عاد المواطن البحار عادل الطويل إلى البلاد صباح أمس (الإثنين) من دولة قطر الشقيقة بعد أربعة أشهر من احتجازه بتهمة دخول المياه الإقليمية القطرية بطرقٍ غير مشروعة.

وفور وصوله إلى فرضة المحرق، عبّر الطويل عن بالغ شكره وامتنانه لجلالة الملك المفدى والقيادة الرشيدة وحكومة البحرين على ما أولته من اهتمام كبير بقضيته ومتابعته في دولة قطر الشقيقة، إذ قال: «حقيقةً يعجز لساني عن تقديم كلمات الشكر والثناء لجلالة الملك المفدى على ما أولاه من اهتمام بالغ بقضيتي، وعلى الجهود والمبادرة الإنسانية من لدنه بشأن معالجتي وتوفير الرعاية الصحية لي».

الطويل: مُمتنٌ لجلالة الملك ولا أنسى المواقف النبيلة لممثله الشخصي

عودة البحار الطويل إلى البلاد من قطر بعد احتجازه 4 أشهر

المحرق – عادل الشيخ

وقفت الأم المُسنة والأبناء والأهل منذ الصباح الباكر في فرضة المحرق، يُحدقون بأبصارهم نحو البحر، إلى حيث يمتد البصر، بينما تنعكس أشعة الشمس على تلك المياه... منتظرين عودته إلى بلاده وأهله.

وما أن وصل حتى تسارع الجميع من أبنائه وبناته مُلتمين من حوله، واحدٌ يقبله وأخرى من خلفه تناديه «باباً»... بينما كانت والدته المُسنّة تحاول التعجيل بخطواتها نحوه، وهي ترفع من عباءتها مغطيةً وجهها عن الحضور... فما أن وصلت إليه حتى همّ بتقبيل رأسها وهي تناديه بنبرةٍ حزينة «عادل...عادل...لقدت رجعت». ما كان لتلك القطرات من الدموع إلا أن تزيد على النفس من حرارة الطقس مع صيامٍ في شهرٍ حار، وما كان لتلك الأحضان والقبلات وبكاء لقاء الأبناء بوالدهم والأم الكبيرة في السن بولدها إلا ليُهيّج مشاعر الحاضرين».

نعم؛ فقد عاد البحار عادل الطويل من دولة قطر الشقيقة، وهو الشخص الذي كثُرت عنه الأخبار، ولكن لم تلتقطه عدسات المصورين الصحافيين أو تلتقي به إلا يوم أمس... وماذا كان؟

كان يبدو شخصاً بسيطاً، يرتدي ثوباً عادياً في قاربٍ قديم به مجموعة من الصناديق المُخصصة للصيد، كُتب عليها اسمه، وكان يحمل بيده كيساً يحوي أغراضه الشخصية.

فقد عاد المواطن البحار عادل الطويل إلى البلاد صباح أمس (الاثنين) من دولة قطر الشقيقة بعد مدة أربعة أشهر كان محتجزاً خلالها في دولة قطر الشقيقة بتهمة دخول المياه الإقليمية القطرية بطرقٍ غير مشروعة.

وفور وصوله إلى فرضة المحرق، عبّر الطويل عن بالغ شكره وامتنانه لجلالة الملك والقيادة وحكومة البحرين على ما أولته من اهتمام كبير بقضيته ومتابعته في دولة قطر الشقيقة، إذ قال: «حقيقةً يعجز لساني عن تقديم كلمات الشكر والثناء لجلالة الملك على ما أولاه من اهتمام بالغ بقضيتي، وعلى الجهود والمبادرة الإنسانية من لدنه بشأن معالجتي وتوفير الرعاية الصحية لي، وأتقدم بالشكر الجزيل إلى رئيس الوزراء سمو الأمير الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد سمو الأمير الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة».

وأضاف «ولا يمكنني أن أنسى الممثل الشخصي لجلالة الملك سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة، فله مني ومن أفراد عائلتي كل الشكر والتقدير والثناء على مواقفه النبيلة والإنسانية وأياديه البيضاء»، مؤكداً أن «جميع تلك المواقف الإنسانية التي بدرت من القيادة لم تكن مُستغربة، ولن ننساها، بل كنا نتوقع تلك الأمور منهم، فهم دائماً جنباً إلى جنب مع المواطن، وهذا الأمر خفّف عليَّ الكثير من معاناتي وأدخل الفرحة في نفسي وأهلي وجعلني أشعر بالطمأنينة».

