المركز هي كيفية ربط أصحاب المواهب بالشركات والمصانع، والعمل على تسويقهم من أجل أن يكونوا قريبين من الجانب العملي عن طريق إقناع الشركات والمصانع بإستقطابهم لتحقيق الإنتاج الإبداعي.

زيادة الوعي بالإبداع

وتبين عضو مجلس إدارة الجمعية نجوى بوحسان أن "المركز يسعى إلى زيادة الوعي الشعبي بالإبداع لتعريف الناس بالمبدعين وكيفية رعايتهم من خلال تنظيم محاضرات وورش عمل وندوات وعمل معرض دائم في المركز لعرض انتاجات المبدعين"، مؤكدة أن "المركز لن يعمل بمنأى عن مؤسسات الدولة".

ويؤكد تقي أن "المركز على أتم الاستعداد للتعاون والتنسيق مع أية هيئة ومؤسسة تهتم بمجال الإبداع في البحرين".

وترى بوحسان أن "فكرة المركز تقوم على كيفية استخدام الإبداع لتحسين الإنتاج الصناعي، وفي النهاية لابد من دمج هذه الفئة في المجالات الإنتاجية والاستفادة من طاقاتها الإبداعية في المجتمع".

رئيس الجمعية البحرينية للجامعيين يرى أن "مهمة المركز تتلخص في اكتشاف الموهوبين والاهتمام بهم، إذ يوجد في المجتمع الكثير ممن يحملون الحس الإبداعي في مختلف المجالات"، موجها الدعوة إلى كل من يمتلك الإبداع للالتحاق بالمركز والاستفادة من الأنشطة التي يقدمها.

**رسالة المركز

وبخصوص الرسالة التي يسعى المركز إلى إيصالها يقول خليل: "يسعى المركز إلى إيصال أربع رسائل، الأولى للمسئولين، فالمركز لديه قناعة بأن هذه الأمة على رغم الضربات المتلاحقة والاحباطات مازالت حبلى بالمبدعين، وعلى الأسرة والمدرسة اكتشافهم مبكرا وعلى الدولة في الأساس احتضانهم وتقديم العون لهم لأنهم ثروة الوطن والتنمية الحقيقية".

ويضيف "الرسالة الثانية موجهة إلى المجتمع بما فيه من مؤسسات وجمعيات وأندية وصناديق خيرية لدعم وتفعيل حضور الملف التعليمي في كل نشاط وفعالية. والرسالة الثالثة هي للشباب والشابات والطلبة والطالبات، فهذا المركز هو لهم ولن ينجح إلا بهم وهو فرصة لهم ليختبروا فيه قدراتهم وينموا مهاراتهم ويخرجوا منه أكثر نضجا وإدراكا لأهمية الإبداع وأثره في بناء مستقبلهم. أما الرسالة الأخيرة فهي لرجال الأعمال والتجار والمؤسسات لبذل المال، فليس هناك أسمى وأكثر ربحا من الاستثمار في العلم والإبداع والمعرفة، فكل الأموال تفنى ويبقى العلم صدقة جارية ثوابها لكل من أسس بنيانها".

مراحل المشروع

ويتكون مشروع المركز من عدة مراحل، تتضمن المرحلة الأولى دراسة الجدوى من إنشاء المركز، والمرحلة الثانية تتضمن جمع قاعدة البيانات إذ جمعت معلومات من المدارس والجمعيات والمراكز الثقافية، أما المرحلة الثالثة فهي اختيار البرامج وصوغ الأهداف والآليات، أما المرحلة الأخيرة فهي تنفيذ المشروع.

وبحسب رئيس الجمعية البحرينية للجامعيين فإن "الخطة التي وضعت للمركز تسعى إلى أن يكون جاهزا قبل إجازة الصيف حتى يتمكن المركز من استقطاب طلاب المدارس ويمارس أعماله ونشاطاته كما هو مرسوم لها".

وأكد مجلس إدارة المركز أن المشروع يسير وفق خطوات مدروسة وضمن مراحل تتناغم مع الإمكانات المتاحة، والرسالة المهمة التي يحرص القائمون على المركز على إيصالها هي تفعيل ملف الإبداع وتحريكه في جو الأسرة والمدرسة والمجتمع عموما، وصولا إلى تحقيق الطموح الكبير في إقامة مركز شامل وبكل التجهيزات وتهيئة المناخ المناسب للإبداع.

وبالسؤال عن إمكان تنظيم المؤتمر الثاني للإبداع خلال هذا العام يجيب خليل: "نأمل أن تسعفنا الظروف في إقامة المؤتمر الثاني للإبداع في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، بصورة يكون فيها مركز الإبداع جاهزا بكل مستلزماته من مكتبة وصالة الكمبيوتر، حتى لا نخيب ظن المشاركين في المؤتمر الأول للإبداع الذين ما زالوا يحملون آمالا وتطلعات كبيرة ويمتلكون الحس الإبداعي".

ودعا الفريق القائم على المركز الشركات إلى المساهمة في دعم أنشطة وفعاليات المركز، كما دعوا الطلاب الذين يمتلكون الإبداع إلى الانضمام للمركز

العدد 983 - الأحد 15 مايو 2005م الموافق 06 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً