العدد 1004 - الأحد 05 يونيو 2005م الموافق 27 ربيع الثاني 1426هـ

الأنشطة الصيفية: ضرورة موسمية أم حاجة شبابية؟

نشاط ودورات وعمل ونوم

مع حلول الإجازة الصيفية فإن آلاف الشباب يبدأون في المعاناة من الفراغ والأوقات الطويلة التي لا يدرون ما يفعلون فيها، وإن كانت هناك وسائل لاستغلالها فإنها لا تتعدى الانضمام إلى أحد الأندية أو الأنشطة الصيفية للجمعيات المتنوعة والصناديق الخيرية، أو الالتحاق بدورات تدريبية في مختلف المجالات، وأخيرا يبقى خياران أحدهما الأصعب، وهو الحصول على وظيفة مؤقتة في إحدى الشركات. أما الخيار الثاني فهو الأسهل، وهو قضاء الإجازة في المنزل بين النوم ومتابعة التلفاز ولقاء الأصدقاء في المساء.

قد تكون الخيارات الأربعة السابقة هل الخيارات المتاحة للشباب البحريني في الإجازات الصيفية عادة، ولكن هل تلبي هذه الخيارات احتياجات الشباب؟ وهل أصبحت خيارات مناسبة للاحتياجات المتنامية لدى الشباب؟ وهل هناك بدائل أخرى يفكر فيها الشباب؟

في هذا التحقيق هناك أربع محطات نلتقي في الأولى مع شاب له تجربة شبه طويلة في مجال الأنشطة الصيفية التي التحق بها منذ خمس سنوات، فكيف يرى هذه الأنشطة وهل هي مناسبة لقضاء الإجازة الصيفية الطويلة؟

المحطة الأولى

يقول الشاب أحمد خليفة وهو طالب بالصف الثالث الإعدادي "أصبحت مسألة قضاء الإجازة الصيفية محسومة بالنسبة إلي سنويا، ففي بداية كل إجازة أقوم بالبحث عن أفضل البرامج التي تقيمها الأندية والجمعيات خلال فترة الصيف، وأختار الأفضل فيها والتحق به، ومن واقع خبرتي السابقة فإن هذه البرامج مفيدة لقضاء أوقات الفراغ في الصيف، ولكن أكبر مشكلة تواجهها، تكرار البرامج والفعاليات كل عام، وخصوصا الفعاليات الرياضية، فهناك برامج لتدريب السباحة نجدها في معظم الأنشطة الصيفية، وهي بالنسبة إلي أصبحت مملة كثيرا، ولا اعتقد أن وجود نشاط لتدريب السباحة في الأنشطة الصيفية سيجذب انتباهي، وأنا أسعى دائما إلى الجديد".

وعن جدوى هذه الأنشطة ومدى الاستفادة منها، أوضح أحمد أن هذه الأنشطة مفيدة في البداية للشاب الذي لم تسبق له المشاركة فيها من قبل، ولكن مع تكرار المشاركة فإن الاستفادة تقل، لأن المهارات التي سيتعلمها ستكون متكررة، ولن تضيف إليه الجديد، وتظهر الفائدة في وجود برنامج وفرصة لقضاء وقت الفراغ الطويل.

المحطة الثانية

الالتحاق بدورة في مجال الحاسب الآلي واللغة الانجليزية قد يكون أمرا مألوفا لدى الشباب البحريني طوال العام، ولكن الالتحاق بدورات في الموسيقى، وتصفيف الشعر من النادر أن نجد الشباب يقبل عليها، أو حتى يبحث عنها!

هذا ما قالته الشابة سحر نظام التي تختار في كل صيف الجديد في الدورات التدريبية لاكتساب المزيد من المهارات لتستفيد منها في حياتها. إذ تعتقد هذه الشابة التي لم يتجاوز عمرها العشرين عاما بأن الجلوس في المنزل طوال الإجازة هو هدر لأوقات فراغ الشباب الذي يجب أن يستفيد منها قبل أن يتخرج من المدرسة والجامعة ويدخل سوق العمل.

