في يوم الثلثاء في الساعة 7,30 مساء بتاريخ 31 مايو / أيار 2005م أخذت أخي المريض نفسيا والذي يعاني من هستيريا زائدة ومن انطواء على نفسه إذ مر عليه يومان من دون أن يأكل ويشرب وهو على كل حال مريض منذ سنتين ويعالج في الطب النفسي ولكن هذه المرة زادت حالته إذ كان يتمتم بكلمات لم أكد اسمعها والظاهر أنه كان يتحدث مع نفسه وذلك لأنه قابع لوحده من دون زوجته وولده في الصف الثاني وكان دائما يضربهما فأخذناه بصعوبة إذ كان يردد "دعوني أموت هنا"، المشكلة ليست هنا ولكن بعدما أخذناه أنا ووالدي إلى مستشفى الطب النفسي وتحديدا إلى الطبيبة وشاهدت حالته وبعدما فتحت ملفه قامت تكتب وتكتب وكان يتألم من بطنه كثيرا وتحدثت الطبيبة معه ومع والدي ومعي واتصلنا بزوجته لتحدث الطبيبة بمرضه وبعدها اتصلت بطبيبة أخرى ووصلت وعادت مرة أخرى تعيد الأسئلة نفسها علينا وتتحدث مع أخي المريض وبعدها قالت لنا أرجعوه إلى البيت فقلنا حالته صعبة جدا قالت نعلم ذلك ولكن لا يوجد هنا سرير فاضي فقلنا حالته تصعب علينا وضعه في المنزل، فقالت عد به في صباح اليوم التالي "هل من المعقول أن لا يوجد سرير فاضي للطوارئ في هذه المستشفى؟" قالت نعم إذ لا يمكن أن نقبله من دون أن نرخص مريضا غيره ويجلس محله فدارت مشادة كلامية أرست على الصبر حتى الصباح إذ قالت إن في الصباح يمكن أن نوفر له سريرا فقلنا لكن بطنه يؤلمه جدا وهو لا يستطيع حتى أن يقف مستقيما من الألم فقلنا هل يمكن أن ينام في مجمع السلمانية الطبي وعندما يفضي سرير ترقدونه هنا؟ فقالت مستحيل أن يرقد هنا أو هناك وبعدها قلنا ولكن بطنه يؤلمه فلم يهتموا بذلك فقلنا اعطونا ورقة للسلمانية لكي يفحصوا على بطنه لأنه منذ يومين لم يأكل شيئا فقالت سأكتب له عن بطنه فقط، فقلنا لا بأس وكانت الساعة 10 ليلا وبعدها ذهبنا به إلى مجمع السلمانية وعالجوه عن بطنه ووضعوا له المغذي حتى الساعة 2,30 فجرا وبعدها رجعنا إلى المنزل وحالته النفسية مازالت صعبة ولكن بعدما خف الألم عن بطنه أصبح أهدأ من قبل وفي تمام الساعة 10 صباحا شاهدنا الطبيبتين فكلمت إحداهما فقالت انتهى دوامي الآن فقلت انت أعلم به من الطبيبة الأخرى المناوبة فقلت هل يوجد سرير فاضي الآن فقالت لا أعلم وأنا سأذهب، فذهبت والطبيبة الأخرى أسرعت نحو الباب كي لا نتحدث معها وأخي يقول اذهب وتحدث معها قبل أن تذهب، فقلت له هي لن تساعدنا انتظر الطبيبة حتى تستدعينا وبعدما انتظرنا كثيرا وهو في حال حرجة دخلنا على الطبيبة ووصفنا ما جرى لنا فقالت "بصراحة لا يوجد سرير لحد الآن وأنا أعلم أن حالته صعبة ولكن أعطني رقم هاتفك وبمجرد أن يفضي سرير سنتصل على رقمك"، فأعطيتهم رقمي وهي بدورها اتصلت للجناح وقالت مجرد أن يرخص المريض التي ستأتي زوجته في الساعة 2,30 اتصلوا بأخ المريض، واعطتهم رقمي واسم أخي المريض، فقلت لها خذوه إلى الجناح حتى يرخص المريض وتضعونه مكانه، فقالت يمكن أن لا تأتي زوجة المريض وتأتي غدا وأعدكم خيرا علما بأنه لم تعطه أية ابرة أو حبوبا فقلت من الأكيد سيجدون له سريرا وبعدها رجعنا وكلنا خيبة أمل لما نلاقيه حتى قال لي أخي المريض لقد تعبت من الذهاب والإياب فقلت تصبر! ولا أريد أن أطول عليكم والى الآن مضى أسبوع من كتابتي للرسالة ونحن ننتظر السرير وأخي يزداد سوءا وزوجته دوما تتصل بي وتقول متى وإلى متى. ..؟
اتصلت بهم قالوا لي غدا اتصل لأن اليوم الاثنين 6 يونيو/ حزيران 2005م خاص بكبار السن ومازلنا ننتظر السرير ومازالت حالته طارئة... فإلى متى...؟!
عبدالله محمد خميس
العدد 1013 - الثلثاء 14 يونيو 2005م الموافق 07 جمادى الأولى 1426هـ