أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون أمس (الأربعاء) عن مبادرة من أجل تحسين الوضع الصحي للنساء والأطفال في العالم نالت تعهدات بقيمة 40 مليار دولار ما سيتيح على حد قوله إنقاذ ملايين الأرواح.
وأعلن بان كي مون في بيان صدر في اليوم الأخير من قمة الأمم المتحدة بشأن أهداف الألفية المنعقدة في نيويورك «نعلم ما يجدي من أجل إنقاذ حياة النساء والأطفال ونعلم أن النساء والأطفال عنصر حاسم لبلوغ جميع أهداف الألفية للتنمية». وأشار إلى أن المانحين من حكومات ومجموعات خاصة وفاعلي خير أبدوا «ريادة» بجمعهم 40 مليار دولار.
واعتبر بان كي مون أن هذه الاستراتيجية العالمية من أجل صحة المرأة والطفل ستنقذ حياة 16 مليون شخص حتى العام 2015. ومن بين أهداف الألفية الأساسية الثمانية التي حددت في العام 2000، يسجل أبطأ تقدم على صعيد هدفي خفض عدد وفيات النساء أثناء الحمل وخلال الولادة وخفض عدد الوفيات المبكرة بين الأطفال ما دون الخامسة من العمر.
وتعتبر الأمم المتحدة أن تخصيص أموال للنساء والأطفال يحد من الفقر ويحفز النمو الاقتصادي، كما أنه حق أساسي من حقوق الإنسان. وحضر القمة نحو 140 زعيم ورئيس دولة.
وشارك في هذه المبادرة دول مثل أفغانستان وزامبيا إلى جانب استراليا وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا والهند واليابان وروسيا والولايات المتحدة. وبين الجهات المانحة أيضاً أثرى رجلين في العالم الأميركي، بيل غايتس والمكسيكي كارلوس سليم ومنظمات غير حكومية مثل منظمة العفو الدولية وشركات متعددة الجنسيات مثل «بادي شوب» و «ال جي إلكترونيكس» و «بفيزر».
وقال رئيس الوزراء النرويجي، ينس ستولتنبرغ الذي تعتبر بلاده من أسخى المانحين في العالم «لم يسبق أن اجتمع هذا العدد الكبير (من الرجال والمنظمات) من أجل إنقاذ حياة نساء وأطفال». وقالت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، ثريا عبيد أن ترقية صحة النساء وحقوقهن هي «من أهم قضايا عصرنا الاجتماعية».
وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون أن الاستثمار في صحة النساء والأطفال «يستحق أن يدرج في طليعة جدول أعمالنا الإنمائي». وجاء في بيان للأمم المتحدة أن هذه المبادرة ستسمح بإنقاذ أكثر من 15 مليون طفل ما دون الخامسة من العمر خلال الفترة الممتدة بين2011 و2015.
وتابع البيان أنها ستتيح تجنب 33 مليون حمل غير مرغوب به وستمنع وفاة 740 ألف امرأة نتيجة مضاعفات مرتبطة بالحمل والولادة، كما ستحمي 120 مليون طفل من التهاب الرئة. ومن الهيئات الدولية التي ستسمح بحشد التعبئة لمبادرة بان كي مون صندوق الأمم المتحدة للطفولة ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي. ولم يتضح حجم الوعود الجديدة من أصل هذه التعهدات بقيمة 40 مليار دولار.
ووعدت حكومات عدة دول فقيرة بزيادات كبرى في حجم نفقاتها في إطار مبادرة بان كي مون، وقد أكدت أفغانستان عزمها على زيادة نفقاتها الصحية للفرد من 11 دولاراً إلى ما لا يقل عن 15 دولاراً بحلول 2020.
كما وعد هذا البلد المعروف بأدائه السيئ في مجال حقوق المرأة على صعيدي الصحة والتربية بزيادة عدد الولادات التي يشرف عليها عاملون صحيون محترفون من 24 في المئة إلى 75 في المئة من إجمالي الولادات من خلال اعتماد عدد أكبر من القابلات.
كما أعلنت الأمم المتحدة أن بريطانيا ستنفق مبلغاً إضافياً قدره 2.1 مليار جنيه استرليني (3.2 مليار دولار) على صحة الأطفال والأمهات بين 2011 و2015. وعقدت القمة التي استمرت ثلاثة أيام سعياً لترقية أهداف الألفية الثمانية للتنمية التي حددت في قمة الألفية في العام 2000 على أن يتم تحقيقها بحلول 2015.
وتقضي أهداف الألفية بخفض عدد وفيات الأطفال ما دون الخامسة بمعدل الثلثين وخفض عدد وفيات النساء أثناء الولادة بمعدل ثلاثة أرباع. وتراجع عدد وفيات الأطفال المبكرة بنسبة 28 في المئة بين 1990 و2008، لكن لا تزال تسجل نحو تسعة ملايين وفاة كل عام. كما تقضي أهداف الألفية بخفض عدد الأشخاص الذين يعيشون بأقل من دولار واحد في اليوم وعدد الذين يعانون من الجوع في العالم بمعدل النصف بحلول 2015، فضلاً عن توفير التعليم الابتدائي للجميع وتمكين المرأة وتشجيع المساواة بين الجنسين ومكافحة الايدز والملاريا وأمراض أخرى. لكن بعض الخبراء يستبعدون تحقيق الأهداف الثمانية في غضون 5 أعوام.
العدد 2939 - الأربعاء 22 سبتمبر 2010م الموافق 13 شوال 1431هـ