العدد 2931 - الثلثاء 14 سبتمبر 2010م الموافق 05 شوال 1431هـ

السعوديون يأملون أن يحيي التمر بلدة محافظة نائية

في زاوية نائية من المملكة العربية السعودية تأمل مدينة متربة ذات حياة خشنة ومعتقدات جامدة أن تحول نفسها إلى مركز تجاري جديد لسلعة صحراوية قديمة... التمر.

ويأمل المسئولون أن يؤدي التوسع في تجارة بلح النخيل في بريدة الواقعة في محافظة القصيم الداخلية النائية في تحسين اقتصاد منطقة أقل تطوراً من باقي مناطق أكبر بلد مصدر للنفط في العالم.

وقال خالد القيدات وهو مسئول محلي يشرف على توسع السوق إذ يفرغ المزارعون التمر من شاحنات صغيرة استعداداً للمزاد إن سوق التمر ذات أهمية هائلة للمنطقة وتساعد الشبان السعوديين في العثور على وظائف.

وبلغ معدل البطالة في السعودية 10.5 في المئة العام الماضي وفي مناطق مثل القصيم يوجد القليل من الصناعات التي تقدم وظائف. ويمثل توفير وظائف للسكان السعوديين البالغ عددهم 18 مليون نسمة والذين يتزايدون بسرعة تحدياً أساسياً لزعماء المملكة.

وعلى عكس دول خليجية أخرى مثل الكويت إذ يحق للمواطنين الحصول على وظائف حكومية فإن كثيراً من السعوديين يضطرون للعمل كحراس أمن أو سائقي سيارات أجرة.

لكن يبدو أن الأمور تتحسن في بريدة... ففي كل يوم يأتي ما يصل إلى 1500 شاحنة صغيرة محملة بالتمور من مزارعين أو تجار في أنحاء المملكة أو دول مجاورة مثل الأردن أو الكويت أو قطر حسبما يقول القيدات.

وتعتزم السلطات بناء مجمع تخزين للسماح بالتجارة على مدار العام إذ تقتصر حالياً على موسم أغسطس/ آب - أكتوبر/ تشرين الأول بل إن هناك خططاً لإدخال التجارة الإلكترونية للوصول إلى مشترين في أوروبا وآسيا.

ومع توافد عدد متزايد من تجار التمر شيدت موفينبيك فندقاً فاخراً وتقوم الحكومة ببناء فندق آخر ضخم في وسط البلدة.

وفي حين تشتهر المملكة باحتياطياتها النفطية فإن إنتاج التمر ينهض منذ سنوات بعد الدمار الذي لحق بالقطاع جراء العنف في العراق المجاور الذي كان بلداً مصدراً رئيسياً في السابق.

وبناء على أرقام 2008 لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) فإن المملكة تعد الآن ثالث أكبر منتج للتمور بعد مصر وإيران.

وتقول المنظمة إن الإنتاج السنوي زاد إلى 986 ألف طن وهو ما يزيد بمقدار الثلث عنه قبل 10 سنوات.

والقصيم من أشد المناطق محافظة في السعودية وهي موطن فهم صارم للإسلام السني ويقول المحللون إن عدداً كبيراً من شبان المنطقة انضموا إلى تنظيم القاعدة في اليمن الذي يتزعمه أسامة بن لادن أو إلى جماعات متشددة في العراق.

وفي حين يقوم أجانب بمعظم العمل الشاق لجني التمر من النخيل بدأ السعوديون ينضمون إلى العمل في هذا القطاع.

وقال عبدالعزيز التويجري المدير العام لشركة هضيم للتمور إن مزيداً من السعوديين يطلبون العمل وإن العدد يزيد كل عام. وتعتزم شركته زيادة الإنتاج إلى 16 ألف طن سنوياً في الأعوام المقبلة من 5600 طن حالياً.

ويقدر التويجري أن نحو نصف العاملين في السوق وعددهم 3 آلاف شخص - من تجار ومزارعين وإداريين وسائقين - هم سعوديون.

وسيقتصر العمل بالسوق الإلكترونية المزمعة على المواطنين السعوديين. ويوجد الآن بأحد المصانع قسم للنساء الراغبات في العمل.

العدد 2931 - الثلثاء 14 سبتمبر 2010م الموافق 05 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً