بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية يصبح الدخول إلى الجامعة حلم كل طالب وطالبة، حلم يكبر مع الأيام ليكتشف العالم الجديد، يكتشف المكان الذي يعتبر المنطقة الأساسية للتعبير عن النفس، فالدخول إلى الجامعة هو الدخول إلى المجتمع المصغر، الذي يأخذ على عاتقه اكتشاف مواهب وهي فترة العنفوان، وينمي الأحلام، ويعظم الطموح، ويرسي اللبنة الأولى لمستقبل الطالب عند التوجه إلى الحياة العامة، فتتيح له تنظيم الجمعيات العلمية، والمشاركة في انتخاب من يمثلهم في مجلس الطلبة ليعرض مشكلاتهم واقتراحاتهم ويكون صلة الوصل بينهم وبين إدارة الجامعة.
وعليه، فإن الكثير من الطلاب حاول جاهدا الدخول إلى المرحلة الجامعية بأية وسيلة كانت، ولما كانت إحدى الوسائل هي الدخول من بوابة التعليم المستمر كان الإصرار من قبل عدد ليس قليلا من الطلاب بالمحاولة واقتحام هذا الحصن على رغم القيود المفروضة عليه والتي تستوجب الحصول على معدل 3,0 للانتقال إلى دراسة البكالوريوس واختصار مرحلة المستمر، أو الاستمرار لثلاث سنوات - هي مدة الدراسة - مع الحصول على معدل 2,5 للتحول إلى الدراسة الاعتيادية في الجامعة، ومع ذلك فإن جامعة البحرين منعت الكثيرين ممن حصلوا على هذه الدرجات من الانتقال إلى الدراسة الأكاديمية، لتضيع جهودهم سدى.
وبعد تضحيات جسام من قبل طلاب التعليم المستمر من وقت وجهد، على أمل الحصول على المعدل المطلوب، وأن يكونوا من الطلاب المرضي عنهم، واصل الطلاب دراستهم، ليفاجأوا بقرار إلغاء التعليم المستمر من العام المقبل من دون معرفة المصير الذي سيئولون إليه بعد دراستهم التي ذاقوا فيها الأمرين من حيث قلة المدرسين وضغط المواد التي تصل إلى 6 مواد في الفصل الدراسي الواحد.
ولم تقتصر عملية الضغوط التي واجهتهم على هذه فقط، بل وصلت إلى مرحلة لا أبالغ إن قلت عنها "إذلالا"، فطالب المستمر يحرم من العمل كطالب جامعي قادر على تنظيم نفسه، قادر على إنشاء جمعيات علمية طلابية، بل وحرم حتى من أن يكون له صوت أو ممثل في مجلس الطلبة وكأنهم طلاب ناقصون، وعدوا سابقا من قبل مجلس الطلبة بالنظر في مشكلتهم وحلها، ولكن وعود الانتخابات تطير مع ظهور النتائج، وبمجرد الوصول إلى كرسي المجلس تكاد لا تسمع عن مشكلاتهم.
فإلى متى نعيش مرحلة الإقصاء ومرحلة الحلول المؤقتة؟ لماذا تلغي الجامعة الآن قسم التعليم المستمر من دون النظر في وضع الطلاب؟ وإذا كان ذلك القسم خطأ استطاع المسئولون اكتشافه بعد أن غاب عن أسلافهم، فلم يتحمل الطلاب أخطاء المسئولين الكاملة وتضيع حقوقهم؟ ألا يعتبر ذلك عارا على جبين جامعة البحرين بسبب هذه الحلول؟
طلاب التعليم الهندسي المستمر
جامعة البحرين
العدد 984 - الإثنين 16 مايو 2005م الموافق 07 ربيع الثاني 1426هـ