أكدت عميدة كلية الآداب هيا علي النعيمي في ورقتها العلمية التي ألقتها مؤخراً أن الشبكات الإلكترونية الاجتماعية من شأنها أن تلعب دوراً مهماً في إبراز جوانب عديدة من التاريخ سواء كان ذلك على المستوى المحلي أو الإقليمي والدولي. مستخلصة أن التاريخ والإعلام كلاهما يبحثان وراء إظهار الحقائق.
فهناك علاقة عضوية تجمع بين الإعلام كظاهرة حديثة نوعاً ما أصبحت أكثر انتشاراً بوسائلها المختلفة خاصة في نهاية القرن الماضي وأوائل القرن الحالي، والتاريخ كظاهرة اجتماعية هيكلية في مسار الشعوب. وبالرغم من اختلاف عمل الإعلامي والمؤرخ في مستوى الصيغة والأسلوب والمصادر والفترة الزمنية، إلاّ أن كلاهما يسعى وراء إبراز الحقائق. وإذا كانت الفترات السابقة قد تميزت بصعوبة الوصول إلى المعلومات والبيانات، فإن الفترة الحالية فترة غير مسبوقة من ناحية كميات المعلومات المتوفرة وأساليب الوصول إليها. وفي هذا الإطار يمكن لشبكات الإعلام الاجتماعي المختلفة المتوفرة على شبكة الإنترنت أن تلعب هذا الدور الإيجابي في إبراز التاريخ بصورة عامة وذلك من خلال تبادل وتشارك المعلومات من مختلف أنحاء العالم وكذلك تدعيمها ببيانات متعدّدة الوسائط التي لم تكن سانحة في الفترات السابقة. وإن شبكات الإعلام الاجتماعي سوف تكون في المستقبل هي المحرك الرئيسي لمجالات حياتية متعددة لعل أبرزها مسائل الثقافة والتربية والتعليم والتاريخ. ويجب علينا الاستفادة من هذه الفرصة الحقيقية للانخراط في هذه المنظومة الجديدة بإيجابية وذكاء تدعيماً لمواقعنا ومواقع بلداننا.
وحول دور شبكات الاتصال الاجتماعي في دعم التعليم, قالت هيا النعيمي في ورقتها:
يعتبر التعليم بصورة عامة إحدى ركائز التنمية والازدهار في البلدان، إذ أن تطوّر اقتصادياتها يكون مرتبطاً بعديد العناصر والمؤشرات الاجتماعية والثقافية لعلّ من أبرزها نسبة التعليم ومستوياته حسب سلّم الأعمار. وفي هذا الإطار تنشر منظمة الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الإقليمية والمحلية بصفة دورية أرقاماً عن نسب التعليم والتعلّم في كافة البلدان وخاصة منها البلدان النامية. ولا يخفى على أحد أن مسألة التعليم هي عمليّة مكلفة للدولة لما يستوجب إعداده من بنى تحتية وكوادر بشرية وأنظمة تعليمية مناسبة. وتكون المسألة أكثر عبئاً لماّ تصبح نسب الولادات والأمّية مرتفعة جدّاً. والمعروف أن هذه النسب عالية في البلدان النامية.
وكنتيجة طبيعيّة لتطوّر التكنولوجيا ودخولها معظم مجالات الاجتماع والثقافة والاقتصاد، تنامى استخدام التكنولوجيا ضمن العمليّة التعليمية وأصبحت أجزاء منها أساسية في تدريس وتدريب التلاميذ والطلبة. كما أدخلت اختصاصات جديدة ضمن كليات التربية من أبرزها تكنولوجيا التعليم التي تعتمد على استخدام التكنولوجيات الحديثة المتاحة لتسهيل وتطوير العملية التعليمية. إلاّ أن النقلة النوعية في العمليّة التعليمية تتمثل في تنامي انتشار ما يسمى بالتعلّم الإلكتروني. هذا الأخير يمثّل، في واقع الأمر، قفزة نوعية متميّزة وتغيير كلّي لمفهوم العمليّة التعليمية من حيث علاقة الأستاذ بالتلميذ أو الطالب ومن حيث تكلفة العمليّة التعليمية نفسها.
وحول دور شبكات الاتصال الاجتماعي في نشر الثقافة العربية ودعم التنمية, أشارت هيا النعيمي إلى تقرير المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم حول محو الأمية, وتمحور هذا التقرير حول نسبة الأمية المرتفعة في البلدان العربية, واعتبر كثير من المراقبين أن هذا التقرير مفزع لأن معدل نسبة الأمية في البلدان العربية قدّر بنحو 29.7 في المئة من النسبة الإجمالية لسكان المنطقة العربية أي قرابة مئة مليون نسمة وتعد شبكات الإعلام الاجتماعي إحدى وسائل الاتصال الاجتماعي القادرة على المساهمة بإيجابية في التغلب على مشكلات الأمية حيث تعتبر الأكثر انتشاراً في العالم والأكثر سرعة في توصيل واستقبال الأخبار والأفكار والمعلومات مقارنة بوسائل الاتصال التقليدية, وإذا وضعنا شبكات الإعلام الاجتماعي في إطارها الثقافي الدولي، فإننا بكل بساطة نستنتج أنها تمثل إحدى عناصر مفهوم العولمة بصفة عامة وخاصة في مجال الثقافة والإعلام.
العدد 2906 - الجمعة 20 أغسطس 2010م الموافق 10 رمضان 1431هـ
A Great Leader and Woman
Dr. Haya Al-Noaimi is a great leader who managed to guide the College of Arts towards the goals of quality education at the University of Bahrain. Besides, she is a Great Woman with big heart, a cooperative and understanding person. I wish her all the best in her professional and personal life. Faculty Member from Psychology Department