وفي السياق ذاته، قال البحار الطويل: «أتقدم بالشكر إلى مدير إدارة الثروة السمكية، وإلى سفارتنا في دولة قطر الشقيقة وخصوصاً مندوبهم الأخ عبدالله ربيعه ومحمد الصايغ، كما وأشكر المحامية فاطمة الحواج».

ولم يغفل الطويل توجيه شكره إلى «المسئولين في دولة قطر الشقيقة، وإلى الأخوة القطريين والسلطات القطرية، وإنني ممتن لكل شخص وقف إلى جانبي وإلى كل أم رفعت يديها داعيةً إليَّ، وأتمنى من الله أن يوفق الجميع للخير، وأن يجمعنا إخوةً خليجيين متحابيّن في مواقف مُسرّة».

وعن تفاصيل الإفراج عنه، ردّ الطويل: «صراحةً لا أعلم عن أية تفاصيل، كل ما أعمله أن الإخوة في السفارة البحرينية تحرّكوا من أجل الإفراج عني، وفعلاً أخبروني أنه صدر قرار بالإفراج عني، وأخذوني إلى منطقة الرويس، ومن ثم تسلمتني أجهزة خفر السواحل القطرية التي اصطحبتني بقاربي عند نقطة تنسيق حدودية ومنها سُلمت إلى خفر السواحل البحرينية».

وعن أحوال صحته، أجاب: «الحمد لله، حالياً أفضل بكثير، ولكن لاتزال بعض الآلام في الظهر».

إلى ذلك، صرح قائد خفر السواحل العقيد علاء سيادي بأن السلطات القطرية أفرجت عن البحار البحريني عادل الطويل, بعدما احتجزته منذ الثامن من مايو/ أيار الماضي. وأوضح أن قيادة خفر السواحل تسلمت البحار عادل الطويل صباح يوم أمس (الاثنين) عند نقطة التنسيق الحدودية, مضيفاً أن قيادة خفر السواحل كانت تتابع القضية بشكل مستمر مع السلطات الأمنية القطرية

وشدّد قائد خفر السواحل على ضرورة التزام الصيادين بالقوانين والإجراءات والرخص الممنوحة لهم والتي تقصر الصيد على المياه الإقليمية لمملكة البحرين, مع التقيد بإرشادات خفر السواحل الصادرة في هذا الخصوص.

هذا، وكان في استقبال البحار الطويل والدته وأفراد أسرته وعائلته وعدد من ذويه وأبناء منطقته.

وشهدت فرضة المحرق صباح أمس عرساً بهيجاً بعودة البحار الطويل بعد غياب دام لمدة أربعة أشهر عن زوجته وأبنائه وأفراد عائلته، إذ امتزجت دموع الفرح واللقاء بعد طول فراقٍ.

عبدالله بن حمد: ابتعاث الطويل للخارج لإجراء الفحوصات الطبية

المنامة - بنا

قال رئيس الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة إن الصياد البحريني عادل الطويل سيلقى كل العناية والرعاية العلاجية إذ سيتم ابتعاثه للخارج تنفيذاً لتوجيهات جلالة الملك لإجراء الفحوصات للاطمئنان على صحته والعمل على تأهيله للعودة إلى ممارسة مهنته.

وهنأ سمو الشيخ عبدالله خلال استقباله بمكتب سموه أمس الطويل الذي تم الإفراج عنه من دولة قطر الشقيقة والذي أصيب لدى عملية احتجازه ضمن مجموعة من البحارة. كما هنأ سموه جميع البحارة بعودتهم إلى أرض الوطن واطمئن سموه على صحة عادل الطويل.

من جانبه رفع الطويل أسمى آيات الشكر والتقدير إلى جلالة الملك على ما تفضل به جلالته من رعاية واهتمام ومتابعة شخصية بوضعه الصحي والذي عكس ما يكنه جلالته من عطف وعناية بجميع أبناء مملكة البحرين مجسداً أسمى صور التكافل والألفة التي يعيشها المجتمع البحريني في العهد الزاهر لجلالته، داعيا الله أن يحفظ جلالته وأن يديم على المملكة أمنها واستقرارها.

كما وجه الطويل الشكر والتقدير إلى سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة على تكفل سموه برعاية أسرته طيلة فترة احتجازه في دولة قطر الشقيقة. وقال إن هذا الموقف النبيل من قبل سموه كان له وقع كبير على نفسه وأسرته. وأشاد الطويل بما بذلته المملكة بكل أجهزتها المعنية من جهود خيرة دؤوبة من أجل العمل على عودة جميع الصيادين المحتجزين في الدولة الشقيقة إلى أرض المملكة.