فيما يعد مسئولون الشركات سلاسل الإمداد لمرحلة من التعافي المتوقع في الطلب العالمي، فإن المنطقة تشكل حالاً خاصة في هذا السياق. في مقالنا عن إدارة سلسلة الإمداد في الشرق الأوسط، والقائم على استطلاع PRTM لتوجهات سلاسل الإمداد العالمية (Global Supply Chain) للأعوام 2010 - 2012 بمشاركة 350 جهة عالمية، فإننا نلقي نظرة على التوجهات والتحديات التي تواجه المنطقة خلال السنوات القليلة المقبلة. فستعتمد الاستفادة من النمو المالي التدريجي بشكل كبير على كيفية تعامل الشركات المحلية مع خمسة توجهات أساسية في سلاسل الطلب العالمية:

التوجه الأول: ازدياد التقلب في سلسلة الإمداد والمزيد من الشك. فعلى الصعيد العالمي أدت الشفافية وارتفاع حساسية الأسعار إلى انخفاض ولاء الزبائن، فيما عمل تحويل المنتجات إلى سلع استهلاكية على تقليل أهمية المفاضلة. إلا أن ذلك لم يحدث في الشرق الأوسط حتى الآن. فالخيارات والاختيارات المتاحة للمستهلكين المحليين محدودة أحياناً بسبب الضوابط السوقية وحواجز الدخول، ولهذا فإن السوق تعتبر إلى حد كبير سوقاً يتحكم بها المزودون.

ولا شك في أن الوضع سيتغير. نتوقع بأن يتعرض الشرق الأوسط إلى المزيد من التقلب والشك لكون التشريعات السوقية أقل من المطلوب، وبسبب دخول المنافسين العالميين إلى سوق المنطقة في الوقت الذي ترتفع فيه توقعات المستهلكين. تحتاج الشركات في المنطقة إلى التميز والاستعداد لمواجهة المزيد من التعقيد والتقلب في سلاسل الإمداد.

التوجه الثاني: تأمين النمو يحتاج إلى شبكات عالمية من المستهلكين والمزودين؛ إذ بينت الدراسة أن نمو الأسواق المستقبلي يعتمد على الزبائن العالميين والمنتجات المتخصصة؛ ما يدعو إلى المزيد من الكفاءة في إدارة سلاسل الإمداد التي تتحول إلى المزيد من التعقيد والعولمة. وعلى رغم أن العديد من الشركات في الشرق الأوسط مكتفية بالاعتماد على السوق المحلية للنمو، فإن دخول المنافسين العالميين الذين لديهم إمكانات هائلة في سلسلة الإمداد يمكنه أن يهدد الأسواق المحلية. ومن الحالات التي تعتبر مثالاً على ذلك شركة جنرال إلكتريك، والتي اختارت المملكة العربية السعودية مؤخراً لتكون واحداً من أهم مراكزها العالمية للتصنيع.