سميت العاصمة الكينية (نيروبي)، لدى تأسيسها في العام 1899، بالاسم نفسه الذي عرفته به قبائل ماساي: «إياسي نيروبي»، ومعناه «مياه باردة». والآن، وبعد مرور أكثر من قرن، أصبح نهرها على وشك الاختناق بملايين من الأكياس البلاستيكية والنفايات الأخرى التي تعلق في حلقه. لكن المشكلة لا تقتصر على نيروبي وحدها.
المسئول بالهيئة الوطنية لإدارة البيئة، ديفيد روبرت أورينا، قال، إنه يجري جمع مجرد نسبة 25 في المئة من أصل 1،500 طن من النفايات الصلبة التي تغرق نيروبي يومياً، بينما لا تجمع خدمات الدولة النفايات الصلبة في أحياء مدن الصفيح والأحياء العشوائية المنتشرة في ضواحي العاصمة، والتي تأوي 60 في المئة من سكان نيروبي البالغ عددهم 3,5 ملايين نسمة.
«والنتيجة هي تناثر القمامة في كل مكان، وأغلبها محشوة في أكياس من البلاستيك تبقى في البيئة لسنوات طويلة (...) هذا الوضع لا يخص نيروبي وحدها، بل يتكرر في جميع أنحاء البلاد»، وفقاً للمسئول الحكومي.
ويؤكد أورينا، أن الأهالي والشركات المصنعة للأكياس البلاستيكية مسئولون، على حد سواء، عن التحديات البيئية التي تواجهها كينيا، فالسكان لا يكادوا يعنون بالتخلص من هذه النفايات، في حين تقاوم الشركات المصنعة للأكياس البلاستيكية الحظر الحكومي على استخدام أكياس هشة يقل سمكها عن 30 ميكروناً.
ويشير بحث أجرته الهيئة الوطنية لإدارة البيئة بالاشتراك مع معهد بحوث وتحليل السياسة العامة في العام 2005 إلى أن شبكات المتاجر الكبرى وحدها وزعت على زبائنها 100 مليون كيس بلاستيكي سنوياً في كينيا، تتناثر غالبيتها العظمي في البيئة وتسد المجاري والصرف الصحي وتلوث التربة وتعرض الحياة البحرية للخطر والماشية للموت عند تناولها.
ويؤكد أورينا هذه البيانات قائلاً، إن «المتاجر الكبرى توزع ملايين من الأكياس البلاستيكية سنوياً ومعظمها هشة وقابلة للاستخدام مرة واحدة فقط، ويجري التخلص منها بإيداعها في البيئة؛ إذ تستغرق مئات السنين لتتحلل».
وتمتزج قطع من هذه الأكياس البلاستيكية بالتربة، وتحول دون تغلغل مياه الأمطار في الأرض، وتساعد على تشكيل برك من المياه الراكدة تنمو فيها الأمراض كافة التي تنقلها المياه.
العدد 2943 - الأحد 26 سبتمبر 2010م الموافق 17 شوال 1431هـ