أمَّ الإمام الأميركي فيصل عبدالرؤوف، الذي وصل المنامة أمس، صلاة الجمعة في مسجد الرحمة بقلالي، وهو المسجد الذي يلقي خطبة الجمعة فيه الشيخ صلاح الجودر.
وخلال كلمته أشار الإمام فيصل إلى أن سعيه لتشييد مركز إسلامي بالقرب من «غراوند زيرو» في نيويورك بالولايات المتحدة يهدف أساساً إلى طرح مواءمة بين الإسلام والبيئة الأميركية.
وقال «إن الإسلام عندما انطلق من الحجاز إلى العراق والشام ومصر وفارس والهند وغيرها من البلدان فإن العقيدة الإسلامية والعبادات بقيت موحدة، ولكن التطبيقات والفهم والتفسير العملي للإسلام اختلف من مكان إلى مكان وتواكب مع الزمان، ولذلك فإن الأميركيين المسلمين يتوجب عليهم أن ينتهجوا إسلاماً متوائماً مع بيئة الولايات المتحدة الأميركية».
قلالي - ريم خليفة
قال الإمام الأميركي فيصل عبدالرؤوف، الذي وصل المنامة أمس ضمن جولة في المنطقة تشمل البحرين وقطر والإمارات وأمّ صلاة الجمعة في مسجد الرحمة بقلالي، إن سعيه لتشييد مركز إسلامي بالقرب من «غراوند زيرو» في نيويورك بالولايات المتحدة يهدف أساسا إلى طرح مواءمة بين الإسلام والبيئة الأميركية.
وقال عبدالرؤوف خلال حديثه في المسجد الذي يلقي خطبة الجمعة فيه عادة الشيخ صلاح الجودر: «إن الإسلام عندما انطلق من الحجاز إلى العراق والشام ومصر وفارس والهند وغيرها من البلدان فإن العقيدة الإسلامية والعبادات بقيت موحدة، ولكن التطبيقات والفهم والتفسير العملي للإسلام اختلف من مكان إلى مكان وتواكب مع الزمان، ولذلك فإن الأميركيين المسلمين يتوجب عليهم أن ينتهجوا إسلاماً متوائماً مع بيئة الولايات المتحدة الأميركية».
وأوضح أن «الدستور الأميركي يفسح المجال لأتباع كل دين ولمن لا يؤمنون بأي دين أن يمارسوا حياتهم ضمن الأطر الدستورية، ومن حق المسلمين الأميركيين أن يمارسوا عباداتهم وشعائرهم كجزء من المجتمع الأميركي، لهم من الحقوق ما لغيرهم وعليهم من الواجبات ما على غيرهم».
وأضاف كذلك أن «من حق الأميركيين المسلمين أن يمارسوا دينهم بحسب تفسير يتواءم مع بيئتهم، فقد غيّر الإمام الشافعي بعض آرائه وفتاواه عندما انتقل من الكوفة إلى مصر، كما إن الإمام علي يقول: «لا تجبروا أولادكم على عادتكم فإنهم خلقوا في زمان غير زمانكم»، وبالتالي فإن علينا مسئولية كبيرة لأن نمارس حياتنا كمسلمين وكجزء من المجتمعات التي نعيش فيها».
وقال «إن الإفطار في البيت البيض تقليد بدأه الرئيس السابق جورج بوش، وأقامه الرئيس باراك أوباما وحضره مسلمون وغير مسلمين ومسئولون من البيت الأبيض والإدارة الأميركية، وهذا فخر للمسلمين أن يعترف بهم على أعلى المستويات، ويساهم في تجسير العلاقات وتأكيد مبدأ الحوار والتفاهم وتثبيت دعوة الاعتدال والوسطية التي تعتبر أداة أساسية لمكافحة تيارات التطرف».
يزور مملكة البحرين حالياً الإمام الأميركي من أصل عربي، فيصل عبدالرؤوف، في زيارة تستمر حتى الإثنين المقبل، وذلك ضمن حملة توعوية تمولها وزارة الخارجية الأميركية بشأن خطة لبناء مسجد في نيويورك بالقرب من «غراوند زيرو» (برجا مركز التجارة العالمية سابقاً اللذان تعرضا لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001)، وذلك بهدف تعزيز التسامح الديني، ومن ثم يتوجه إلى الدوحة وبعدها إلى الإمارات العربية المتحدة.
ومن المقرر أن يناقش عبدالرؤوف في كل بلد يزوره حياة المسلمين في أميركا.
- ولد الإمام فيصل العام 1948، في الكويت.
- ينحدر من أسرة دينية، إذ إن جده كان إماماً في مصر، في حين كان والده هو مدير وإمام المراكز الإسلامية في كل من نيويورك وواشنطن، كما كان عنصراً مؤسساً في الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا.
- تلقى تعليمه في إنجلترا ومصر وماليزيا.
- انتقل للعيش وهو في سن المراهقة مع والده إلى الولايات المتحدة الأميركية.
- حاصل على درجة البكالوريوس في علوم الفيزياء من جامعة كولومبيا الأميركية.
- ماجستير علوم فيزياء البلازما من معهد ستيفنس للتكنولوجيا الأميركي.
- إمام مسجد «الفرح» في مدينة نيويورك منذ العام 1983، ويعتبر المسجد أحد أكبر مساجد الولايات المتحدة الأميركية.
- في العام 1997، أسس الجمعية الأميركية للتقدم الإسلامي، وهي تهدف إلى تعزيز المشاركة الإيجابية بين المجتمع الأميركي والمسلمين الأميركيين.
- أسس في العام 2003، «مبادرة قرطبة»، وهي منظمة تستخدم الدين في محاولة لحل المشاكل في الشرق الأوسط وتشجع التسوية بين العالم الإسلامي والغرب.
- ألف كتاب «ما هو الصواب في الإسلام: رؤية جديدة للمسلمين والغرب»، الذي يناقش من خلاله أنشطة «مبادرة قرطبة» القائمة على التقدير والاحترام المتبادل.
- له عدة مقالات ودراسات إسلامية تعنى بالعلاقات الإسلامية الغربية.
- دعا عبدالرؤوف الحكومة الأميركية بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، إلى تغيير سياستها الخارجية في الشرق الأوسط للحد من خطر الإرهاب.
- أثار عبدالرؤوف الرأي العام الأميركي مؤخراً عندما صرح عن خططه لبناء مركز إسلامي للجالية الإسلامية بالقرب من مكان مركز التجارة العالمي اللذين دمرا في اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر في نيويورك.
- أثار مشروعه لبناء المركز الإسلامي خصومه الذين يرون أنه من غير المناسب بناؤه في مكانه المقترح، وذلك احتراماً لضحايا الهجمات، وأصبح مشروع بناء المركز جدلاً سياسياً وموضوعاً بالغ الحساسية قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
- دافع الرئيس الأميركي أوباما عن حق المسلمين في بناء المسجد بالقرب من موقع برجي مركز التجارة العالمي مستنداً في دفاعه إلى حرية العقيدة والدين التي يكفلها الدستور. وأثارت تصريحاته ضجة إعلامية كبيرة في الولايات المتحدة الأميركية.
العدد 2906 - الجمعة 20 أغسطس 2010م الموافق 10 رمضان 1431هـ