العدد 1021 - الأربعاء 22 يونيو 2005م الموافق 15 جمادى الأولى 1426هـ

سعر النفط لن يهبط عن 50 دولارا هذا العام الجاري

مخاوف من ارتفاع أسعار النفط إلى 60 دولارا

يسود جو من القلق أسواق النفط، ما دعا المحللين إلى الرهان على أن يقفز سعر البرميل إلى 60 دولارا، وذلك على خلفية مخاوف من تراجع معروض الدول المنتجة للبترول إلى جانب القلق من خفض مخزون الشتاء المقبل على رغم استقرار أسعار النفط الخام بالقرب من 59 دولارا خلال التعاملات المبكرة يوم أمس نتيجة المعلومات عن المخزون الأميركي المتزايد أسبوعيا والمخاوف المتنامية من خفض المنتجات المكررة.

وأكد وزير النفط الجزائري شكيب خليل يوم أمس أنه لا يتوقع أن تنخفض أسعار النفط عن مستوى 50 دولارا للبرميل قبل نهاية العام الجاري بسبب قوة الطلب العالمي ونقص طاقات التكرير.

وبلغ يوم الثلثاء الماضي سعر عقود النفط الخام لشهر أغسطس/ آب عند التسوية في نايمكس 59,04 دولارا منخفضا 84 سنتا أو 1,4 في المئة. وبلغ سعر عقود يوليو/ تموز عندما حل اجل استحقاقها 58,90 دولار للبرميل بعد أن سجلت 59,70 دولارا أعلى مستوى سعري لعقود اقرب استحقاق منذ بدء تداول العقود الآجلة للنفط في بورصة نيويورك التجارية نايمكس العام .1983

وقال خليل في مقابلة مع الراديو الجزائري "لا اعتقد أن أسعار النفط ستنخفض عن 50 دولارا قبل نهاية العام". وأضاف إن إمدادات النفط ستواجه مشكلة كبيرة في المستقبل إذا استمر النمو الاقتصادي بالمعدلات الحالية.

وذكر الوزير أنه حتى إذا رفعت المملكة العربية السعودية إنتاجها فإنه لا توجد طاقات تكريرية تكفي لمعالجة الكميات الإضافية.

ورأى خليل أن الطاقة الإجمالية لمصافي التكرير ليست كافية لتلبية احتياجات السوق التي يحركها النمو الاقتصادي العالمي.

وأوضح خليل أن أسعار النفط الحالية لم تؤثر على اقتصاد الدول الأوروبية لكنه قال: "يمكننا توقع أثر في حال خفض عملة اليورو".

وارتفعت أسعار النفط أكثر من 12 دولارا أي بنسبة 26 في المئة في الشهر الأخير مع مراهنة المضاربين على أن شركات التكرير ستواجه صعوبات في مجاراة الطلب خلال فصل الشتاء.

وأشار الوزير الجزائري إلى أن النمو الاقتصادي القوي في الولايات المتحدة والصين عمل على رفع الطلب الذي زاد بمقدار 2,4 مليون برميل يوميا العام الماضي ومن المتوقع أن ينمو 1,8 مليون برميل في اليوم هذا العام.

ومن جهته قال وزير الطاقة الأميركي سام بودمان يوم أمس إن سد الفجوة بين الاستهلاك العالمي المتزايد على النفط وقدرة المنتجين على تلبية الطلب سيستغرق بضع سنوات. وذكر في كلمة أمام المجلس الوطني للبترول "أعتقد أننا سنقيس هذا الأمر بالسنين لا بالشهور".

وأوضح بودمان إلى أنه قبل العام 2004 كان الطلب العالمي على النفط ينمو سنويا بمعدل مليون برميل في اليوم تقريبا لكنه ارتفع في العام الماضي بمقدار 2,7 مليون برميل يوميا. وأضاف "في مختلف أنحاء العالم تواجه إمدادات النفط صعوبة كبيرة في مجاراة الطلب المتنامي". وقال إن جزءا كبيرا من الزيادة في الطلب يرجع إلى النمو الاقتصادي القوي في دول مثل الصين والهند.

في الوقت نفسه قال وزير النفط السعودي علي النعيمي إن السعودية يمكنها زيادة إنتاجها من البترول إلا انه يرى أن الطلب في السوق العالمي لا يستدعي ذلك.

وكانت أسعار العقود الآجلة المستحقة في يوليو المقبل ارتفعت بشدة يوم الثلثاء الماضي لتصل إلى 59,70 دولار للبرميل وهو أعلى مستوى سعري للعقود الآجلة للنفط منذ بدء تداولها في بورصة نايمكس العام .1983

ويتوقع خبراء في السوق أن يظهر التقرير الأسبوعي عن مخزون الولايات المتحدة من البترول والمتوقع صدوره في وقت لاحق أمس خفضا في مخزون البترول بنحو 1,7 مليون برميل، إذ تنتج معامل التكرير بأقصى طاقاتها الإنتاجية مع خفض في الواردات.

وتتوجه أنظار المتعاملين نحو المتراكم المتوقع من الإنتاج المعروض وخصوصا من مجموعة المتكثفات التي زاد معدل الطلب عليها أكثر من ستة في المئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي في ظل بقاء المخزون فوق المعدل المتوسط.

ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج المتكثفات بما في ذلك وقود التدفئة والديزل بمقدار 1,7 مليون برميل لتكون بذلك خامس زيادة أسبوعية في محاولة لتهدئة المخاوف عن قدرة المعروض من تلبية الطلب الضعيف خلال الربع الأخير من العام. كما ارتفع مخزون الجازولين بمقدار 400 ألف برميل.

ويرى المراقبون انه على رغم الزيادة الكبيرة في أسعار البترول بنحو 10 دولارات مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي إلا أن الطلب العالمي على النفط مستمر في الارتفاع.

وذكر مسئولون صناعيون أن التطورات في المدن الكبرى المنتجة للبترول خلال الأسبوع الماضي جددت المخاوف عن المعروض من النفط الخام على رغم تفادي إضراب كان من المتوقع حدوثه في النرويج يوم الثلثاء الماضي من قبل العاملين في حقل البترول البحري والذي كان يهدد إنتاج مليون برميل في اليوم.

ولفت المراقبون إلى بعض العوامل التي قد تؤثر في اتجاه الأسواق النفطية سواء فيما يتعلق بالتحذيرات الموجهة إلى قنصليات الدول الغربية في نيجيريا أو ما يحيط بالظهور القوي للمرشح الإيراني للرئاسة حمود أحمدي نجاد في الجولة الأولى من الانتخابات الإيرانية.

وكانت منظمة الدول المصدرة للبترول "اوبك" قامت خلال الشهرين الماضيين بالإنتاج بأعلى طاقة لها خلال 25 عاما في محاولة لتهدئة الأسعار غير أن المشكلة تكمن في الطاقة الإنتاجية غير الكافية لمعامل التكرير

العدد 1021 - الأربعاء 22 يونيو 2005م الموافق 15 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً