الاهتمام بالشكل الخارجي لدى الشباب والشابات أصبح من الأولويات، ولذلك نجد الشباب أكثر اهتماما بآخر صرعات الموضة في اللباس أو السلوك أو حتى الكلام! وتأتي تسريحات الشعر الغريبة كجزء من اهتمام الشبابا بصرعات الموضة، ولذلك نجد في أوقات كثيرة داخل المجمعات شبابا في سن المراهقة وأحيانا في العشرينات قام بتلوين شعره وصباغته، وقصه على أحدث الموضات.

هذه الظاهرة تكون منتشرة عادة خلال فترة الشتاء كما يقول بعض الشباب ولكن فترة الصيف تختلف تماما فحرارة الجو لا تتيح للشباب التحكم في تسريحته، وخصوصا إطالته، ولذلك تنتشر أنواع أخرى من الموضة ويتوقف مدى انتشارها على مدى غرابتها كما يقول مصففو الشعر.

في منطقة العدلية توجد مجموعة من الصالونات الرجالية يعمل بها شبان عرب محترفون وآخرون من جنوب شرق آسيا، وهذه المنطقة تعد المركز الرئيسي لابتكار موضة الشعر لدى شباب البحرين، إذ يؤم هذه الصالونات يوميا العشرات من الشباب من مختلف أنحاء البلاد سعيا وراء الحصول على تسريحة نادرة أو صبغة شعر مميزة.

شهادات أكاديمية

وبمجرد دخول الشاب إلى هذه الصالونات لأول مرة يمكنه أن يلاحظ مدى الفرق بين الصالونات العادية المنتشرة في مختلف مدن وقرى البحرين التي يعمل فيها الهنود، وبين هذه الصالونات الراقية للغاية. وعادة ما تكون النظرة الأولى للشاب على اللوحات المعلقة على الجدران، فهي بالتدقيق فيها سيكتشف الشاب أنه أمام مصففي شعر محترفين، لأن اللوحات المعلقة على الجدران عبارة عن شهادات أكاديمية وعلمية وتدريبية حصل عليها مصففو الشعر من معاهد عالمية للحلاقة وتصفيف الشعر، وعلى الفور سيشعر الشاب بالاطمئنان لأنه سيدرك أنه بين أيدي "أمينة" تعلم جيدا كيفية التصفيف والحلاقة وابتكار قصات شعر جديدة للشباب حسب الطلب. وخصوصا أن هناك أدلة وكتيبات مصورة موجودة على الطاولات أمام كراسي الانتظار، ويمكن للشاب أن يختار نوعية التسريحة أو قصة الشعر التي يرغب بها، ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل بإمكان الشاب أن يختار إحدى تسريحات الفنانين المشهورين عالميا ليتم تنفيذها له، وقد يتطلب ذلك عدة جلسات تستغرق بين شهرين وثلاثة شهور.

وعلى رغم سعر تسريحات الشعر المرتفعة في هذه الصالونات والذي يتراوح بين 4 و10 دنانير للقصة الواحدة "500 فلس في الصالون العادي" إلا أن زبائن هذه الصالونات لا يقل أبدا، بل هو في زيادة مستمرة، كما يقول المصفف اللبناني طوني، وهو من أشهر مصففي الشعر في منطقة العدلية بل إن بعض الشباب يأتي إليه من قطر والسعودية في إجازات نهاية الأسبوع وفي إجازات المناسبة مثل الأعياد.

يقول مصفف الشعر طوني عن إقبال الشباب على صالونات الحلاقة التي تصفف الشعر على آخر صرعات الموضة "نستقبل يوميا عشرات الشباب، وتزاداد أعدادهم في إجازات نهاية الأسبوع، وكذلك المناسبات والأعياد. وأعتقد أن اهتمام الشباب بتصفيف شعورهم على الموضة هو دليل على بحثهم عن الجديد والغريب دائما".

رؤوس ملونة

شعور رأس ملونة، وأخرى غريبة جدا يصعب وصفها، هي لشباب بحريني يهوى الجديد في تسريحة الشعر. وعلى رغم أن بعض التسريحات تبدو شاذة وغير مألوفة في المجتمع البحريني إلا أن هؤلاء الشباب يحاولون "فرضها على المجتمع من خلال ما يقومون به"، هذا ما قاله أحد الشباب الذين رفضوا الإدلاء باسمهم، وأكد أن التسريحات الجديدة والغريبة ليست مقتصرة اليوم على الشباب، بل هناك شابات يقمن بتسريح شعورهم على أحدث الموضات، وفي صالونات رجالية أيضا معروفة لدى البعض. ولذلك "فما العيب في أن يقوم الشباب باتباع الموضة فهي للرجال والنساء". وعند سؤاله عما إذا كان يشعر بالخجل وشعره مصبوغ باللونين الأحمر والأخضر، قال هذا الشاب "هذا ليس عيبا وإنما طريقة في الذوق والاختيار، فبعض الناس يفضل أن يلبس الثوب البحريني، وآخرون يفضلون لبس البدلات وربطات العنق، فهل يعتبر لبس البدلة عيبا أو سببا للخجل؟".

ويضيف الشاب قائلا "مازالت أذكر أنه في بداية التسعينات ظهرت في المجتمع البحريني تسريحة رجال البحرية الأميركية، وقد قابلها الناس باستنكار ورفض شديد، ولكننا اليوم لا نسمع من يتحدث عن هذه التسريحة، بل أصبح الكبار يسرحون بها شعورهم قبل الصغار أو الشباب، وكذلك الحال، بالنسبة إلى صباغة الشعر، أو اختيار قصات شعر وفق أحدث قصات الموضة".

أحدث تسريحات الصيف

مرة أخرى عندما سؤالنا مصفف الشعر طوني عن طبيعة التسريحات التي يقوم بعملها للشباب البحريني فقال "معظم الشباب يفضلون تقصيف الشعر، وإطالته، وهذا مناسب لطبيعة شعر الشباب البحريني، ولكن هناك بعض الشباب لديهم رغبات خاصة في تسريحات معينة نقوم بتنفيذها لهم. وعموما فإن التسريحات الأميركية أصبحت غير مرغوبة لدى الشباب اليوم، وظهر محلها التسريحات الأوروبية مثل الفرنسية والإيطالية التي أصبحت أكثر انتشارا من السابق".

وفي ختام حديثه قال طوني "تختلف تسريحات الشتاء عن تسريحات الصيف، واليوم فإن هناك إقبالا كبيرا من الشباب على التعرف على آخر صيحات الموضة في التسريحات الصيفية. وعموما فإن تسريحات الصيف بسيطة للغاية، وتعتمد على الشعر القصير جدا، ولذلك يمكن القول بأنها من أبسط التسريحات"