وعن تجربتها تقول سحر "خلال العام الجامعي فإنني التحق بدورات مكثفة في اللغة الانجليزية، وعندما تأتي الإجازة الصيفية فإنني أحرص على الالتحاق بدورات تدريبية لتنمية هواياتي، ولاكتساب مهارات جديدة، فخلال الإجازة الصيفية المقبلة سألتحق بدورة في الموسيقى باعتبارها هوايتي المفضلة، وسألتحق أيضا بدورة في تصفيف الشعر حتى استفيد وأتعلم هذه المهارات لأنها قد تتيح لي الفرصة للاستغناء عن الذهاب إلى صالونات الحلاقة مستقبلا".

وفي النهاية تؤكد سحر أن أكبر مشكلة قد تواجه الشباب للالتحاق بدورات تدريبية متخصصة هي ارتفاع أسعارها، في الوقت الذي لا يقدر فيه الشباب من توفير رسوم الدورات. ولذلك تطالب بأن تقدم بعض المعاهد أسعارا خاصة للطلبة، مثل معهد البحرين للتدريب لضمان استفادة أكبر عدد ممكن من هذه الدورات.

المحطة الثالثة

يحرص الشاب عيسى جاسم على البحث عن فرصة عمل مؤقتة خلال الإجازة الصيفية ليستفيد منها ماديا ويتعلم كيفية التعامل مع الناس، وطبيعة الحياة العملية. وقد بدأ بالعمل بشكل مؤقت قبل ثلاث سنوات عندما كان في الصف الأول الثانوي. ويتحدث عن تجربته قائلا "العمل المؤقت هو أفضل وسيلة لاستغلال أوقات الفراغ، وأنصح كل شاب وشابة بقبول هذا العمل لأنه يتيح الفرصة لتجربة الحياة العملية المستقبلية في سن مبكرة، ويزيد من وعي الشاب بأهمية العمل وتحمل المسئولية. ومن خلال تجربتي فقد تعلمت الكثير، وأصبح شعوري بالمسئولية ليس في العمل فقط، وإنما في المنزل، فبعد أن كنت شابا لا أبالي بالمسئوليات المنزلية، أصبحت أكثر التزاما من خلال عملي المؤقت". ويعلق الشاب عيسى على الصعوبات التي تواجه الشباب في العمل المؤقت، مشيرا إلى أن الوظائف المؤقتة محدودة سواء في القطاع الخاص أو الحكومي، بالإضافة إلى محدودية المكافأة المالية الممنوحة للمتدربين، وأحيانا لا يعطى مكافأة، والبعض يحاول استغلال الشاب المتدرب من دون أدنى تقدير.

المحطة الرابعة

كثيرون ينظرون إلى الشباب الذي يقضي إجازته الصيفية بين المنزل وزيارة الأصدقاء والسهر حتى ساعات الصباح الأولى بأنه شباب مهمل غير مسئول، ويضيع وقته ومستقبله. مثل هذا الرأي ترفضه الشابة حنان جعفر التي ترى أن هذه الطريقة لقضاء أوقات الفراغ في الإجازة هي طريقة تتبعها معظم الفتيات، وهي تعكس حاجتهم ورغبتهم في الحصول على راحة طويلة بعد عناء عام دراسي طويل.

وعلى رغم قناعتها بأهمية ممارسة برامج مفيدة، والانضمام إلى دورات تدريبية ناجحة، إلا أنها تؤكد أن لكل شاب وشابة طريقته التي يراها مناسبة لقضاء أوقات الفراغ. وهي لا تنصح الشباب لاتباع هذه الطريقة، وإنما تؤكد أن لكل شاب خصوصيته التي يجب احترامها في الشيء الذي يراه هو مناسبا. وتقول "لا جدوى من الدورة التدريبية أو النشاط الصيفي إذا كان الشاب لا يرغب في الانضمام إليها منذ البداية!".

تعددت آراء الشباب، وكل أكد قناعته بالطريقة التي يقضي فيها إجازته الصيفية وأوقات فراغه، ولكن من الآراء التي قيلت يبدو أنه لا توجد خيارات أخرى لدى الشباب في ظل محدودية الإمكانات المتاحة لهم، والفرص التي يقدمها المجتمع لتطوير قدراتهم ومواهبهم

العدد 1004 - الأحد 05 يونيو 2005م الموافق 27 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً