دعا خطباء الجمعة يوم أمس، إلى نبذ العنف والتأكيد على حق جميع المواطنين في العيش على أرض البحرين بأمن وأمان، وأكدوا أن مسئولية أمن البحرين تقع على جميع أفراد المجتمع، والجمعيات السياسية والحقوقية. وقد لوحظ ان جميع الخطب تحدثت عن الوضع الأمني.

ففي خطبته بجامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، قال الشيخ عدنان القطان إنه «لا مساومة ولا مزايدة على مصلحة الوطن»، واعتبر أن «الإحساس الجاد بالمسئولية، هو الذي يحمل كل غيور على وطنه لرفض المساس به، فهذا الوطن سفينة، من يخرقها فهو أغرق الناس جميعا».

وشدد القطان في خطبته على أن «الواجب على كل مواطن ومقيم أن يكون رجل أمن، وأن يكون صالحاً مصلحا، يجمع الشمل، ويقوم على الحق»، مضيفاً «على المعلمين والمرشدين والعلماء والخطباء وأئمة المساجد، أن يتقوا الله، ويجعلوا منابرهم لإرشاد الناس، وتعريفهم بنعم الأمن والأمان، والتأكيد على حفظ الوطن من كل مكروه».

وقال القطان إن «نعمة الأمن أعظم النعم وأجلها، فبها تصان الأموال والأعراض، وتنام العيون مطمئنة، وبالأمن يتنعم الكبير والصغير والإنسان والحيوان، فالأمن نعمة من نعم الله الكبير، ولا تصلح الحياة إلا به». وذكر أن «في غياب الأمن والأمان في الوطن، يشاع الجهل، ويأكل القوي الضعيف»، مؤكداً أن «البحرين تعيش في نعمة أمن لا تعيشها دول في العالم، فيجب المحافظة عليها بكل السبل».

الأمن والاستقرار أنفع للجميع

وفي السياق نفسه، أكد إمام جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز الشيخ علي سلمان، أن الخروج من الأزمات يكمن في «الحل القائم على أساس الحوار الوطني الذي يشمل الجميع، والذي ينطلق من قلوب وعقليات مفتوحة، والذي يهدف الوصول إلى مصلحة بلدنا البحرين أولاً، ويستبطن في كل عقلٍ وكل طرفٍ أن يتنازل عن بعض أفكاره من أجل مصلحة الوطن العامة، ويأخذ على نفسه أن يعمل جاهداً في أن يصل إلى التوافقات مع الأطراف الأخرى».

وأضاف «هذا النوع من الحوار كمدخل، هو طريقنا إلى حلول قضايانا قبل هذه المرحلة الجديدة من الاعتقالات وأثناء هذه المرحلة التي نأمل أن ننتهي منها سريعاً، ولباقي أيامنا».

وقال سلمان: «الأمن والاستقرار والعدل والإنصاف هو أنفع وأريح للجميع، ويحقق مصلحة الجميع، وأن هذا الطريق ليس فيه قهر لأحد ولكن فيه راحة للجميع، أما الطرق الأخرى التي تأخذ بخيارات مختلفة وتريد أن تقصي أو تريد أن تفرض بالقوة وبغير لغة الكلمة، رؤى أو مواقف معينة، فهي تضر بالقائم عليها كما تضر بالأطراف الأخرى في ساحتها». وشدد على أن «الاعتداء على المجتمع أمر مرفوض ومدان من قبلنا، ولا نرضى أن أحداً من الشباب يعتدي على حريات المجتمع ويصادر حرياتهم، وكذلك لا نرضى من المؤسسة الرسمية أن تعتدي على المجتمع وتصادر حريته»، مشيراً الى «نقاط التفتيش التي انتشرت في عدد من المناطق ... التي لم تستثن أحداً، ولا تميز بين أحد، وتضر حتى الناس الذين يعترضون ولا يوافقون على أعمال الحرق، أكثر ممن يمارس هذا العمل».

التحريض على الكراهية معصية

وفي موضوع الوضع الأمني في البحرين، تحدث إمام وخطيب جامع قلالي الشيخ صلاح الجودر وقال «إن الواجب الإنساني يلزم العبد المسلم أن يعيش مع سائر البشر بأمن وأمان، وسلام وإسلام، وأن يعزز معهم المشتركات الإنسانية، والقيم الحضارية، فقدره معهم أن يعيش في ظل تلك الاختلافات والتباينات، فيضع معهم القواعد والقوانين التي تحفظ له ولهم الأمن، لذلك عليه احترام الآخرين، والاعتراف بهم، والدعوةُ إلى التعاونِ والتعامل معهم، والالتزام بالأخلاق العالية».

وأفاد أن «التحريض على الكراهية معصية وخطيئة في ذاتها، كما هي أداة لتهييجِ قلوب العامة، وإذكاء الفتنة بينهم، والإساءة لدينهم، والتغرير بهم لحرق وتخريب وتدمير الممتلكات العامة والخاصة، ولإيصاد باب الفتنة ووأد سمومها وأدوائها، فقد جاء الشرع الحنيف بالنهي عن التحريض والتغرير».

وتساءل الجودر «هل من المعقول أن يوجد بين ظهرانينا من يقوض مسيرتنا وتقدمنا بأساليب خارجة عن الدستور والقانون؟!، هل من المعقول أن نجد من بيننا من يكون أداة هدم وتخريب وتدمير لكل مقومات الحياة؟!، هل من المعقول أن نرى التطاول والشتم والحرق والكتابة المشينة على الجدران وأذية المؤمنين والمواطنين والمقيمين في منازلهم وطرقهم؟».

توتر أمني تعيشه البحرين

وفي الإطار نفسه، اعتبر إمام وخطيب جامع كرزكان الكبير الشيخ عيسى عيد، أن البحرين «تعيش حالة أمنية صعبة وخطيرة جدًا، إذ كان من المؤمل أن تسود حالة الهدوء والاستقرار أجواء البلد في هذا الشهر الفضيل شهر المغفرة، شهر التسامح ، شهر الصفح، شهر الانفتاح على الله تبارك وتعالى، وتنقية الأجواء أمام حوار صادق شامل للوصول بالبلد إلى شاطئ الأمان والاستقرار، ولا سيما ونحن على أبواب الانتخابات البرلمانية والبلدية». ودعا عيد «كل القوى السياسية والجمعيات والمؤسسات المجتمعية والأهلية للتحرك لخلق مناخ صالح للحوار الوطني الشامل، وإنقاذ البلاد وإخراجها من هذه الأزمة الأمنية، وتجنيبها المزيد من التوترات والأزمات».

لا يخلو المجتمع من الأخطاء

أما إمام وخطيب جامع أبي بكر الصديق، الشيخ علي مطر، فشدد على «مسئولية الآباء والأسر والمؤسسات المعنية في الاهتمام بالشباب وملاحظتهم ورعايتهم وحمايتهم من الفكر الإرهابي التخريبي ومن الفكر التكفيري، وتحصينهم ضد أي نوع من أنواع الاستغلال».

وذكر مطر أنه «لا يخلو أي مجتمع من الأخطاء والقصور، وهذا أمر مسلم به وشيء طبيعي، وخاصة إذا كان هذا المجتمع يسعى إلى التغيير والتطوير كمجتمعنا»، منوّهاً إلى أن «هذه الأخطاء لا تترك ولا تهمل، وإنما تعالج بالهدوء، بالنصح والتواصل مع المسئولين، وبالطرق السلمية الحكيمة، ومن خلال القنوات القانونية المتعددة المتاحة. ولا تعالج بالفوضى والتحريض والعنف والتخوين وتغليب سوء الظن».