العدد 1008 - الخميس 09 يونيو 2005م الموافق 02 جمادى الأولى 1426هـ

وزير الأوقاف المغربي: خطباء الجمعة مدعوون للانخراط بوعي

خلال ندوة المجلس العلمي الأعلى

دعت الندوة الدراسية التي نظمها يوم السبت 28 مايو/ أيار الماضي في الدار البيضاء المجلس العلمي الأعلى بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية المغربية بشأن موضوع "خطبة الجمعة" الخطباء إلى استشعار خطورة المقام الذي يقفون فيه ومدى ثقل الأمانة الملقاة على عواتقهم.

ومن أبرز محاور الندوة التي شارك فيها أكثر من 700 خطيب يمثلون مختلف المحافظات المغربية إضافة إلى عدد من الخطباء المغاربة بمختلف البلدان الأوروبية، كانت "خطبة الجمعة المنهج و المصادر"، "جمالية خطبة الجمعة" و"خطبة الجمعة في الدول الأوروبية واقع وآفاق".

وشددت الندوة في عدد من التوصيات التي توجت أشغالها على أهمية ملامسة موضوع الخطبة واقع الناس تشخيصا وتهذيبا، داعية الخطباء إلى الالتزام بالخط المذهبي الوطني وتحري الوحدة الموضوعية في الخطبة وعدم التعرض للأمور الخلافية اتقاء الفتنة مع الابتعاد عن أسلوب التجريح للأشخاص والجماعات.

ودعت الندوة الخطباء إلى الحرص على إبراز مكامن الجمال في الإسلام من خلال إبراز قوته و تسامحه وواقعيته وبعث الأمل في نفوس المواطنين، كما دعتهم إلى العمل على أن تكون خطبهم جسور إدماج للمواطنين في واقعهم المحلي والعالمي عبر تدين سليم ومعتدل مع المزيد من العناية بالمرأة والشباب والطفولة خصوصا.

وأكدت الندوة من جهة أخرى أهمية تعزيز التواصل مع الخطباء في البلدان الأوروبية لتبادل النصح معهم، داعية هؤلاء الخطباء المقيمين في الغرب إلى الحرص على تقديم الإسلام الصحيح المشرف والمتسامح والمعتدل والجميل.

ومن أبرز المداخلات كانت مداخلة وزير الأوقاف والشئون الإسلامية المغربي أحمد التوفيق الذي دعا خطباء الجمعة المغاربة إلى الانخراط بوعي ويقظة في بناء المغرب من خلال مواكبة مبادرات التنمية والإصلاح التي من شأنها أن تزيد من عزة الأمة وتطورها، موضحا "أن خطباء الجمعة مدعوون باعتبار المهمة التربوية والأخلاقية الموكولة إليهم إلى الانخراط في خدمة البلد والمواطن بعيدا عن الإثارة والتحريض".

وخلص التوفيق إلى أن خطبة الجمعة وإن "تناولت بعض الأمراض والانحرافات الملحوظة في المجتمع فيجب أن يتم ذلك بما يهدف إلى قطع جذور هذه الأمراض والإسهام في ترسيخ قيم تربوية وأخلاقية عالية"، منبها في السياق ذاته إلى وجوب أن "يستحضر الخطيب أن تدبير شئون هذا البلد موكول لمؤسسات حكومية وتشريعية وقضائية وأمنية مختصة".

من جهته اعتبر الكاتب العام للمجلس الأعلى العلمي المغربي محمد يسف الندوة الدراسية بمثابة محطة مضيئة في مسار التحول الإيجابي و"الانتقال بخطاب الجمعة من مجرد خطاب شكلي رتيب إلى أداة بانية تصنع الإنسان وتعيد للمنبر جلاله ووقاره"، معربا عن الأمل في أن يسفر هذا اللقاء عن صوغ فلسفة جديدة تكون فيها الخطبة المنبرية أداة لتحبيب الإيمان إلى نفوس المجتمع ووسيلة فاعلة لتغذيته بما ينفعه في دينه ودنياه.

وحذر يسف من عدوى الخطابات المغرية التي لها مقاصدها وأغراضها وأسواقها، مؤكدا أن رسالة المسجد أكبر من أن تشغلها الخلافات والمنازعات الهامشية لأنها تجمع ولا تفرق، تصنع الوحدة وتحث عليها وتنبذ الفرقة وتحذر منها.

وحصر المتدخل مهمة الخطبة المنبرية بالمغرب في نقطة أساسية تتمثل في أن "لهذا البلد اختيارات وتقاليد راسخة في العقيدة والمذهب والسلوك وجد المغاربة فيها وحدتهم وأمنهم واستقرارهم الاجتماعي والديني".

واختتمت أشغال هذا اللقاء العلمي بإصدار مجموعة من التوصيات تساعد على وضع دليل لإعادة بناء الخطبة المنبرية بشكل يلبي حاجة الناس ويعصم رسالة الخطبة من الإخلال والغلط ويحميها من الانزلاق والإسقاط

العدد 1008 - الخميس 09 يونيو 2005م الموافق 02 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً