العدد 2411 - الأحد 12 أبريل 2009م الموافق 16 ربيع الثاني 1430هـ

«إسرائيل» تريد تصعيد الأزمة بين حزب الله والدول العربية

حاولت «إسرائيل» أمس (الأحد) الاستفادة من الأزمة الراهنة بين مصر وحزب الله اللبناني؛ إذ اتهمت الحزب بأنه جزء من «مؤامرة إيرانية» ويسعى لمحاربة الأنظمة العربية المعتدلة في المنطقة التي باتت تشعر بالقلق من إمكان حدوث تقارب أميركي إيراني وشيك.

و قال مصدر أمني إسرائيلي إن حزب الله هو «جزء من المؤامرة الإيرانية التي تستهدف الإطاحة بجميع الأنظمة المعتدلة في الشرق الأوسط وتتخذ مختلف الوسائل لتحقيق هذا الهدف». كما قال تقرير لوكالة «رويترز» إن «شكوكا تساور قادة عربا محافظين بشأن المبادرات التي قدمها أوباما لخصميهم الإقليميين وهما إيران وسورية، كما قد يخشون من أن يجدد بمرور الوقت الضغط في سبيل تحسين وضع حقوق الإنسان وإجراء إصلاحات ديمقراطية على أنظمتهم».

في غضون ذلك، وجهت مصر اتهامات بالتخابر لصالح دولة أجنبية لتسعة أشخاص في قضية حزب الله، وفي الإطار ذاته، أشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن المخابرات المصرية تطلع أجهزة الأمن الإسرائيلية على تطور عملية التحقيق.


لاريجاني: الضجة تهدف إلى التأثير على الانتخابات اللبنانية

«إسرائيل» تتهم حزب الله بمحاربة الأنظمة العربية «المعتدلة»

القدس المحتلة، القاهرة - د ب أ، أ ف ب

اتهمت «إسرائيل» أمس (الأحد) حزب الله بأنه جزء من «المؤامرة الإيرانية» في المنطقة ويسعى لمحاربة الأنظمة العربية «المعتدلة» في المنطقة وذلك عقب اعتقال الأمن المصري خلايا لحزب الله في سيناء المصرية.

وقال مصدر أمني إسرائيلي إن «إسرائيل» «لم تفاجأ باكتشاف الخلية الإرهابية التابعة لمنظمة حزب الله في مصر»، مضيفا أن «إسرائيل» «كانت قد نبّهت أكثر من مرة إلى ضلوع حزب الله وإيران بصورة مباشرة في عمليات تهريب الأسلحة والوسائل القتالية إلى قطاع غزة»، وأضاف أن «حزب الله كان يريد إرباك مصر والمسّ بسمعتها» وأن ما قاله الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله من أن منظمته لم ترد سوى «مساعدة حركة (حماس) في مواجهة (إسرائيل) لا يعدو كونه كذبا».

وأشار المصدر، حسب الإذاعة الإسرائيلية، إلى أن حزب الله هو «جزء من المؤامرة الإيرانية التي تستهدف الإطاحة بجميع الأنظمة المعتدلة في الشرق الأوسط وتتخذ مختلف الوسائل لتحقيق هذا الهدف».

وأعرب المصدر الإسرائيلي عن تقديره للقدرات والإمكانات التي أظهرتها قوات الأمن المصرية من خلال اكتشاف «الخلية الإرهابية» على حد قوله.

من جهتها، قالت صحيفة «هآرتس» في عددها الصادر أمس (الأحد) إن خلية حزب الله «خططت لارتكاب سلسلة من الاعتداءات الإرهابية ضد أهداف مختلفة في القاهرة وسيناء بما فيها مواقع يقيم فيها إسرائيليون».

وأشارت الصحيفة إلى أن المخابرات المصرية تطلع أجهزة الأمن الإسرائيلية على تطور عملية التحقيق مع أفراد الخلية المعتقلين في مصر.

من جانبه، اعتبر زير النقل الإسرائيلي إسرائيل كاتز والمقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في حديث إذاعي أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله «يستحق الموت».

وقال كاتز إن «نصر الله يستحق الموت وآمل في أن يعرف هؤلاء الذين يدركون كيفية التعامل معه (في إسرائيل) كيف يتصرفون وأن ينزلوا به المصير الذي يستحقه».

وأدلى الوزير بتصريحاته إثر إعلان النائب العام المصري عبدالمجيد محمود الأربعاء الماضي اعتقال 48 شخصا على علاقة بحزب الله اتهموا بأنهم كانوا يخططون «للقيام بعمليات عدائية» في مصر.

وأقرّ الأمين العام لحزب الله مساء الجمعة بأن سامي شهاب اللبناني المعتقل في مصر هو من عناصر حزب الله وهدفه كان تقديم مساعدة «لوجستية» لغزة وليس العمل على زعزعة الاستقرار في مصر.

من جهتها، ذكرت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية في عددها الصادر أمس أن المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين» محمد مهدي عاكف قال إن «كلام حسن نصر الله مضبوط بنسبة 100 في المئة».

وفي طهران، اعتبر رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أن الضجة الإعلامية المفتعلة ضد حزب الله تهدف إلى التأثير على الانتخابات التشريعية اللبنانية المقبلة.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية إرنا أن لاريجاني أشار في الجلسة العلنية لمجلس الشورى الإيراني (البرلمان) إلى الضجة الإعلامية المفتعلة ضد حزب الله وأمينها العام وقال: «إن الحكومات المتهمة بالتعاون مع (إسرائيل) في الحرب التي شنتها علي غزه قامت بنشر هذه الدعاية في خطوه لإعاده ماء وجهها»، مضيفا أن «تخبط هؤلاء في هذه الضجة الإعلامية المفتعلة أظهر مدي التزام حزب الله بالمسئولية تجاه الإخوة الفلسطينيين وحرصه على تقديم الدعم لهم».

ودعا لاريجاني مفتعلي الضجة إلى مراجعه مواقفهم، وأكد أن «على هذه الحكومات أن تعلم بأن الشعوب تتابع هذه المواقف والممارسات بدقة ويقظة وأن عليها أن لا تتصور بأن الرأي العام ساذجا، وأنه نسي تواطؤ هذه الحكومات مع (إسرائيل) خلال الحرب الأخيرة التي شنتها على غزة».

من جهتها، وجهت الصحافة المصرية الموالية للحكومة انتقادات عنيفة إلى نصرالله مطالبة بمحاكمته، حتى أن صحيفة ذهبت إلى حد استخدام ألفاظ جارحة بحقه.

وهاجمت صحيفة «الجمهورية» نصرالله في افتتاحية احتلت صفحتها الأولى بعنوان «مجرم لا يعرف التوبة»، فيما اعتبر رئيس تحرير صحيفة «روز اليوسف» كرم جبر «ينبغي أن تبدأ مصر إجراءات إحالته أمام محكمة دولية، وينبغي تسليمه للحكومة اللبنانية كمجرم حرب».

أما «الأهرام» الأوسع انتشارا فأكدت أن ما أعلنه الأمين العام لحزب الله يدخله في دائرة الاتهام، باعتباره المحرض والمسئول عن التمويل.

العدد 2411 - الأحد 12 أبريل 2009م الموافق 16 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً